دعا بعض شيوخ العشائر العراقيين في مؤتمر عقدوه إلى التهدئة في مدن الوثبة، وكأننا في فصل عشائري، ولا كأن العراق يذبح منذ عقد من الزمن، وتنتهك حرماته وتسلب ثرواته جوقة الاحتلال.إن هؤلاء يعيشون، للأسف خارج الزمن، ولا يعرفون أن لا حيادية في أمر يخص العراق، وأن عليهم أن ينحازوا له لأنه باق، ولا ينحازوا لحكومة احتلال لأنها ستزول عاجلاً. سؤالي إلى هؤلاء الشيوخ: ترى أين كنتم، وأين كانت أصواتكم عندما فعل الاحتلال ووكلاؤه من بعده الأفاعيل بشعبكم ؟ أين كنتم عندما اغتصبت النساء في المعتقلات ؟ أين كنتم حين فاحت رائحة الفساد ؟.. أم أن أنوفكم لا تشم إلا رائحة الدولار؟ ولماذا ارتفعت أصواتكم مع اقتراب اللحظة التاريخية لانتصار الشعب ؟ كنا سنكون معكم ومع تهدئتكم لو كانت في العراق حرب بين العراقيين ـ لا سمح الله ـ ولكنها معركة شعب مع ذيول الاحتلال وإفرازاته .. ولو كنتم تعقلون لوقفتم إلى جانب شعبكم، وإذا لم تستطيعوا فصمتكم أكرم من قولة باطل ترتدي لبوس حق. أيها الشيوخ اتقوا التاريخ والعراق، وقبلهما اتقوا الله فإذا رضيتم العار لأنفسكم فما ذنب أبنائكم وأحفادكم، وهل الدولار أغلى من الأرض .. أهكذا علمكم آباؤكم وأجدادكم ومضائفكم ومجالسكم ؟ إني أرى مثل هذه الدعوات لا تختلف أبداً عن التظاهرات مدفوعة الثمن، وأرى ضررها على الوثبة أكثر من ضرر رفع المصاحف في معركة صفين لأنها تهدف إلى شق صف الشعب الذي وحد موقفه وأصر على الخلاص.