شبكة ذي قار
عاجل










عن جدارة واستحقاق احتلت مصر العروبة مكانة مرموقة ومنزلة عالية بين دول العالم فبالإضافة الى عمقها التاريخي ودورها الحضاري فهي الرائدة في النهضة الفكرية والثقافية الحديثة وكذلك ماتتمتع به من قدرات بشرية واقتصادية وموقع ستراتيجي وما لعبته من دور قومي في قضايا الامة العربية ، لكن منذ رحيل الزعيم القومي جمال عبد الناصر مطلع سبعينات القرن الماضي فقدت مصر دورها الريادي في المنطقة بسبب عدم وجود القيادة المؤهلة لإدارة مصر بثقلها الكبير في المنطقة والتحديات التي تواجهها داخليا خاصة أزمتها الاقتصادية ودورها في الصراع العربي الصهيوني ، لذلك كان من الطبيعي أن يقوم السادات الذي لم يكن مؤهلا لقيادة بلد كمصر بتوقيع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني ، ومن بعده الرئيس حسني مبارك الذي أستمر على السقوط في مستنقع المؤامرة على مصر والعروبة ولم يعمل إلا لإدامة بقائه على كرسي الرئاسة والمتاجرة بمواقف مصر السياسية مما ترتب علية رهن أرادة مصر وفق الاجندات المعادية للعرب والعروبة .الامر الذي حط من مكانة ارض الكنانة وشعبها العريق . وبعد ثورة 25 فبراير الذي فجرها الشباب المصري ومن خلفه القوى الوطنية والقومية في مصر وقطف ثمارها الاخوان المسلمين الذين استطاعوا ركوب موجة المشروع الامريكي في المنطقة للوصول الى سدة الحكم في مصر وراحوا بسبب شهوتهم العارمة للسلطة وحداثتهم بإدارة الدولة الى تعقيد الوضع الداخلي المصري بسبب سياسات الاقصاء للقوى العلمانية وقلة خبرتهم في ادارة الملف الاقتصادي ، فأخذوا يتخبطون في سياساتهم العربية والدولية الامر الذي انعكس على دور مصر القومي الذي كان يتطلع اليه الجمهور العربي بعد فترة انكفاء امتدت لثلاثة عقود من الزمن . نشرت عدد من الصحف العربية أخبارا تفيد بأن هنالك تحسن حدث في العلاقات المصرية الايرانية أثر زيارة احمدي نجاد الاخيرة لمصر وهذا سينعكس على ملف علاقات القاهرة مع بغداد ، ووفق الاتفاق الايراني المصري ، فأن وفدا برئاسة رئيس الوزراء المصري وعدد من الوزراء ورجال الاعمال زار العراق وتم توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع حكومة المالكي المعروفة بأنها الاكثر فسادا في العالم وممارستها سياسات الاقصاء والتهميش وانتهاك حقوق الانسان ونزعتها الطائفية ومناوئتها للعروبة والتابعة والخاضعة لحكومة الولي الفقيه. وهذا الامر يعيدنا الى تسعينات القرن الماضي عندما تاجرت حكومة حسني مبارك بقضية الكويت وحصولها على مئة مليار دولار ( حسب الوثائق التي نشرت لاحقا ) واصطفت بدون حيادية مسؤولة مع الطامحين للهيمنه على البترول والخاضعين لهم والتي كانت على حساب العراق وشعبه والموقف العربي الذي شهد حالة من التناحر والانقسام . أن الشعب العراقي الذي ضاق ذرعا من سياسات حكومة المالكي الجائرة واستبدادها وخرج بتظاهرات وأعتصامات عارمة في عديد المدن والمحافظات كان يأمل من حكومة مرسي أن تتخذ موقفا مناصرا وداعما لمطالبه القانونية المشروعه ، لا أن تقف الى جانب حكومة المالكي التي أبعدت العراق عن حاضنته العربية . وأن لاتقبل بأن يكون العراق سلعة رخيصة بيد حكومة ايران تتاجر بها للخروج من أزماتها العديدة والتغلغل الخبيث الذي تسعى اليه لاختراق الشعوب الاسلامية. وأن تضع حدا للنفوذ الايراني الواسع في العراق . ان المواقف السياسية التي تتخذها حكومة محمد مرسي حيال ملفات عربية مهمة وخطيرة تدل بشكل قاطع ان حكومة الاخوان المسلمين لاتختلف عن سابقتها في المتاجرة السياسية ، بمواقف مصر من القضايا العربية فحكومة الاخوان المسلمين التي استنكرت وأدانت دور إيران وممارساتها العدوانية في المنطقة وأجنداتها التوسعية للهيمنة والتمدد في الدول العربية وتدخلاتها السافرة في شؤون الدول المجاورة ، والتي تعاني من عقوبات اقتصادية وعزلة دولية هي اليوم ومن أجل مصالحها الضيقة التي تخدم الحكومة فقط ، تتخلى عن دورها القومي ومكانتها العالية وتطبع علاقاتها مع إيران التي لاتختلف مشاريعها في احتلال الاحواز العربية والجزر الاماراتية الثلاث وإعادة امبراطورية فارس عن مشاريع الكيان الصهيوني في احتلال فلسطين و أقامة دولة إسرائيل الكبرى . وبذلك فأن مايسمى الربيع العربي الذي قدمت لأجله التضحيات الكبيرة بات مجرد تغييرات في الوجوه والمسميات .   hazzaa63@yahoo.com




الثلاثاء٢٢ ÑÈíÚ ÇáËÇäí ١٤٣٤ ۞۞۞ ٠٥ / ÃÐÇÑ / ٢٠١٣


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق عبد الرحمن العبيدي طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان