في البداية أود أن أوضح للنائب شعلان الكريم  موجزاً بسيطاً عن هوية  كاتب المقال  لكي لا يأخذه وفق مفهوم خاطئ  وبعيدا جدا عن ما  انوي بها من فكرة لإيصالها عن طريق الانترنيت  لهذا الرجل الذي يعجبني تارة ويغيظني  تارة أخرى  ..   كاتب المقال هو من محافظة ذي قار ، المحافظة التي كانت مركزا للمدن السومرية  والشاخصة آثارها  إلى يومنا هذا  ..  كنت قبل الاحتلال الأمريكي للعراق من اشد المعارضين لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ولكن وبعد أن احتل العراق وجاء من جاء يحكم العراق طيلة العشر سنوات والشعب العراقي  يعاني  من إهمال وتدمير وخراب وفساد إداري ومالي فضيع جدا من قبل كل  المسؤولين سواء كانوا  في حكومة المحافظة  أو المركز اثبت لي وبشكل قاطع بأني كنت على وهم  كبير بتشخيصي الخاطئ  تجاه البعث ونظامه آنذاك  ، والسبب في ذلك أيها النائب في البرلمان هو ما فاجئني به البعث كحزب جديد ، والأكثر  من ذلك أن هذا الحزب قاتل الاحتلالين اللذين احتلا العراق ألا وهما الاحتلال الأمريكي والاحتلال ألصفوي  ووقف موقفا  بطوليا شهما عظيما ضد الحملات الطائفية الصفوية والعنصرية ..   عندما  أطالع وأقرئ ما تنشره الشبكات والمواقع لما قدمه حزب البعث العربي الاشتراكي من تضحيات يجعلني أيها النائب أن انبهر وأتعجب لما قدمه ويقدمه للعراق وشعب العراق  من تضحيات وتضحيات ، ولهذا فإنني اليوم  أقدم اعتذاري الشديد لهذا الحزب الجديد الذي يختلف عن ما عرفت عنه سابقا ، فقائده الذي سمعت خطاباته خلال السنوات الماضية والذي أعجبني وشدني أكثر وأنا أشاهد  التسجيل الكامل لخطابه الذي ألقاه  من محافظتي التي زارها ، وكذلك التسجيل الكامل لخطابه المعلن من محافظة بابل في ذكرى  تأسيس الجيش العراقي الباسل جعلني أن انحني له واشهد  بأنه قائدا شجاعا صبورا يستحق الاحترام والتقدير لأنه فعلا اثبت للتاريخ انه ابن هذا الشعب ويحب شعبه ووطنه .   ولذلك الفت انتباهك أيها النائب بأنني استنكر بشدة الكلام الذي صدر من بعض النواب ومن يدعون أنهم حريصون على شعب العراق وعلى أمنه ، ويدعون أنهم يمثلون ويدافعون عن حقوقه ، فالذي يمثل الشعب أيها  النائب يجب عليه أن يحترم الشعب ويدافع عنه ، ولا يحق له أن يتطاول ويتجاوز على قائد  نذر نفسه من اجل الشعب .. ثم ألا تعلم أيها  النائب أن القائد عزة إبراهيم قاد المقاومة ضد المحتلين وضد من دمروا العراق وبناه التحتية وعاثوا فيه فسادا وإفسادا وقتلوا مئات الآلاف وشردوا الملايين ؟ ، فكيف سمحت لنفسك أيها النائب في البرلمان أن تذكر هذا القائد المجاهد  بسوء ؟ .   أنا متأكد أن العديد من النواب وممن هم ضد البعث لن يقبلوا لأنفسهم أن يذكروا هذا المجاهد بسوء رغم أنهم يتحدثون في كثير من الأحيان ويهاجمون النظام السابق  ولديهم مآخذ كثيرة عليه ، وأنت يا شعلان اعلم بأنك ضد النظام السابق ولا تلتقي معه لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن كيف سولت لك نفسك أن تهاجم من تصدى للاحتلال وللحملات الطائفية والصفوية والعنصرية التي ذكرتها آنفا ؟ الست حريصا على شعبك  ووطنك ؟ . ودعني أن أذكرك عسى أن تنفعك الذكرى ، الست أنت يا شعلان من دعا وفي أكثر من مناسبة إلى الأقاليم ؟ ألا تعرف يا سيد شعلان أن الأقاليم مشروع أمريكي صهيوني ، أي مشروع الاحتلال أو احد مشاريعه  لتقسيم العراق ، وهم الذين وضعوا له أساسا في الدستور ؟ وهل من يدعي الحرص على البلاد يدعوا لتقسيمها ؟ هل تتذكر يا شعلان قول  سيدنا الأمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال قولته المشهورة  أتمنى أن تكون لي رقبة كرقبة البعير لكي أفكر بكل كلمة قبل أن تخرج مني ؟ ، إذن لماذا  لا يفكر أحدكم ألف مرة قبل أن يبدر منه كلاما يسيء إلى العراق وشعبه ويسيء لمن يعمل من اجل العراق ؟ أهي زلة لسان يا شعلان أم تعبير عن مكنون داخلي ؟ .   لا أريد  أن أقول لك أيها النائب  إلا هذه النصيحة عسى أن تنفعك مستقبلا .. انتبه لنفسك  أيها النائب لأنك في هذا تقع في منزلق خطير وأقول لك  وكما يقول الناس في التعبير العامي ( لا تفوت حظك ) ، ولا تكون في موضع المجاملة لأنك في هكذا حال ،  إما  أن يكون تصرفك هذا  مجاملة  للرموز الطائفية ،  أو انك  فعلا تخشاهم !! ..   أقول لك  يا شعلان .. الإنسان الحريص على شعبه وبلده عليه أن يتصدى لكل ما هو سيئ ويقول الحق ، وكان بإمكانك  أيها النائب أن تهاجم النظام السابق ولديك كما لغيرك مآخذ عليه ، وهذا من حقك وحقهم ، ولكن على أن لا تجانفوا الحقيقة .واختتم مقالي  لك يا شعلان  وأنا ابن  ذي قار لأقول لك : انزل الرجال منازلهم ، واعلم أن الظلم لا يدوم .. ولذلك لا تخشاه وعلى الخيرين أن يقولوا الحق .