اسمحوا لي، بداية، أن أصف سامي العسكري النائب عما يسمى ائتلاف دولة القانون، والذي يعدونه منظراً لحزب الدعوة الطائفي العميل، بأنه (تافه)، مع علمي بأني متساهل معه في هذا الوصف، لأني أرى كل طائفي أكثر من مجرد تافه. هذا التافه يقول في موقع براثا: "إذا اندلعت الحرب الطائفية فسيقع الضرر الأكبر على السنة"، بوصفهم أقلية كما ألمح. ولا أدري على أي معايير اعتبر السنة أقلية وهم أغلبية كاسحة، إذا أضفنا إليهم الشيعة العرب، والمسيحيين الوطنيين والصابئة العراقيين والأكراد الذين هم مع وحدة العراق وضد أي نفس طائفي، بمعنى أن المعسكرين المتقابلين، إذا حدثت الحرب التي يلوح بها، فستكون بين العراقيين وبين المستعرقين، لا كما يصور له خياله المريض أنها ستكون بين الشيعة وبين السنة. هل حسب هذا التافه حسابنا نحن الشيعة العراقيين، الذين لا نطيق كل طائفي، ونحن جميع شيعة العراق، الذين لا يؤمنون بولاية فقيههم، ومن سيمثل المستعرقين كل من جاء مع المحتل وكل من رفع يده القذرة بوجه العراق العظيم، ولن يبقى لديه إلا "المخانيث" الذين استقووا بالأحنبي، وبعض المخدوعين بهم، والذين نسأل الله أن يهديهم، والمنتفعين من الوضع الجديد، وهؤلاء لن يقفوا معهم لأنهم انتهازيون يحسبون حسابات دقيقة مع أي طرف ستكون مصلحتهم في المستقبل فيميلون إليه. يقول هذا التافه: "الجميع جرب الحرب الطائفية ومر بها في العراق وبالتالي لا أحد من عقلاء الناس يفكر بعودة هذه الطائفية لأن كل الشعب العراقي تضرر منها لكن الضرر الأكبر وقع على السنة وبالتالي من الحماقة أن يعيدوا التجربة مرة ثانية خصوصاً وأن تلك الفترة كان هناك الجيش الأمريكي يحمي أما اليوم فلا وجود له"، بحسب تعبيره. وأنا أسأل هذا التافه مترفعاً عن الأسلوب الطائفي الذي استعمله: ألستم أنتم من جاء بالطائفية، لإبادة السنة العرب، والشيعة العرب الذين لم يسيروا وراء أوهامكم الطائفية؟ثم كيف حمى الأمريكان العراقيين والمعتقلات التي تسلمتموها منهم مليئة بهم؟هذا العراق بلد وضع الله سبحانه وتعالى جميع عجابئه فيه وحباه جميع نعمه، فترى جميع شعبه سنة إذا وقع الظلم على السنة، وتراه شيعياً كله إذا وقع الظلم على الشيعة، وتراه كله كردياً كله إذا وقع ظلم على الأكراد، وعربياً إذا وقع على العرب ظلم. هذه هي كيمياء شعب العراق إذا أردت أن تفهم.أيها التافه.. العراق كله ضدكم وأنتم الأقلية، وإذا حدثت الحرب التي تتوهم فستكون بين الشعب المسالم وبين ميليشياتكم، ولا تحسبوا للجيش والشرطة حساباً فإنهم سينحازون إلى شعبهم، ولن يبقى معكم منهم إلا عناصر "الدمج"، الذين متى ما أحس الواحد منهم بعراقيته فسينحاز إلى شعبه، ثم لا تغرنكم أن مقاومة الشعب سلمية، فلهذا الشعب مقاومة مسلحة باسلة تحميه، طردت المحتل بجبروته، ويهون عليها أن تنفخ عليكم وتنظف أرض العراق منكم.. ثم قل لي: إذا حدثت هذه الحرب وخسر العراقيون العشرات أو المئات فيها من أجل التخلص منكم، أليس ذلك ربحاً لهم، لأنكم قتلتم منا أكثر من مليون ونصف المليون عراقي في عمليات إبادة يومية منظمة، وبعد هذه العشرات أو المئات لن تظلوا ولن يظل قتلكم لشعبنا قائماً. أنتم الأقلية يا عسكري فلا تلوح بأن الشيعة معكم، لأننا جميعاً سنة، ونحن جميعاً شيعة. أما إذا استقويت بالـ50 ألف من قوات الحرس الثوري الإيراني، فقد بشرنا الحوم وطلبنا منه أن يتبعنا لكي يشبع من جثثهم لتكون القادسية الثالثة التي لن تقوم لأسيادك الفرس بعدها قائمة. الشعب هو صاحب القرار، وهذا ما جاء في دستوركم الكسيح أيضاً، والشعب يقول لكم ارحلوا فارحلوا.