اين نضع تبادل ساسة العراق الاتهامات بشان احتمالات التدخل الخارجي بالحراك الشعبي واتجاهاته ؟ وهذا السؤال يقودنا الى سؤال اخر ربما يكون مكملا للسؤال الاول وهو هل ان التدخل الخارجي بشؤون العراق مقتصرا على الحراك الشعبي ومساره اذا افترضنا ذلك ؟ ان العراق الذي تعرض لاحتلال غاشم منذ قرابة عشر سنوات بالضد من ارادة المجتمع الدولي وايضا من ارادة شعبه تحول منذ ذلك التاريخ الى ساحة صراع للقوى الاقليمية والدولية وبشهادة مسؤول امني عراقي سابق فان نحو 90 جهاز مخابرات عالمي ينشط ويعمل في العراق بغياب قدرة الدولة على وقف هذه التدخلات وتقاطعها مع مصالح العراق وشعبه . ان الحديث عن التدخل الخارجي في دعم ومساندة الحراك الشعبي يراد منه خلط الاوراق وافراغه من محتواه الوطني في محاولة للتغطية على نفوذ دول وجماعات تسعى لوضع العراق تحت دائرة نفوذها ومشروعها بالمنطقة . ورغم تنامي واتساع نفوذ التدخلات الخارجية بشؤون العراق وانعكاس ذلك على اوضاعه الداخلية فاننا لم نلمس اية اجراءات رادعة لوقف العامل التدخلي الخارجي ووضع حد له ماشجع على استمراره لعجز السلطات على مواجهته . ومايدعو للاستغراب ان قوات الاحتلال كانت تتحدث عن دور ونفوذ لدولة اقليمية تخاصمها العداء في شؤون العراق تدعم وتدرب مجاميع مسلحة تستهدفها او لدعم قوى مرتبطة باجندتها في مسار الصراع السياسي بالعراق من دون ان تاخذ دورها في وقف هذا التدخل في دولة اخضعتها لسلطتها الاحتلالية مايفرض عليها ان تمنع المساس بامنها والحفاظ على استقرارها . ان الحراك الشعبي المتواصل الذي يشهده العراق ليس معزولا عما يجري في الاقليم والمنطقة عموما من تطورات فرياح التغيير التي هبت على دول الربيع العربي لا أحد يستطيع صدها ومنع وصولها الى هذا البلد او ذلك لان التغيير اصبح ملاذا للمتطلعين للحرية والتخلص من الظلم ووقف انتهاكات حقوق الانسان والتوزيع العادل للثروة وتحقيق العدل والمساواة للجميع . وهذه المشاغل والتطلعات هي من كانت وقودا للحراك الشعبي وليس تاثيرات العامل الخارجي التدخلي كما يحاول البعض تجيير انطلاقته للعامل المذكور . ان الحراك الشعبي ونتائجه المتوقعة في مسار الاحداث بالعراق هو حاجة وطنية عراقية ملبية لارادة العراقيين وتطلعاتها بوطن امن ومستقر ومستقل لان الحراك بالاحوال كافة يتقاطع مع النفوذ والمصالح الاجنبية والارادات الخارجية التي تهدف الى اضعاف العراق وافقاره ومصادرة ارادته المستقلة ، وحراك سياسي يرتكز لهذه الاهداف وملبيا لدواعي المسؤولية الوطنية لن يكون خاضعا لاملاءات الخارج لانه ببساطة يتقاطع مع اهدافه ومشاريعه مهما غلب عليها طابع التلويح بمساعدة العراق تارة والحفاظ على نسيجه الاجتماعي تارة اخرى . صحيح ان العراق هو جزء من محيطه العربي يتاثر ويؤثر في اتجاهات الرياح فيه الا ان استقراره وومنعته امام محاولات زجه في مشاريع تتقاطع مع موجبات الامن القومي العربي هي احدى مهمات الحراك الشعبي لانها مهمة قومية لوقف محاولات سلخه من عمقه العربي واخراجه من معادلة الصراع لصالح قوى ومشاريع تتقاطع مع وحدة المصير العربي المشترك . a_ahmed213@yahoo.com