الحمد لله انتهت مشكلات العراق كلها وستنتهي الاعتصامات والتظاهرات وسيعود الشهداء إلى بيوتهم والناس إلى منازلهم بعد أكثر من أربعين يوماً. نعم، فالمالكي عقد اجتماعاً، ثم مؤتمراً صحفياً مع عمار الحكيم وخرجوا بأن رؤى "الحكومة" والمجلس الأعلى متطابقة، ودعا الحكيم، من جانبه، القائمة العراقية إلى ممارسة دورها في السلطة، وهكذا لم تبق أية حجة للمعتصمين والمتظاهرين يتذرعون بها لاستمرار اعتصاماتهم واحتجاجاتهم، خصوصاً وأن المالكي تكرم وزاد رواتب عناصر الصحوة من 350 ألف دينار، إلى 500 ألف. فعلاً، هؤلاء في واد والشعب في واد آخر، وهم عندما صافحوا المحتل وأعانوه على تدمير العراق لم تبق عندهم ذرة من حياء .. وهؤلاء لا نعتب عليهم، فهم معزولون عن الشعب ويتوهمون أن العراق هو المنطقة الخضراء، فقط، التي متى ما تصالح سكانها لم تبق في العراق مشكلة، ولكننا نعتب على بعض شيوخ العشائر من فاقدي الجاه والحياء، وممن تستهويهم الشهرة وتسلم المال الحرام من هذه القاذورات والوقوف إلى جانبها لالتقاط صورة سيلعنهم التاريخ عليها، وتجلب العار لأبنائهم وأحفادهم وأسباطهم، ثم يطلعون علينا بنداءات التهدئة، وكأننا في فصل عشائري .. ألا شاهت الوجوه .. ليس لدينا قتيل أو مصاب لنجلس ونأخذ ديته أو تعويضاً عن دمه .. نحن لدينا وطن هو سيد الأوطان، وبلد هو شيخ البلدان ذبح من الوريد إلى الوريد وقتل شعبه وشرد أبناؤه ونهبت ثرواته وديس على كرامته وانتهكت أعراضه، والقتل مستمر يومياً، والاعتقالات فيه جارية على قدم وساق .. فما هي ديته ؟ إن شعبنا ماض في طريقه ومطالبه بالأمس هي ليست نفسها اليوم، وهي اليوم ليست كما الغد، أما في الغد فسيكون موعدكم مع الشعب للاقتصاص منكم جزاء وقوفكم مع المحتل الأمريكي وصناع العملية السياسية بسلطاتها الثلاث بتهمة الخيانة العظمى لتطلعات الشعب.