من بين الموضاعات التي يتناولها الرئيس الامريكي باراك اوباما في جولته الشرق اوسطية الشهر الجاري , القضية الفلسطينية , والملف النووي الايراني , والارهاب , والوضع المتفجر في سوريه . وسوف يلقى حرجا كبيرا عند مناقشته الوضع في سوريه والوضع في الاراضي العربية المحتلة في فلسطين وخقوق الانسان في المنطقة . لقد وقفت الادارة الامريكية الى جانب الانتفاضات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن , وقد وقفت موقفا مائعا ازاء مطالب الشعب السوري الذي انتفض ضد الظلم منذ اكثر من عامين , فهو مع مطالب الشعب ولكن دون ان يقدم الدعم اللازم له . وقد غلب مصالح الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية على مصالح الشعوب , وهذه الازدواجية المعهودة التي الفناها في السياسية الامريكية في عهد اوباما ومن سبقه . كما انه سيكون محرجا امام نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني العنصري الذي مضى عليه اكثر من قرن من الزمن . فهو وادارته مع المحتل الغاصب , ومع عدوانيته المفرطة ضد الشعب الفلسطيني , وخاصة الاطفال والنساء الذين يزج بهم المحتل في السجون والمعتقلات بدون اي ذنب , خارقا بذلك ابسط حقوق الانسان التي ضمنتها القوانين الدولية لحماية حق الرأي والتظاهر والاعتقاد وغيرها من الحقوق والحريات . كما ان الادارة الامريكية تعامت بالمطلق عن ثورة الشعب العراقي التي مضى عليها ثلاثة اشهر , وعن مطالب العراقيين في صون سيادة العراق واستقلاله الوطني . واولها تعديل الدستور الذي وضعته الادرارة الامريكية على اسس طائفية مقيتة مألها التقسيم حسب الانتماء والعرقي والطائفي , وكذلك الغاء القوانين الجائرة التي تجرم الوطنيين وتحمي الارهابيين والغزاة من الغرب ومن الشرق . انها مطالب بسيطة لو كان في البلاد حكم وطني ينظر للجميع بعين المساواة والعدل , ولكن حكم المالكي القائم على نظرة طائفية متخلفة وضعت غالبية الشعب العراقي في قفص الاتهام دائما , لانهم رفضوا الاحتلال الامريكي والاحتلال الصفوي الاصفر . لقد بات واضحا للعيان ان الادارة الامريكية هي صانعة الارهاب في العالم , فهي التي ابتكرت اساليب التعذيب الوحشي ضد العراقيين الوطنيين في السجون العلنية والسرية . وهي التي علمت عملائها في حكومة المالكي هذه الاساليب وطبقوها بكل كفاءة وتميز , بل فاقوا معليميهم الامريكان في فنون التعذيب , لانهم مارسوها بعقلية طائفية حاقدة وبخلفية سوداء مثل قلوبهم المشحونة بالحقد على العرب وعلى تراثهم الحضاري الانساني . وقد كشفت الصحف الغربية ان ديفيد بيترايوس القائد العسكري الامريكي المتهم بقضايا جنسية ساقته الى التحقيق امام الكونغرس , هو الذي ارسل خبراء في التعذيب الى العراق لكي يدرب الجلادين في حكومة المالكي على فنون التعذيب في سجن ابوغريب سيء الصيت , وهذه وصمة عار على الادارة الامريكية التي تدعي انها راعية حقوق الانسان في العالم . ما شهدته السجون العراقية السرية والعلنية من انماط التعذيب والاعتداءات الجنسية على النساء والرجال والاطفال هي احدى ثمرات الاحتلال الصفوي للعراق , واحد ابداعات قوات القدس الارهابية المشحونة بالحقد على كل من يخالف نظام ملالي ايران الساعين الى خلخلة المنطقة واختراقها والسيطرة عليها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا . ان الاعتداءات الجنسية على الرجال والنساء والاطفال يأتي ضمن خطة اذلال العرب واشاعة الفاحشة بينهم ومسخ القيم التى نادى بها الاسلام وخلخلة البناء الاجتماعي في البلاد العربية , وخاصة في العراق الذي يعد الحصن المنيع للامة العربية . ان اي ادعاء بحماية حقوق الانسان من قبل اوباما هو ادعاء باطل وكاذب , لانه يتعامل مع هذه الحقوق بمكيالين , فهو ينتصر لحق في بلد وينساه في بلد اخر , فهو مع ثورة في بلد وضدها في بلد اخر . ولم يعد محط اية ثقة عند العرب الشرفاء , ولن تنطلي علينا كلماته المعسولة , لاننا عرفنا انه كاذب مثل سلفه من الزعماء الامريكان . لم ينتصروا لقضايا العرب ابدا , بل لقضاياهم حتى لو كانت على حساب دماء الابرياء . ولن ننسى ما فعله اوباما عندما سلم العراق لنظام الملالي في محاولة لاستمالتهم في شأن الملف النووي الايراني , هذا الملف الذي ما زال يراوح مكانه , في وقت يسابق نظام الملالي الزمن لتخصيب اليورانيم وصنع سلاح نووي يهدد به دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي وفي المقدمة منها البحرين التي تتعرض الى مؤامرة سافرة تهدد امنه وسيادته الوطنية , وخير شاهد على ذلك اكتشاف شبكة التأمر الاخيرة المدعومة والممولة من نظام الملالي , التي كان من ضمن مخططها تفجيرات في اماكن حساسة في البلاد . وقد كشف مسؤول بحريني رفيع المستوى أن منشآت أميركية، ومواقع حيوية ورسمية، بالإضافة إلى إحدى الشخصيات في البحرين، كانت ضمن أهداف الخلية الإرهابية، التي تم الكشف عنها من قبل الأمن البحريني، والتي عرفت بخلية جيش الإمام. وقال: «كان أفراد الخلية يتلقون تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات في أماكن تدريب تخص الحرس الثوري في إيران، وأخرى تعود لحزب الله في العراق، إضافة إلى وجود تمويل يصل إلى 80 ألف دولار».