عقد نوري المالكي مؤتمراً لمحافظي الفرات الأوسط والجنوب السبت 23-2-2013 وندوة حضرها بالإضافة إلى المحافظين وعدد من أعوانه من كوادر الدعوة الإيرانية ومجموعة من شيوخ الإسناد المرتزقة وعدد من أعضاء حكومته الناقصة، القى فيها المالكي خطاباً يمكن وصفه بأنه خلاصة لعقيدة حزب الدعوة الطائفي العميل ومنهجه المخاتل الساقط في أتون الباطنية البغيضة التي عرف بها الفرس على مر العصور وهو منهج يعتمد التزوير والكذب والتلفيق والتدليس لتمرير فكر الاجرام وسلوكه وروحه المتأصلة فيهم عملياً. برزت في الخطاب خصال وقدرات واضحة للمالكي في ليّ عنق الحق والحقيقة وقلب الأمور عاليها واطيها ورأسا على عقب وفي استخدام التورية اللغوية المعبرة عن الدهاء المقترن بالصفاقة وقلة احترام الذات المركبة على شخصية متناقضة متأرجحة تتصارع في داخلها ارهاصات الميكافيلية القذرة كلها، وكانت كل كلمة وعبارة نطق بها تعني نقيضها ومعكوسها وأرى أن الخطاب بجملته لو درس سايكولوجياً لكشف عما نستشعره ونتحسسه من: 1. شيزوفرينيا ( انفصام شخصية ) عبرت عن نفسها بنحو جلي في الخطاب2. كآبة متوسطة الحدة توحي باستعداد واسع للزيادة.3. قلق يتجلى في عشوائية التقاط موضوعات الحديث وتداخلها المربك.4. ارتباك يفضح الخوف المأزوم في داخل نوري وجزء منه يشي بعدم الثقة ببعض الحضور والخوف من احتمال صدور تصرف مهين له. أما موضوعات الخطاب التي هي انعكاس لبعض خصال الشخصية المريضة التي حددنا بعض خصالها فكان، في تقديري، من أصدق ما سمعناه من نوري جواد العلي في التعبير عن انحطاط ولا أخلاقية وفساد السياسي كفرد بذاته وكزعيم لحزب عرفه العراقيون والعالم عميلاً خائناً مليشياوياً دموياً في فكره وفي مناهجه العملية. فالمالكي في هذا الخطاب اتهم شركاءه في الحكومة والبرلمان والعملية السياسية بالداء الطائفي الذي ولد حزب الدعوة من رحمه وبنطفة عهر سياسي مرتكز على التوسع القومي للفرس تحت غطاء الدين والمذهب فوصفهم بأنهم ( طائفيون ) و ( أعداء للعراق )!! إذن، المالكي رئيس الوزراء الذي نصبته أعتى القوى في العالم رئيساً لوزراء العراق وأشرفت على شراكة العملية السياسية الاحتلالية للأطراف الأخرى معه يكتشف بعد عشر سنوات أن شركاءه طائفيون وأعداء للعراق. اكتشاف يعبر عن ذكاء إما ولد متأخراً وإما أنه جزع طفح به صدره الموبوء فأفصح عن حقيقة موقفه وموقف ائتلافه الصفوي كله تجاه الآخرين من شركاء عمالة وخيانة ما قبل وما بعد الغزو والاحتلال والذي أجبره الأمريكان على دسه تحت طيات باطنيته ليظهر بمظهر الديمقراطي الملبي لمنهج الديمقراطية الأمريكية التي وضعت كمسوغ أخير للغزو المجرم بعد أن سقطت سقوطاً مريعاً المسوغات الاخرى كلها، والمالكي نفسه وائتلافه وجميع من مد له يداً من قبل ومن بعد يعرف طائفية المالكي وحزبه وأعوانه ويعرفون كلهم أن تحالفاتهم ولقاءاتهم وتنسيقاتهم كلها بنيت على أساس طائفي ( شيعة وسنة وأكراد وعلمانيون وملحدون تائبون وغير تائبون والخ ) إذن اتهام بعض السياسيين بالطائفية هدفه إبعاد هذه الصفة عن نفسه، وهذه مزحه ممجوجة سخر منها أعوانه في القاعة قبل أي إنسان آخر .. إنها إسقاط نفسي متهور ومريض فالجميع يعرف أن بعض شركائه طائفيون بامتياز ولكن الجميع يعرف أن منبع الطائفية هي إيران وحزب الدعوة ورأس المالكي وصدره وأطرافه تعج بها وتتوالد مع كريات دمه البيضاء من طحاله ونخاع عظامه. الطبيعة الجغرافية ونوع الحضور من المحافظين والوزراء وشيوخ الإسناد في المؤتمر والندوة كلها تتداخل مع التحشيد الطائفي المعلن الذي يقوده المالكي وحزبه في محاولة بائسة مريضة لإظهار تقابل العراقيين بخندقين ازاء الثورة المباركة الداعية الساعية إلى تحرير العراق من المتبقي من الاحتلال وجميع إفرازات الاحتلال. ومن السذاجة بمكان أن يتصرف المالكي لإظهار وطنية زائفة في حشده غير المبارك هذا وهو يعلم عز العلم أنه حشد طائفي يبدو كمحاولات غريق أن يتمسك بقشة لأن موج العراق أكبر وأعظم وأقوى من سفاسف الحثالة التي لا تجيد غير التصفيق وانتظار انتهاء الندوة لتسلم ثمن الحضور والسكوت الجبان. أفرز الخطاب استماتة المالكي بالتمسك برفض مطالب العراق الثائر .. فهو يقر بنقاط الخلل الموجودة في الدستور ولكنه يطالب بالحفاظ على الدستور .. ويرفض الغاء قانون الإرهاب ويصف الداعين لإنهائه بأنهم أعداء العراق لأنه يعرف أن القانون منحه سلاحاً قذراً لإيذاء شعبنا وتكبيله بتهم جاهزة في حالة الرفض أو الانتفاض أو المقاومة ضد الاحتلال والعملية السياسية الاحتلالية المخابراتية الفاشلة، ويرفض المالكي طبعاً إلغاء قانون الاجتثاث والمساءلة والعدالة سيء الصيت، بل هو سيظل يتشبث به لأنه أعظم ما أنتجه الاحتلال والغزاة للمالكي والعصابات الإيرانية المرتبطة به إبادة مئات الآلاف من البعثيين مع عوائلهم، فهو يحمل ثأر ايران من البعث والعروبة الذي باع المالكي وأعوانه أعراضهم وشرفهم ودينهم ودنياهم وآخرتهم إلى الامريكان والصهيونية لتحقيقه، في حين يرى العراقيون كلهم انه قانون عار وشنار لا يليق بشعبنا وإنسانيته وحضارته وعراقته. الخطاب المتناقض بلغته المخادعة وباطنيته المفضوحة يلقي الكثير من الإضاءات على منهج الدعوة الصفوية الايرانية وتدابيرها وتوجهاتها هي وزعيمها المخاتل الأجير نوري العجمي. ويفتح المزيد من أسباب الاقتناع عند من لم يقتنع بعد بأنه أصغر بكثير من أن يرتقي إلى مستوى مسؤولية الاستجابة لإرادة الشعب ومصلحة الوطن.