كشف الموقف البطولي لشعب العراق،في تصديه ودحره للغزو الأمريكي الامبريالي العالمي ،وإفشاله المخطط الصهيوامريكي على ارض الرافدين ،أكذوبة الديمقراطية والبحث عن أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة في العراق،واثبت هذا ،الكاتب والإعلامي الفرنسي جون كلود موريس في كتابه المهم ( لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه ) ،حيث فضحت المكالمات الهاتفية التي جرت بين المجرم بوش الابن والرئيس الفرنسي جاك شيراك،أهداف هذا الغزو الوحشي على العراق ،وهي أهداف دينية يصفها الكاتب موريس ب ( الخزعبلات ) ،التي تحكي عنها الكتب الدينية اليهودية ،ومنها البحث عن ( يأجوج ومأجوج المختبئان في الشرق الأوسط قرب بابل ) ،ويعتبرها المتصهين بوش ( إنها حملة إيمانية مباركة يجب القيام بها وواجب الهي مقدس أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل ) ، ولم يقل إنها حربا صليبية أخرى لإذلال واستعباد العرب أمام اليهود،وانتهى الغزو الوحشي بتدمير العراق وقتل وتهجير ملايين العراقيين ،وتسليمه إلى إيران العدو التاريخي للعراق ،بحجة ( ملء الفراغ ) ،وهو تخادم أمريكي-إيراني واضح ،ونرى اليوم ما تفعله إيران وميليشياتها وفيلق القدس والحرس الثوري في العراق، من قتل وتهجير واغتصاب واعتقال وتفجيرات يومية دموية، يذهب ضحيتها آلاف العراقيين الأبرياء،وما هذه التظاهرات المليونية السلمية للعراقيين ،والتي تطالب بحقوق مشروعة ،إلا رد على هذه الأفعال الإجرامية ،والاستبداد والدكتاتورية الطائفية التي تمارسها حكومة المالكي مع الشعب وأطيافه كافة، فالفوضى تعم الشارع السياسي العراقي والصراعات بين الكتل المتنفذه والحاكمة وصلت مديات تهدد بالحرب الأهلية الطائفية بين لحظة وأخرى ،دون أن يرف للحكومة جفن وتنصاع لصوت العقل والحكمة في تلبية مطالب الشعب المنتفض ضدها وضد سياستها الطائفية ،العراق يعيش اللحظة الحرجة بين الحرب الأهلية المدمرة وبين الرجوع إلى صوت العقل الغائب والموغل بالطائفية ،يدفعه حكام طهران لإشعال هذه الحرب لأجندتها الخاصة ،وهي إشغال الغرب وأمريكا عن برنامجها النووي العسكري ،وتصدير مشاكلها الداخلية الحرجة إلى دول الجوار مثل ،البحرين والعراق وسوريا واليمن ،ولكي نضع القارئ في وسط الصورة الآن ،ما يحصل من تدخل سافر وعلني إيراني في قمع ثورة الشعب السوري ،ولم يعد هذا سرا للرأي العام العالمي ،فقد فضحته الوقائع على الأرض في سوري ( تصريحات قادة إيران أن سوريا خط احمر ثم سوريا المحافظة 35 لطهران ثم إذا سقط نظام بشار الأسد فان نظام طهران سيكون في مهب الريح أو مقتل العديد من الحرس الثوري ومنهم قائد الحرس في سوريا حسن شاطري واسر العشرات منهم ) إذن أصبحت قضية تدويل الثورة السورية مطلبا أمريكيا وإيرانيا ،فأمريكا تخلت لفترة عن الثورة إعلاميا وعسكريا ،وبعد أن حقق الشعب السوري انتصارات واضحة على الأرض وأصبح نظام بشار الأسد قاب قوسين أو أدنى من السقوط والهزيمة ،عادت إدارة اوباما وأعلنت إنها ستدعم بالسلاح والإعلام ثورة الشعب السوري ،وهكذا حذت اوروربا حذو أمريكا في التصريحات والدعم العسكري،حتى أن احد المسؤلين الأمريكيين قال ( بأنه من الممكن التدخل عسكريا لصالح الجيش الحر والمعارضة السورية إذا تطلب الأمر ) ،في حين أعلن حزب الله وعلى لسان زعيمه إن حزب الله يقاتل الآن مع النظام السوري ، ولم يعد الأمر سرا والشواهد كثيرة منها الأسرى من حزب الله ومقتل العشرات منهم وضرب أهدافا لحزب الله من قبل المعارضة السورية،هنا يكمن بيت القصيد ،إذا أمريكا وإيران شريكان في قتل الشعب السوري ،ويتقاتلان بالنيابة داخل الأرض السورية من خلال تدخلهما في ثورة الشعب السورة لتقرير مصيره وإنهاء دكتاتورية بشار الأسد الطائفية ،هذه الحرب بالإنابة بين أمريكا وإيران ،كان لها أن تحصل في العراق ،ولكن وجود الميليشيات الإيرانية بكثافة وبنفوذ كبير لها وحاضنة لها في العراق ،جعل من سوريا مسرحا لهذه الحرب الغير معلنة بينهما ،وما تشهده الساحة السياسية العالمية من حراك محموم نحو التصعيد العسكري ضد النظام السوري ،يدخل في هذا الاتجاه ،نحن نرى أن النظام السوري لم يكن يوما من دول محور الشر ،ولكن إيران هي من محور الشر ولابد من مقاتلتها وإنهاء تحالفها مع النظام السوري ،لاصطياد عصفورين بحجر واحد ،لتأمين امن إسرائيل إلى الأبد من أية تهديدات لدول الجوار ،وبهذا تكون أمريكا وحدها في الساحة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الإجرامية الاستعمارية ،إنها اللعبة الأمريكية ، نقول لإدارة اوباما اللعبة انتهت ،فالشعوب هي من تقرر مصيرها لا انتم ..نعم أمريكا اللعبة انتهت .........