رحم الله الشاعر العربي الكبير أبا الطيب المتنبي، فكأنه كان يصف نوري المالكي لا كافور الأخشيدي عندما قال : أُرِيكَ الرّضَى لوْ أخفَتِ النفسُ خافِيا وَمَا أنَا عنْ نَفسي وَلا عنكَ رَاضِيَاأمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَخِسّةً وَجُبْناً، أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِياوَمِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ بِلادٍ بَعيدَةٍ ليُضْحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَوَاكِيَا نعم، تذكرتك يا أبا الطيب الكبير وأنا أستمع إلى خطاب نوري المالكي، أمس، في حفل أقامه حزبه العميل بمناسبة المولد النبوي، وتحذيره من فتنة "كارثية ماحقة حالقة" تطل برأسها على العراق، داعيا إلى الحوار ورفض كل ما يؤثر على الوحدة من ارتباطات وعلاقات وانتماءات. يدعو، الآن، إلى الحوار ويتوسل بالعقلاء، فأين: "انتهوا قبل أن تنهوا"؟ ( رجاء ضعواعشرة خطوط حمر تحت جملته هذه، لأنها اعتراف بأنه سيشعل مثل هذه الفتنة )، وهل يتحاور عاقل مع "فقاعة"؟ وهل حوار بعد دماء الشهداء؟ لكن هذا الأحمق نسي جهود حزبه، الذي هو أول حزب يقوم على أسس طائفية تاريخياً، كما نسي جهود حلفائه على مدى عقود طويلة لترويج فكرة أن النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال أسس للطائفية، باعترافه، صراحة ونصاً: "هذه الفتنة النتنة تطل برأسها بشكل خطير في بلد كالعراق لم يكن يعرف الطائفية بين ابنائه". وأنا أسأل هذا الطائفي النتن: من الذي روج للطائفية غيرك وغير حزبك العميل وحلفاؤك النتنون منذ فصلتم الأوقاف إلى جعفرية وسنية، وأسستم البيت الشيعي، ثم واكبكم العملاء الذين حسبوا أنفسهم على السنة في توجهكم هذا؟ وليس بعيداً هذه الاعتصامات والتظاهرات العارمة التي يشهدها العراق من أقصاه إلى أقصاه والتي واجهتها بتظاهرات تأييد لك مأجورة، ما هي الشعارات التي حملتها تظاهراتك التي أنفقت عليها من المال العام؟ ألم تكن شعارات طائفية نتنة؟ وإذا تركنا هذه وتلك ألم تقم أنت في رئاسة الوزراء تعزية على الإمام الحسين عليه السلام، ورئاسة الوزراء تمثل العراقيين جميعاً من مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيديين وغيرهم؟ ألم يقم مسؤولو الوزارات والدوائر في العراق مثل هذه المآتم في أبنيتها الرسمية من وزارة التعليم العالي إلى وزارة الدفاع؟ ثم ماذا يجري في السجون والمعتقلات من شتم لكل من يخالف معتقداتك الطائفية؟ وإذا تركنا ذلك كله، فهلا قلت لنا كيف تتم التعيينات وكيف توزع الوظائف في عراق اليوم؟ إن العراقيين متفاهمون ومتعايشون، منذ الأزل، باعترافك، فماذا تدبر لإحداث فتنة "كارثية ماحقة حالقة"؟ اللهم إلا إذا جندت بعض ضعاف النفس والضمير لإحداث هذه الفتنة مقابل أجور تدفعها من المال العام أيضاً؟ لقد أصبحت عارياً يا مالكي أمام العراقيين "رب كما خلقتني"، وألاعيبك بات يعرفها الطفل الرضيع، فابحث عن لعب أخرى، قد لا يسعفك الوقت للعبها لأن العراقيين قرروا ترحيلك إلى إيران، أو إلى الجحيم إذا بقيت معاندا.