ما أن حقق المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم تأهله إلى نهائيات كأس الخليج العربي للدورة 21، حتى شاهدنا إعلاناً على بعض شاشات التلفزة العراقية عن إجراء قرعة للمواطنين الراغبين بالذهاب إلى عاصمة مملكة البحرين المنامة لتشجيع المنخب العراقي. ولقد أستجابت سلطات البحرين مشكورة للطلب الرسمي العراقي بمنح سمات دخول لألف عراقي. وعندما ذهب المواطنون الفائزون بالقرعة إلى مطار بغداد الدولي، حتى تفاجأوا بمنعهم من الطيران. إذ نحو 500 من المسؤولين وأولادهم وبقية محسوبيهم قد حصلوا على حصص الفائزين بالقرعة. وهكذا هم بقوا على أرض المطار، والآخرون قد قلتهم الطائرات وحلقت بهم بعيداً حيث المنامة. وما كان من أولئك المواطنين المغلوبين على أمرهم إلا أن قطعوا الطريق إحتجاجاً على هكذا تصرف يسرق حتى فرحتهم. أن المسؤولين القابعين في المنطقة الخضراء لم يكفيهم تبديد ثروات البلاد وسرقة قوت الشعب على مدى عشر سنوات من الإحتلال، فها هم الآن بكل وقاحة وصفاقة وبدون أدنى حياء وخجل يسرقون فرحة المواطنين الذين فازوا بالقرعة ويتوقون بشوق لحضور المباراة النهائية ليطلقوا عنان حناجرهم بالهتافات والزغاريد المشجعة، فإذا بأملهم يخيب، ومشاعرهم تنكسر، ونفوسهم تنجرح. أن المسؤولين في حكومة المالكي التعسة وكعادتهم قاموا بخديعة قذرة، ومدروسة مسبقاً. وإلا كيف نفسر خلال 24 ساعة من الإعلان يتم منح تأشيرات الدخول وتتهيأ الطائرات لنقل نحو 500 من أولئك المسؤولين الفاسدين السارقين وبمعيتهم أولادهم المترفين وبقية حاشيتهم المرفهين متوجهين إلى مملكة البحرين. أنها لفكرة خبيثة جديدة تضاف إلى أفكارهم الماكرة والدينئة بغية سرقة فرحة الشعب. وبما أن اليوم هو "جمعة لا تخادع" ضمن جمعات المتظاهرين والمعتصمين في إنتفاضتهم السلمية والحضارية، لذا نطلب من الجميع أن يضيفوا إلى غضبهم الشعبي، غضبة أولئك المواطنين الفائزين بالقرعة، الذين سرق المسؤولين الماكرين فرحتهم بلا إكتراث ولا مبالات، بل وبكل إستهتار فاضح بحق المشاعر والأحاسيس الإنسانية. وصدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال :"إن لم تستحِ فصنع ما شئت".