أصدرت قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية يوم الخميس الموافق العاشر من كانون الثاني 2013، بياناً أكدت فيه ثباتها على دعم وإسناد ثورة الكرامة التي أشعل شرارتها أهل الأنبار لتعم عدة محافظات جراء سياسة الظلم والطغيان التي ينتهجها نوري المالكي بتطبيق النهج الصفوي الإيراني على الشعب العراقي بتفريقه طائفياً وإجتماعياً ومناطقياً وإعلامياً. أن هذا البيان الذي تلاه الناطق الرسمي للجيش النقشبندي هو الثاني بعد البيان الذي تلاه الناطق العسكري في الأول من الشهر الجاري. مما يعني أن المقاومة الوطنية المسلحة ما زالت على أهبة الأستعداد لتوفير الحماية الكاملة للمتظاهرين والمعتصمين ضد أية هجمة وحشية تشنها قوات المالكي المرتبطة به شخصياً ولا تخضع إلى هيكلية وزارة الدفاع أو الداخلية: اللوائين 54 و 56 والفرقة الذهبية نموذجاً. وعندما يشير البيان بالقول : " يا أبناء شعبنا الصابر المجاهد إنا نحييكم في ثورتكم المباركة هذه فإنا ندعوكم إلى المزيد من التلاحم والتآلف والأخوة، وإلى المزيد من الصبر والثبات والرباط والمطاولة، فالنصر صبر ساعة، ووعد الله لعباده المؤمنين بالنصر محقق لا محالة، كما ندعوكم إلى أن تحافظوا على سلمية ثورتكم المباركة وأن تبعدوا عنكم من يندس بينكم وينادي بالشعارات الطائفية المقيتة، لئلا تتذرع الحكومة بذلك، وتعهدنا لكم أن تجرؤوا بالعدوان على المتظاهرين والمعتصمين في ساحة العزة والكرامة ". ولم يفت البيان بالإشارة إلى الوطنيين من منتسبي الجيش والشرطة الذين أستجابوا إلى نداء المقاومة العراقية في عدم التصدي لإخوانهم المدنيين الذين أفترشوا ساحات العزة والكرامة لرفع الحيف والظلم عنهم بطريقة سلمية وحضارية. بل وذهب البيان إلى أبعد من ذلك عندما كرر ندائه إلى أولئك العسكريين في أجهزة الجيش والشرطة أن "يستجيبوا لنداء عشائرهم الأصيلة ويعجلوا بالإنضمام إلى ساحات التظاهر والإعتصام وأن لا يكونوا حطباً يشعل بهم الصفويون نار الطائفية، ونقول لهم إن إنهيار هذه الحكومة بات وشيكاً، وإن الشعب العراقي سيسجل مواقف الشرفاء فدونكم الفرصة التي قد لا تتكرر بعد اليوم". ولعل من الإشارات الخطرة في هذا البيان الأبعاد القومية التي تعاديها الصفوية والصهيونية. فقد جاء في ختام البيان هذا النص :"يا أبناء شعبنا المجاهد الصابر المرابط: إننا نعلم يقيناً أن ما يصيبكم من ظلم الصفويين المجوس وإذنابهم أسوء مما يصيب أهلنا في فلسطين الحبيبة على أيدي الصهيونية". صفوة القول نستشف من هذا البيان إصرار جيش رجال الطريقة النقشبندية، كبقية فصائل المقاومة العراقية، على دعم وإسناد ثورة الكرامة، فلا عودة إلا بتحقيق المطالب المشروعة التي ينادي بها أبناء الشعب العراقي. وبما أن الإستجابة لتنفيذ هذه المطالب يعني الكشف عن الجرائم والإنتهاكات الوحشية التي تندى لها جبين الإنسانية، لذا فأن المالكي سوف يعمد إما إلى المماطلة والتسويف لتمييع حشود المتظاهرين والمعتصمين، أو يتجه إلى بطشهم وقمعهم، فيدخل في إنتحار سياسي ينهي وجوده في المنطقة الخضراء. بين هذا وهذاك فأن الإقدام على غلق المنافذ الحدودية بين العراق والأردن وسوريا ، سواء أراد منها المالكي تمهيداً لشن قواته بالهجوم الذي يخطط له، أو فرض حصار أقتصادي تدريجي ضد سكان تلك المناطق، فأن الأيام القليلة القادمة ستشهد تصعيداً خطيراً كل الأدلة تشير إلى عدم قدرة المالكي على حسم هكذا مجابهة ألتحمت فيها أربعة قوى وطنية : أثنتان منها مدنية والأخريتين مسلحة. وهي قوى الجماهير الشعبية المدعومة بنيل حقوقها المشروعة عبر علماء الدين، وقوى شيوخ العشائر التي هددت بفتح المنافذ الحدودية عنوة، وكذلك قوى فصائل المقاومة التي أعلنت دعمها ومساندتها للجميع. نحن الآن، وكما جاء في البان النقشبندي الداعم لثورة الكرامة، أمام نصر مرتقب وأن "النصر صبر ساعة". وهذه الساعة قد حانت وأزف وقتها، فلا عودة للوراء ومهما كان الثمن. فالوطن أغلى من النفوس، والعرض أهم من الأرواح، والدناسة لا تزول إلا بالتطهير، والله ينظر والتاريخ يسجل عمل الصالح عن الطالح.