مرت عشر سنوات على غزو أميركا وحلفائها المعروفين من أنظمة عربية وأعجمية واحتلالها للعراق، ومن نافلة القول ان الاحتلال عمل غير شرعي طبقا لكل الشرائع الربانية والوضعية، ومن يؤيدون الاحتلال من المحسوبين على ابناء الوطن المحتل لهم توصيفات معروفة في قواميس السياسة والأخلاق والأديان والأعراف الاجتماعية ولا يغير من وطأة هذه التوصيفات وتبعاتها وما يترتب عليها قانونياً وأخلاقياً, مادياً واعتبارياً, كل ما يحاولونه بجميع وسائلهم المختلفة لليّ عنق الحقائق وتبييض الأسود وتلميع الداكن المظلم، فتسميتهم الاحتلال تحريراَ ولجوؤهم إلى مسوغات يحاولون بها الشفاعة وتسويغ ارتمائهم بأحضان غزاة الوطن ومحتليه ومدمريه لن تغير مما يسجله رب العزة في صفحاتهم ولا يغير ما سجله ويسجله التاريخ من عار وشنار في جباههم أفراداً وأحزاباً وكتلاً وميليشيات. نحن نرى أن يتغير مزاج الإعلام العربي عامة والخليجي على وجه السرعة خاصة بعد ان بانت نتائج غزو العراق كاملة لا يعتد بها غير السابحين بوحلها، وأن يتوقف عن نشر المقالات وبث الأفكار والرؤى والأحاديث التي تمجد النظام الذي أنجبه الاحتلال أو التي تمارس تجديد شيطنة سمعة رجال العراق جيشاً ونظاماً ممن أطاحت بهم الآلة العسكرية الأمريكية وبتشيعها وشيطنتها والإساءة لها في وجه من وجوه تسويغ الغزو المجرم فلقد مرت غيوم الغزو كلها وما امطرت غير ما تندى له الجباه وتحزن له النفوس ليس على العراق لوحده بل على العرب كلهم وأولهم أهل الخليج لكي يعود الى الحرفية والمهنية والصدقية التي نتمناها ونرجوها له كأخوة في الله وفي الدم. إن موقفنا هذا مؤسس على رؤية وفهم منطقيين وعلميين وواقعيين لأن ما أنتجه الاحتلال ليس تدميراً شاملاً للعراق وشعبه على العرب كلهم انظمة وشعوباً ان تستنكره وترفضه وتقف ضده، بل لأنه جلب الخراب الشامل المباشر وغير المباشر للعرب في اقطارهم كلها. ومن بين ذلك وضع قبة الامة كلها تحت سيف الطائفية الايرانية وتغولها لتحقيق التوسع الامبراطوري القومي الفارسي تحت غطاء المذهب على حساب ارضنا وثرواتنا ومستقبل وجودنا كله. إن أي كاتب يتغنى بالدستور ويركن إليه كمرجعية هو في الواقع يناصر الاحتلال ومنتجاته ويناصر العملية السياسية المخابراتية من جانب ويربط نفسه بباطل ومنكر لأن الدستور هو رأس البلاء بكل ما حل بالعراق بعد التدمير الشامل الذي أحدثته آلة الغزو والاحتلال، فالدستور أدخل العراق في أنفاق مظلمة قد تؤدي به الى التقسيم إلى دويلات لا حول لها ولا قوة ينهي تشكيلها حضارة من أعرق الحضارات وتنهي إلى الأبد السد الذي حمى الأمة العربية ومنحها القوة والمنعة وأعزها بروح أبنائه الشجعان والعلماء والمنتجين المبدعين وبنهجه القومي الأصيل، ومثل هذا الوضع لابد أن ينسحب على أقطار الأمة كلها اذا تم انجازه لا سمح الله، والدستور هو ما منح المرجعيات الدينية التابعة لإيران سلطة الولي الفقيه وأباح فرقة الشعب وتمزقه باعتماد المحاصصة الطائفية والعرقية كنهج سياسي بغيض لمرحلة ما بعد الغزو وطبقا لإرادة اميركا والصهيونية وإيران . أما الذين ما ندى لهم جبين من وحشية ما يسمى بقانون الاجتثاث ويرون بمطالبة شعبنا الثائر بإلغائه بدعه وكفر فهم لا يفقهون السوء الظاهر والباطن في هذا القانون، ففضلا عن أن هذا القانون (الصهيوفارسي أمريكي) وضع ما يزيد عن خمسة ملايين عراقي تحت حد سيوف الغدر وانتهاك الحياة موتا واعتقالا واقصاءا وتشريدا والأعراض اغتصابا والكرامة سحقا بوحشية لا تنازعها وحشية وحوش الغاب ولا تضاهيها شوفينية ولا فاشستية عرفها العالم مذ فلق الله ألكون, إنه قانون يطيح بروح المدنية والتحضر ويضع العراق والعراقيين أمام ممارسة نازية بامتياز لا تليق بمن ينفذها من العراقيين ولا بمن يقع تحت طائلتها بحجة اجتثاث حزب قومي ووطني له جذوره وامتداداته الفكرية والتنظيمية التي هي أبعد ما تكون عن مقارنتها بالنازية ومن المستحيل اجتثاثها حتى لو تم قتل خمسة ملايين عراقي مع عائلاتهم، وعليه فإن من يرى في مطالبة العراقيين بإلغاء هذا القانون أنه مخالفة دستورية عليه أن يخجل من انتمائه لدستور نوح فيلدمان الذي تبناه الاحتلال وشكل لجنة لترجمته وإضافة بعض الفقرات عليه لتمنحه مسحة احتلالية أخرى مضافة هي سلطة طائفية للمرجعية الدينية الطائفية في النجف ومنها مرجعية الايراني علي السيستاني وتكريس سلطة ولاية الفقيه على العراق. هل سقط البرزخ بين الحق وبين الباطل؟ هل يصعب على العراقيين والعرب ان يميزوا بين الغث وبين ألسمين, بين الصدق والكذب؟ هل حقا نحن في زمن اختلط فيه الحر بالعبد والأمين بالخائن ونحن انقسمنا بين هذا وذاك بقصد أو بعفوية أو بسوء فهم وخطل تقدير؟العراق محتل بغزو عسكري.. العراق فيه حكومة نصبها ألاحتلال حتى لو ادعى البعض انها منتخبة فالانتخابات تحت حراب الاحتلال زور وبهتان وضحك على الذقون... العراق يدمر.. شعب العراق يذبح ويخنق... ثروات العراق تنهب.. الفساد يطيح بالمتبقي من عظمة الدولة التي بناها العراقيون بالعرق وبالدم... كيف يسمح بعض الناس لأنفسهم أن يخوضوا في منتجات الاحتلال وخرابه وكأنها قدر لا بد من تقبله والبحث عن سبل لإصلاحه.. متى أمرنا الله سبحانه ومتى صار عباد الله يقبلون الزنا بالمحارم واللواط والدياثة كأمر واقع؟ ليتنا جميعا..عرباً وعراقيين نرجم كل فم مفمفم يكتب دفاعاً عن العملية السياسية المخابراتية التي أنجبها الباطل والحرام والفجور والزنا الاحتلالي.. ليتنا بالملايين نقول لمن يبحث عن سبيل لإنقاذ العملية السياسية.. صه يا ابن الباطل . نحن شعب مسلم ومؤمن أسهمنا بتأسيس حضارة العالم منذ أكثر من 6 آلاف سنة ولا يليق بنا أن يحكمنا مستعمر أياً كانت هويته ولن يخضع وطننا لإرادة الطوائف الأممية أياً كان لونها، ومقاومة الاحتلال وتفريخاته حق مشروع لنا تقره جميع الشرائع والقوانين، ونحن الرافضون للاحتلال ومنتجاته نرى أن اللاهثين في اعلام تطبيع البيئة العراقية للاحتلال كلهم لا يهمهم غير نجاح المشروع الاحتلالي ولا تحركهم أية نوازع إنسانية ويفتقرون إلى الحكمة والحنكة السياسية والإدارية.. إنهم اولياء للطائفية واصطفافاتها الإقليمية المتقابلة ويتاجرون بأرواح العراق وشعبه وأمنهما واستقرارهما ومستقبلهما، وينبغي أن تتكاتف جهود الاخيار في العراق والأمة كلها لتحرير البلاد وإعادة العراق إلى حاضنته العربية ومسارات بنائه وازدهاره.. فالحل هو بانهاء العملية السياسية وطرد بقايا الاحتلال الامريكي وطرد الاحتلال الايراني ولا شئ غير هذا يمكن ان يعيد الامن والاستقرار الى المنطقة .