ليس هناك من نظام سياسي يستحق الاحترام ان فقد احترام الشعب ، وليس هناك من نظام يتمتع بالشرعية خارج اطار الشرعية التي يمنحها اياه الشعب ، واي صراع بين الجماهير الشعبية ونظام الحكم ، فالانحياز يجب ان يكون الى جانب الشعب ، ففي حالة نظام المالكي العميل انه خارج اطار الشرعية الوطنية والقومية ، لانه من افراز العملية السياسية للغزو والاحتلال ، ناهيك انه من جاء على دبابة الاحتلال ، وهو يرتهن لنفوذ ملالي الفرس ، ويأتمر بأمرهم وهم الاعداء التاريخيون للعراق والطامعين في الارض العربية والثروة القومية. الشعب العراقي منذ اليوم الاول للاحتلال قال كلمته من خلال مقاومته الباسلة في الاحتلال واعوانه ، وهو قد استطاع بفعل المقاومة ان يطرد الامريكان عندما اجبرهم على الرحيل، وهؤلاء الامبرياليين بفعل تحالفهم المشبوه مع ملالي الفرس ، فقد سلموا العراق للنفوذ الفارسي من خلال عملائهم من جهة ، وسيطرة اجهزتهم المخابراتية من جهة اخرى ، مما اجبر العراقيين على ان يخوضوا معركة تحرير ثانية ، تهدف كنس المحتلين الفرس وعملائهم في المنطقة الخضراء . ما من احد يملك ذرة في الفهم والعقل يقوم في الدفاع عن العملاء في العراق ، لهذا عندما تنبري بعض الاقلام المأجورة في طعن العراقيين في مقاومتهم وانتفاضتهم ، فان هؤلاء يقومون على خدمة اعداء الامة ، وهم وان علا ضجيجهم فانهم ينامون في الحضن الامبريالي الصهيوني ، الذي انتج نظام المالكي بالاضافة الى ملالي الفرس . الشعب العراقي منذ شهرين تقريباً يمارس نضاله من خلال انتفاضته الشعبية ، وبدعم ومساندة مقاومته الباسلة ، وهذه الانتفاضة واضحة المعالم والاهداف والنوايا ، وقد اكدت في شعاراتها انها وطنية ترفض العملية السياسية التي افرزها الاحتلال ، ووحدوية تؤكد على وحدة العراق من زاخو حتى ام قصر ، ومن في عينه خشبة وعقله مأفون يرى غير ذلك ، فالبعض بات الدولارالذي يقبضه يفعل فعله ، والبعض الاخر بسبب الطائفية التي يدين بها ، وهؤلاء واولئك باتت اوراقهم محروقة رغم ضجيجهم الاعلامي وانتفاخ اوداجهم المريضة . من البديهيات ان لا يحترم نظام من افرازات الاحتلال ، كذلك لا احترام لنظام خارج ارادة الشعب ، ونظام المالكي يحوز على الاثنتين معاً نتاج افرازات الاحتلال وخارج ارادة الشعب، فكيف بمن يتشدق بالعروبة والقومية يدافع عن نظام هذه سماته ؟ ، وكيف بمن يدعي انه نظام الممانعة والمقاومة ويتحالف مع نظام موصوف بالعمالة والخيانة ؟ ، الا اذا كان النظامان من طينة طائفية واحدة ، والطائفية سابقة على الوطنية والقومية في فهم الذين يمارسونها ، كما ان من يقف في الدفاع عن اي منهما اما ان يكون طائفياً او مأجوراً ، فالمأجور يصبح من عبدة المصلحة الذاتية ، ويسمح لنفسه تبرير فعلته الشائنة حتى وان كان يدعي بغير ذلك. تباً للدولار وعبدته فقد بات دين الكثيرين من ابناء هذه الامة التي باتت مخترقة ، حتى في دماء ابنائها التي تجري في العروق ، وكثيراً ما يكون الحرص من هؤلاء الذين يعلو ضجيجهم ، ليستروا بها عوراتهم المكشوفة ، واهمين ان عيون الناس لا تراقب افعالهم ، ولا تدقق في ممارساتهم ، ولا في مصداقية ما يتفوهون به ، فكم يكون هؤلاء مساكين ، فقراء في العقل والفهم والدين ، فاقدون للبصر والبصيرة ، نسأل لهم الهداية لا الغواية . dr_fraijat@yahoo.com