بات واضحا أن المشروع الكوني الإيراني ( ألصفوي التوسعي ) ، أصبح حقيقة ماثلة العيان أمام العالم كله ، فالذي يتابع أنشطة فيلق القدس الإيراني وميليشياتها ( حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وجيش المهدي وجيش المختار وفيلق بدر وميليشيات الأحزاب الحاكمة والمتنفذة الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى ) في العراق ، يراها أنها كلها تأتمر بأوامر ولاية الفقيه الخامنئي ولتنفيذ أجندة إيرانية واضحة ، ومنها الاغتيالات والاعتقالات والتفجيرات والتهديدات الطائفية ضد مكونات الشعب العراقي بالقتل والتهجير، ناهيك عن تغيير المناهج الدراسية لكافة في مدارس العراق بما يشي بفرض الأفكار الطائفية الصفوية ، وترسيخ البعد الطائفي ألصفوي ، ورفع صور الخميني والخامنئي على شكل جداريات كبيرة في محافظات الجنوب ، وفتح مدارس إيرانية ( 15 مدرسة ابتدائية ) تؤكد النهج ألصفوي التربوي الذي يريده حكام طهران لمشروعهم التوسعي الديني ، وما نراه الآن ما يحدث في البحرين واليمن وسوريا يصب في هذا الاتجاه وبنفس الأدوات المسلحة والميليشياوية ( قادة إيران أعلنوا موقفهم العلني لما يحدث في سورية أن سوريا هي المحافظة ( 35 ) وسورية خط احمر وإذا سقطت دمشق تسقط طهران ، ومقتل العديد من أعضاء الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني في سورية وآخرهم الجنرال حسن شاطري ) ، وكذلك الحال لربيب خامنئي حسن نصر الله الذي يقتل أنصاره شعب سوريا إلى جانب قوات بشار الأسد ويتفاخر نصر الله بهذا العمل الإجرامي ، إذن المشروع الكوني ألصفوي الإيراني لم يعد سرا لأحد ، وان خطره على دول الخليج العربي والعالم ( خاصة برنامجها النووي العسكري ) ، أصبح مصدر قلق عالمي وإقليمي ، والتصدي له هو من ضرورات الأمن القومي والعالمي ، بالرغم من موقف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وإدارة اوباما والأوروبي الرخو منه ، وانعدام الجدية في مواجهته ، إن التمدد الإيراني ألصفوي في الدول العربية من الخطورة ما لم يدركه حكام هذه الدول على أمنها واستقلالها ( توجهات إيرانية لنسخ التجربة الخمينية في مصر وتونس ) ، وتهديدات إيرانية ( بتحرير مكة المكرمة في نجد والحجاز من الوهابية ) ، ( والبحرين محافظة إيرانية واحتلال جزر الإمارات والقبض على خلايا إيرانية نائمة في الكويت والمغرب والحوثيون في اليمن ) ، فما الذي بقي للدول العربية ، بعد أن أصبح الخطر الإيراني التوسعي ومشروعها الكوني يدق أبواب هذه الدول ومن الداخل غير التصدي له ، ففي وضع كوضع النظام السوري الذي رهن مصيره بمصير هذا المشروع ألتدميري للأمة العربية ، هو أمر طبيعي لان حافظ الأسد كان قد كشف عن طائفيته وذيليته وخضوعه لأوامر خميني منذ أن شارك مع إيران في حربها على العراق ، أما المالكي فهو رئيس حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي ( حزب أسسه خمسة إيرانيون في إيران وأنكروا على والد مقتدى الصدر ، السيد محمد صادق الصدر تأسيسه وخرج منه مبكرا ) ، ويعمل ضمن خط ولاية الفقيه ولا يخرج من طاعتها ، بل ويأتمر بأوامرها ، ولكي نثبت هذا علينا مراجعة سياسته الطائفية في العراق في فترة ثمانية سنوات من سلطته ، ومنها إطلاق يد ميليشيات إيران في العراق قتلا وتهجيرا واغتيالا واعتقالا وتفجيرات دموية يومية وبأسلحة وصواريخ وكواتم وعبوات إيرانية الصنع الحديث ، ( حزب الله العراقي وجيش المختار وعصائب أهل الحق وبعض فصائل جيش المهدي واليوم الموعود وفيلق بدر وفصائل القاعدة التي تمولها وتسلحها وتشرف عليها إيران ، وفساد إداري منظم لنهب البنوك العراقية وتجييرها لصالح إيران التي تعاني من حصار دولي خانق ( فضيحة البنك المركزي العراقي مثالا ) ، وتواطؤه مع طهران في تزيد النظام السوري المنهار بالأسلحة والميليشيات من خلال تسهيل عبور طائراتها في الأجواء العراقية إلى سوريا ( شهادة السفير الأمريكي وأعضاء إدارة اوباما وتأكيدات صحيفة الواشنطن بوست والنيويورك تايمز ) ، وفي شان ثورة العراقيين المتصاعدة عراقيا منذ ستين يوما أفصح المالكي عن طائفيته وتبعيته لإيران بشكل علني وعلى الفضائيات ( خطابه مع محافظي الجنوب في البصرة ) ، والذي شن فيه هجوما طائفيا شرسا على المتظاهرين من محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى ووصفهم بأنهم دعاة التقسيم ويعملون بإيحاء وتوجيهات ودعم مالي وسياسي من دول الخليج ، ويريدون إعادة العراق إلى المقابر الجماعية وعودة البعثيين ، ورفضه إلغاء قانون 4 ارهاب وقوانين بريمر سيء الصيت الجائرة وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء واصفا إياهم بالارهابين ، في حين يصف وزير المصالح الوطنية وهو قيادي في حزب الدعوة ومستشار لدى المالكي ، ( إن كل من يطالب بإلغاء 4 إرهاب هو غير عراقي وان جميع المتظاهرين هم إرهابيون ) ، ثم يصب المالكي غضبه على مجلس النواب ورئيسه ورئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني بأنه عمل على إفشال صفقات الأسلحة مع الغرب وإدارة اوباما ، هكذا هي سياسة المالكي الطائفية التي تصب كلها في خدمة المشروع الكوني الإيراني في العراق والمنطقة ...