بعد قطيعة دامت اقل من قرن ونصف بين مصر وإيران ،زار الرئيس الإيراني احمدي نجاد مصر لحضور مؤتمر التضامن الإسلامي المنعقد حاليا في القاهرة،في ظل رفض شعبي واسع من أبناء قاهرة المعز، لهذه الزيارة لمسئول إيراني ملطخة أياديه في دماء إخوانهم العراقيين، طوال سني الاحتلال الأمريكي الغاشم ولحد الآن ،وقد استقبل شيخ الأزهر احمد الطيب الرئيس الإيراني، وقدم له شرحا وافيا عن الدور الإيراني المشبوه في المنطقة العربية ،طالبا من الرئيس نجاد ( عدم تدخل ايران في البحرين الشقيقة، وإيقاف المد الشيعي الإيراني ألصفوي لبلاد السنة والجماعة وعدم التدخل في دول الخليج ووقف نزيف الدم السوري ) ، ماذا تعني هذه التحذيرات لإيران من اكبر مرجع عربي إسلامي في العالم؟،والى أي مدى يمكن لإيران تفهم مثل هكذا تحذيرات ومراجعتها والقبول بها ،في وقت هي تمضي بمشروعها الإمبراطوري الكوني ألصفوي وتعمل على تحقيقه منذ عقود طويلة،بسرعة فائقة مستغلة الوضع الإقليمي الملتبس في المنطقة العربية والعالم كله ،والفوضى الخلاقة التي تشهدها دول ما يسمى بالربيع العربي ( مصر وتونس واليمن )، عدا ما حدث للعراق وليبيا من غزو وحشي من قبل أمريكا والغرب وما جرى للشعبين من تدمير للبنى التحتية وقتل وتهجير الملايين من أبنائهما ،وصولا الى ثورة الشعب السوري العظيم وتداعيات هذه الثورة على الشعب السوري بعد تخلي الدول الكبرى عن تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال وإنهاء الظلم والاستبداد والدكتاتورية للنظام الاسد الشمولي والطائفي، فالتغلغل الإيراني والتشيع ألصفوي في البلاد الإسلامية واضح العيان ومرئي للعالم كله ( لبنان والبحرين واليمن والعراق وسوريا ومصر وتونس والمغرب ودول الخليج العربي ودول إفريقيا وأوروبا وباكستان وافغانستان وغيرها مثالا )، وأصبح يشكل تهديدا واقعيا على مستقبل هذه الدول وإشعال الحرب الطائفية فيها كما حصل في العراق عام 2005-2006-2007، وتفتيت شعوبها وتقسيمها على الأسس الطائفية والعرقية والقومية ،لذلك كانت تحذيرات الأزهر في محلها، وجرس إنذار لإيران لإيقافها عن تصدير الثورة( وخمأنة )المنطقة ودول الخليج العربي ،وان امن الخليج العربي هو امن مصر والعرب اجمع ،ولكن ما لم يقله شيخ الأزهر لاحمدي نجاد، وهذا ما لم يكن ينتظره العراقيون من شيخ الأزهر، هو التدخل الإيراني السافر والوقح في العراق عسكريا وطائفيا واحتلاليا للعراق بعد الاحتلال الأمريكي ،ولم يذكر احمدي نجاد بقتل آلاف العراقيين وتهجيرهم على أيدي عصابات و ميليشيات ايران، العاملة في العراق وفيلق القدس الإيراني والحرس الثوري وما يزال يقتل العراقيون على أيديهم ( تفجيرات واعتقالات واغتيالات بكواتم الصوت الإيراني لرموز العراق وعلمائه وقادته العسكريين السابقين من طيارين وقادة ورجال دين وعلماء )، فأين من هذا العمل الإجرامي الإيراني احمد الطيب شيخ الأزهر،ولماذا لم يذكره بهذا العمل البعيد عن روح الإسلام والإخوة العربية والإسلامية ،وماذا عن ثلاثين ألف عراقي أسير في سجون طغاة طهران من أسرى الحرب الإيرانية العراقية في عقد الثمانينيات ،ايران لديها مشروعها الشيعي الكوني وإمبراطوريتها الصفوية التوسعية ، وغير مبالية لتحذيرات الأزهر وغيره ،والدول العربية أولى محطاتها ،وقد بدأتها في العراق بفضل الاحتلال الأمريكي الغادر على العراق ،والآن تعمل على استغلال الفرصة في سورية وتعمل على هذا في البحرين واليمن ولبنان ،ولا تلتفت الى تحذيرات الأزهر ،وتعتبره زوبعة في فنجان ،بعد أن ضمنت سلامة برنامجها النووي العسكري وتطوير قدراتها العسكرية والبيولوجية التدميرية وتفوقها الصاروخي العابر للقارات بتواطؤ أمريكي - صهيوني ايران شريكة مؤكدة لمشروع برنارد لويس وجو بايدن في تقسيم وتقزيم منطقة الشرق الأوسط ،ولا غرابة ،فلكل مشروعه ومصالحه ومخططاته وأهدافه في المنطقة ،الأزهر لم يقل الحقيقة كاملة بوجه الرئيس الإيراني الكالح بحق العراقيين، وهذا ظلم بحقهم فالجهاد الأكبر يا شيخ الأزهر هو قول كلمة حق في وجه سلطان جائر ، واحمدي نجاد اكبر سلطان جائر بحق العراقيين لو تعلم ،لقد اخطأ الأزهر وشيخه في قراءة المشهد السياسي العربي والإقليمي ودور ايران المشبوه فيها .....