يقال في الاسلام الحلال بيّن والحرام بيّن ، فالذي يدوس على ثوابت الامة تحت ذريعة حماية النظام ، فهو مفتول في عقله ، وهناك حول في تفكيره ، لان الامة بثوابتها فوق الجميع ، اما ان نتذرع بأننا محاصرون او حاجتنا تتطلب ذلك ، فذالك تلاعب على الناس ، وتمييع للمواقف ، ولوي عنق المبادئ وتضييع للثوابت ، وتبرير لافعالنا الخيانية المشينة . في العدوان الفارسي على العراق الذي طال ثماني سنوات ، ورفض نظام الملالي وقف اطلاق النار لست مرات صدرت عن الامم المتحدة ، كان في هذه الاثناء يأخذ سلاحه من امريكا ، كما كشفت عنه ايران جيت ، واعترف النظام انه كان على علاقة مع الكيان الصهيوني ، ويمده بالسلاح تحت ذريعة ان ذلك سداداً لاموال لايران منذ زمن الشاه على الكيان الصهيوني ، وفي ذريعة تواطؤ الملالي مع امريكا في غزو العراق واحتلاله ان الملالي يريدون التخلص من صدام حسين ، فاين هي ثوابت الاسلام الذي تنادي به ملالي الفرس ، فهل الطابور الفارسي الذي تغدق عليه اجهزة المخابرات الايرانية يسير على نفس النهج ، ان النفعية والمصلحة الذاتية لا تحكمها مبادئ ولا اخلاق . ماهي المبررات التي تدفع نظام الردة في ان يدمر الحركة الوطنية اللبنانية ، وتل الزعتر على رؤوس المناضلين الفلسطينيين واغتيال المناضل جنبلاط ، ثم ماهو المبرر لاصطفاف النظام مع الفرس المجوس في اعتداء ايران على العراق ، حتى وصلت به الخسة والنذالة لقصف مطار الوليد العراقي في غرب العراق ، وماهو المبرر للذهاب الى حفر الباطن جنباً الى جنب مع الجندي الامريكي والصهيوني لمقاتلة الجندي العراقي ، وماهو المبرر لتسليم المناضلين العراقيين للاحتلال الامريكي وهم الذين التجأوا اليه . ثم هذا حزب اللات فهل كانت مبررات الحصار الذي دفعته لاستخدام سلاحه ضد ابناء الشعب اللبناني ، عندما اجتاح بيروت بعد ان مكّن الصهاينة من حماية حدود فلسطين الشمالية في القوات الدولية ، وضاعت مزارع شبعا من خطاباته العنترية ، واصبحت نسياً منسيا ، ثم اين هذا السلاح عندما تم العدوان الصهيوني على غزة ، حتى انه استنكر اطلاق صاروخين على شمال فلسطين من قبل بعض الفصائل الفلسطينية اثناء العدوان ، وكيف به ان يرسل صواريخه اليوم لمواجهة ابناء الشعب العراقي المنتفضين ضد حكم المالكي العميل، والذي جاء نتيجة افرازات الغزو والاحتلال . ماهو المبرر ان يجلس النظام في مفاوضات السلام مع العدو الصهيوني ؟ ، وكاد ان يوقع اتفاق استسلام كما وقعت دول عربية اخرى مع الصهاينة ، فعن اي ضرورة تتحدثون عنها، وعن اي مبررات تتذرعون بها وتعملون على تغطية مواقف الردة والخيانة لثوابت الامة ؟ ، فهل كانت كل هذه المواقف من باب الضرورات تبيح المحضورات ، ام انها مرض خياني في عقلية النظام وحاكمه الذي عاش متآمراً وخائناً لثوابت النضال القومي؟ . كل ما سبق ليس في زمن الحصار ، بالمقابل الم يحاصر العراق ثلاث عشرة سنة ؟، ولم يقبل ان يتنازل قيد شعرة عن ثوابته القومية ، رغم كل ما قدم له من مغريات ليتزحزح عن مواقفه المبدئية ، ورغم ما اصابه واصاب شعبه ، وعلى الدوام يرفع المنية ولا الدنية ، وغادر السلطة الى المقاومة ، فكما كان في السلطة قوياً في ثباته على المبادئ ، كان قوياً في مواجهة اعداء العراق والامة من امبريالييين وصهاينة ومجوس . لدى العرب مثل مشهور وعلى لسان كل عربي تموت الحرة ولا تأكل بثدييها ، ولكن النظام الذي تدافعون عنه لم تدفعه مواقفه الخيانية والدوس على الثوابت القومية ما تدعونه من حصار ، فالدول التي تقف منه بالضد تركيا ودول الخليج كانت له معها علاقات حميمية ، وقدم تنازلات لتركيا بتسليمها المناضل عبدالله اوجلان ، ولدول الخليج والسعودية كانت له علاقات تحالفية في اثنين زائد ستة بعد العدوان الثلاثيني على العراق ، ولكن مواقف النظام التي اشرنا اليها كانت بدافع ما يجري في دمه من خيانه ، واذا كانت ارادة الشعب في سقوطه ، فارادة الشعب اهم من وجوده ، وما من حر شريف يقدم مصلحة اي نظام سياسي على مصالح شعب وارادة جماهير اياً كانت امواله التي يغدقها على ازلامه . dr_fraijat@yahoo.com