من خلال معرفتي بأحمد الكبيسي الشخصية والتي بدأت منتصف عام 1998 عندما كنت مديرا عاما لدائرة تلفزيون بغداد الدولي , وجدت فيه حماسا غير اعتيادي في الحديث عن الشهيد صدام حسين وعن قدرته القيادية وتفكيره العميق في حب الناس والايمان الذي يكتنزه في داخله ضمن مفهوم اسلامي عروبي قل نظيره في العصر الحديث كحاكم ينظر الى الشعب نظرة واحدة , ولا فرق عنده بين عربيا او كرديا او اشوريا او تركمانيا شيعا او سنيا الا لمدى وفاءه لهذا البلد . هذه الشذرات يطل بها الدكتور احمد الكبيسي علي كل يوم ثلاثاء حين يحضر الى القناة ليسجل برنامجه المعروف في رحاب القران الكريم ويشرب عندي القهوة قبل بدء التسجيل وبانتظار تجهيز الاستديو .وفي مساء احد الايام اتصل بي الدكتور همام عبد الخالق وزير الثقافة والاعلام , يطلب مني الاتصال بالدكتور احمد الكبيسي للقاء معه في اليوم التالي في مكتبه لامر هام , وفعلا قمت بالاتصال على بيته فاجابت احدى بناته وقالت منو حضرتك فذكرت لها الاسم واذا بالدكتور يقول اهلا ابن عمي كيف حالك , وقلت له الامر واتفقنا ان يمر علي للدائرة وننطلق سوية الى الوزارة . " دخلنا مكتب الدكتور همام عبد الخالق عند الساعة العاشرة وكان بانتظارنا وبعد السلام القوي المفعم بالحرارة جلسنا على كراسي بشكل مثلث واذا بالشيخ الجليل المتدنين والملتزم بالسنة النبوية يضع رجل فوق رجل وهو مخالف للسنة النبوية لان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وقال انها من الخيلاء" اخبره الدكتور همام بنص رسالة السيد الرئيس الشفوية بتكليفه انجاز كتاب من قصص القران الكريم , بعد ان روى له ما دار في اجتماع مجلس الوزراء وغضب الرئيس من قلة الكتب التي تبسط للاطفال قصص القران الكريم وكيف ان الاديان الاخرى تهتم بهذا الامر وتروج له بطرق شتى : ماذا قال الشيخ ؟اولاً اشكر السيد الرئيس على هذه الالتفاتة الكريمة واسال الله ان يضعها في ميزان حسناته فهو قائد وهبه الله لنا كعراقيين وعرب بل ومسلمين في زمن صعب . ثانيا : لو افني كل عمري لانجاز مثل هكذا مشروع لانه فيه وجه الله وفعلاً شكلت لجنة للإشراف على الانجاز وتحقق بعد ان طبع في تركيا بأرقى المطابع وبيع بسعر رمزي الى هنا والدكتور حريص على ابراز مناقب الرئيس , وترك العراق بعلمنا ولم تنقطع الاتصالات معه واستقر في دبي واصبح له برنامجا تلفزيونياً خاصاً يجيب على تساؤلات المشاهدين بشكل مباشر , وفي احد الحلقات تطاول احد المتصلين على مقام الرئيس صدام حسين رحمه الله , فرد عليه الدكتور احمد الكبيسي بعصبية وحماسة انت ما مؤدب لان هذا ولي امرك لايجوز التطاول عليه , ولعلمك هذا الرجل اشرف قائد للامة . ونزع الشيخ احمد المايكرفون ليترك الاستديو زعلان من هذا الاتصال وبعد تدخل العاملين في الاستديو رجوه للعودة وعاد الى البرنامج وهو يقول " صدام حين قائد امة ومجاهد " كان يتصل بي في مكتبي وفي بيتي ويقول لي ان شاء الله الربع راضين عني فقلت له كل الرضا , وفعلا وخلال زيارة الاستاذ عزة ابراهيم للامارات ومعه الدكتور ناجي صبري وزير الخارجية جرى اللقاء مع الشيخ احمد , وجرى حديث طويل وفيه من المدح للرئيس الشهيد . بعد الاحتلال انقلب الشيخ الجليل 180 درجة وخطبته المعدة من قبل والتي القاها في جامع الامام الاعظم ابا حنيفة النعمان رضي الله عنه فسرت ما يكنه الشيخ , ومن يقف خلفه في الدعم المالي والمعنوي , وكلما ظهر على شاشات التلفزيون يسب ويشتم ويحرف الحقائق ونحن نعرف جيدا من وراء ذلك ( صحيح ابو سرى لو لا ) اترك الامر للقراء الاعزاء في تحليل شخصيته المتقلبة , واترك للكتاب العمل على فضح ارتباطاته لانه فاسق يأتي بأنباء كاذبة ويشوه حقائق التاريخ . ارجوكم لا تحملوه اكثر من طاقته فقد بلغ ارذل العمر , والمؤمن الحقيقي لا يصاب بالخرف لان عقله وروحه مع الله وليس مع الدنيا , ام الكبيسي فهو رجل دنيا ومن وعاظ السلاطين .