لا شك ان الظروف الحالية التي تمر بها أمتنا العربية تقتضي من قادتها اللقاء المشترك والحوار البناء للوصول الى الحلول اللازمة للأزمات الخانقة التي تمر بها الأقطار العربية في اشد واحرج مرحلة تمر بها فالمشاكل عديدة والهموم متشعبة وخيبات أمل من قمم مضت لم تؤتي ثمارها قط وظروف مصيرية وتحديات غير مسبوقة لا تواجه الأمة مجتمعة فحسب بل كل قطر من اقطارها وكل شعب من شعوبها و تقتضي الدراسة التحليلية والتشاور البناء للوصول الى افضل الصيغ للخروج من حالة الوهن التي تحيط بالأمة والتي افقدتها قوتها واقتدارها ووحدة كلمتها والتي تستوجب الوقوف بحكمة ودراية لأيجاد الحلول اللازمة لمعالجة كافة القضايا المصيرية التي تواجهنا كأمة واحده ومصير واحد بكل قوة وادراك للحفاظ على امننا القومي وتحقيق سعادة ورفاهية ابنائنا. لذا جاء انعقاد مؤتمر القمة العربية 24 في الدوحة ليمثل لدى الشعب العربي الحد الأدنى للعمل العربي المشترك صحيح ان المؤتمرناقش كافة القضايا العربية لكن ركز بشكل خاص على القضيتين الفلسطينية والسورية كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي أكد على : 1. انشاء صندوق دعم للقدس بمبلغ ملياردولار لأنشاء مشاريع وبرامج تحافظ على هوية القدس العربية والأسلامية وتطويرالأقتصاد الفلسطيني وتقديم كافة وسائل الدعم للفلسطينيين . 2. مطالبة المجتمع الدولي بأرساء السلام العادل وضمان الأنسحاب الأسرائيلي من كافة الأراضي العربية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حدود ما قبل 5يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية واعمارغزة وفتح المعابر ووقف الأستيطان الأسرائيلي . 3. الأفراج الفوري عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الأحتلال الأسرائيلي. 4. مطالبة المجتمع الدولي لنيل فلسطين دولة دائمة العضوية وايقاف كافة اجراءات التهويد التي تقوم بها قوات الأحتلال الأسرائيلي على الأرض الفلسطينية . أما بخصوص القضية السورية فقد كان من مقررات المؤتمر. 1: دعوة رئيس الأئتلاف الوطني للثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية . 2.التأكيد على حق سوريا في الجولان المحتل ورفض الأجراءات الأسرائيلية لتغيير الأوضاع الديموغرافية والجغرافية ومحاولاتها ضم الجولان المحتل الى اراضيها اضافة الى دعم شعب الجولان في تصديهم للأحتلال الأسرائيلي وتمسكهم بهويتهم السورية . 3..الدعوة الى حل المشكلة السورية سياسيا وشجب التصعيد العسكري واستعمال العنف ضد السكان المدنيين او استخدام الأسلحة الكيمياوية واتباع سياسة الأرض المحروقة . 4.اغاثة اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة وتقديم المساندة للدول التي استقبلتهم وأعطاء الحق لكل دولة ان تقدم وسائل الدفاع عن النفس للشعب السوري والجيش السوري الحر. كما ان المؤتمر أكد على : 1.الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتمويل مشاريعه التنموية .2:ادانة ايران لأستمراها بأحتلال الجزر الأماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى .3:مساندة لبنان سياسيا واقتصاديا وبما يحفظ وحدة اراضيه وسيادته واستقلاله واعادة اراضيه من الأحتلال الأسرائيلي .4.اعادة الأموال المنهوبه من ليبيا وتسليم المطلوبين للعداله للسلطات الليبية .5 :تقديم العون للصومال ومساعدته على اعادة الأستقرار واعادة الأعمار . بطبيعة الحال لم يتطرق المؤتمر الى اتفاقيات التعاون العربي المشترك واتفاقيات الدفاع العربي المشترك ولا الى العلاقات الدبلوماسية والأقتصادية التي تربط كثير من دول القمة مع الكيان الصهيوني ولم يتطرق المؤتمر لما يجري في العراق من مسح لهويته الوطنية وضعف نيسجه الوطني وتعرض الملايين من شعبه الى الأقصاء والتهميش والأغتيال المنظم . ويبدو ان ملايين الأصوات التي تتظاهر في عدة محافظات عراقية لم يسمع القادة العرب صداها لأسباب هم يعرفونها جيدا ولا تخفى على احد لأن الكلام عن مظاهرات واعتصامات العراق يسيء الى سمعة الديمقراطيه الأمريكية التي لو تطرقوا اليها لكلفتهم كثيرا. نتمنى للعرب دوما وحدة الكلمة ووحدة الصف ووحدة القياس للمشاكل التي تعصف بأمتنا العربية وشعبنا العربي الكريم وقرارات اكثر قوة وشمولية وأشد حزما وارقى مثل واقرب واقعية .