كثيرون ممن قرؤوا نداءا موجها من عشائر الفرات الاوسط ووجهاءه ومناضليه الى امين عام البعث وقائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني قبل حوالي شهرين قد ظنوا حينها ان النداء يشبه الخيال وتلبيته هي امعان في الخيال. غير ان الرجل القائد المتوكل على الله , المؤمن حد الاندماج بقضائه وقدره المسلم ببديهة التوحد بين الحياة والشهادة لم يلبي النداء العزيز على نفسه الكريمة فقط بل لباه في زمن متفرد الخصوصية . لباه في لحظة التقت فيها مناسبات يندر ما تتجمع في لحظة تاريخية واحدة : زيارة اربعينية الامام الحسين بن علي عليهما السلام راس السنة الميلادية عيد تأسيس جيش العراق الباسل بدء ثورة العراق في الانبار والموصل وصلاح الدين وغيرها من محافظات ومدن العراق الباسلة. وهكذا كان شيخ الثوار الذي تلاحقه مخابرات اميركا وإيران والصهيونية وقردة الاحتلال وأزلامهم عبيد الارتزاق هو شيخ زوار سبط الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وأبو الثوار وأشجع المنتفضين بوجه الظلم والانحراف والاستبداد الحسين عليه السلام . زيارة تعيد الى الاذهان مع فارق البيئة والظروف .بل شتان بينهما, زيارات سيادته المتكررة الى مراقد الائمة الاطهار في زمن الترف العراقي وقبل ان تنهش كلاب ايران وذئاب اميركا جسد العراق وتمزقه بالغزو والاحتلال وكل ما ادخلته من عوامل الفرقة البغيضة. كان يزور كربلاء المقدسة حماه الله راعيا لحفل بهيج سنوي هو ذكرى ميلاد الكرار علي بن ابي طالب حيث كان الكربلائيون كما كل العراقيون ينتظرون هذه المناسبة بكل تفاصيلها وخصوصا الكلمة المتفردة والمميزة التي يلقيها الرفيق القائد والتي تشع بالإيمان والحكمة والصدق والشجاعة ومحبة ال البيت سلام الله عليهم والاعتزاز بهم وبشيعتهم. كلمة كان ينتظرها الجميع ليتعلم منها معاني الوحدة الوطنية ويستنشق عبق الاخلاص للوطن وللأمة والفهم الجليل لمعاني الاسلام الحنيف وتطبيقاته اليومية والاستخدام المرهف للاستدلال بآيات الذكر الحكيم في جلال قدسية الذكرى وفي مسالك الارتقاء بهيبة المدينة التي لها في قلوب المؤمنين والمسلمين معانيها الخاصة جدا. يزور القائد الان كربلاء التي دنس طهرها الغزاة واستوطن فيها العجم ليطمسوا عروبتها ويغيروا وجهها العراقي الهاشمي القرشي العربي المكلل بغار الدم الشهيد خسئوا ليطل عليها اطلالة المحرر بإذن الله...كربلاء التي قدمت اشجع واخلص وأبهى رجالها على مذابح الشهادة في صفحة الغدر والخيانة وبعد الاحتلال الغاشم حيث استشهد المئات منهم وهم يقاتلون ببطولة عن كربلاء العربية العراقية وعن مقدساتها . كربلاء السباقة في سوح النضال الوطني والقومي وفي ضخ الرجال القادة العظماء ....كربلاء مدينة الشهيد القائد سعدون حمادي رحمه الله ومدينة الفكر والشعر واللغة والأدب ..وهي المدينة التي يسجل شبابها علامات بارزة في تحدي الاحتلال وحكوماته الصفوية ..كربلاء التي سيطر ابناءها ليلة كاملة على اطنابها وحرروها وملئوا شوارعها باللافتات ووزعوا آلاف المنشورات البعثية المقاومة واهدوا فعلهم البطولي ليسجل في سفر البعث المجاهد المقاتل قبل ايام قليلة. ثم انتقل القائد الى الحلة الفيحاء ..وسادة بغداد وحلمها الدافئ..مدينة بابل الحضارة المسجلة ببهاء على وجه الدنيا , مدين الجنائن المعلقة ,,مدينة الفقه والشعر والعروبة المباهلة لصفاء الفرات والسابحة في طهره ونقاءه. بابل العنب والسياحي الزاهي بباسق النخل والنيل الغافية على الكرم والبطولة والمحاويل والبو علوان التي قصمت ظهر الغوغاء عام 1991. راس السنة الميلادية ودلالات وحدة شعبنا بكل اديانه وطوائفه وقومياته . مناسبة كان العراق يأنس بها ويسجل ليلتها ترفا يضاف الى ترفه حيث كان العراقيون كلهم يحتفلون مع اخوتهم المسيحيون ويرسلون لهم التهاني ويشعلون شموع السعادة لوطن كان يبهر الدنيا بسعادته وشعب كان يبهر الدنيا بتسامحه والق روحه المتحضرة. حتى جاء وحوش النفط وعبيد الدولة العبرية ليدمروا فيه مظاهر الرفاه والانفتاح الملئ بالأمل على التطور والرقي. المناسبتين الاخريين سأتناولهما في الاجزاء القادمة بإذن الله يقول قائد التحدي في اضاءة لقرار الزيارة الميمونة : ( أحييكم بتحية النضال والكفاح والجهاد، وأتحدث إليكم من ارض العراق الحبيب ارض الجهاد والرباط من بابل التاريخ والحضارة والإبداع ..أتحدث إليكم من بابل الوفاء والأداء والعطاء على امتداد تاريخ العراق الطويل، منذ سرجون الاكدي إلى صدام حسين والبعث الرسالي ..هكذا قررت القيادة استجابة لدعوة مناضلي الفرات الأوسط الكريمة وشعبه الأبي الوفي بزيارة أمين السر قائد الجهاد والتحرير والخاص الوطني القائد العام للقوات المسلحة لهم وأن أتحدث إليكم من أرض بابل الطيبة ومن حضن شعبها الدافئ الحصين والقوي الأمين ) ان زيارة القائد الى الفرات الاوسط ليست تحديا للأفعى الفارسية الملتفة على عنق مدن الفرات فقط بل هي زخ معنويات جديدة وارتقاء بفعل عشائرها ووجهاءها ورجال دينها ومناضليها وتجديد لعقد الجهاد والنضال بين رفاق البعث وأهلهم وشعبهم وانتقال بشراكة الشرف الوطني وانتقال نوعي بفعل المقاومة العراقية الباسلة في طريق التحرير والاستقلال. ان الزيارة المباركة تأتي في زمن بدأت تنضج وتظهر فيه بدايات القادسية الثالثة لتحرير العراق من الاحتلال الفارسي وإعادة مدن الفرات الى اهلها بعد ان اسرها العجم وقيدوها بأغلال طغيانهم الذي مكنتهم منه اميركا الغاشمة التي يكاد المقاومون ان ينتهوا منها حيث هم قاب قوسين او ادنى من طرد فلولها ليتم الجلاء الحقيقي النهائي. القادسية الثالثة التي سيكون قائدها الاول بإذن الله قائد الوحدة الوطنية , الرجل الذي يدوس مع رفاقه وشركاءه كل منتجات الاحتلال وخاصة منتج الطائفية البغيضة التي جاءت هذه الزيارة العزيزة لتطلق علة افعاها وثورها الهائج رصاصة الرحمة , القادسية الثالثة ستكون قادسية الحسين ابن علي في دلالاتها ورمزيتها ومنتجاتها وحاضر راياتها الاعلى هو القائد الحبيب عزة ابراهيم . الخطاب .. الظهور الثاني ... صورة وصوت للقائد الحبيب عزة ابراهيم اتى من محافظات الفرات ..هناك من رائحة بطولة ثورة العشرين ومن مسالك رجالها وساداتها الهواشم الاحرار العرب الاقحاح ومن عبق اهازيج عشائرها الابية الكريمة.هو خطاب يطل على حافات النصر الناجز بعون الله . ولم يبق لنا من رؤية اقباس الزيارة إلا انتظار اللحظة العراقية التي تنشر فيها صور الرفيق عزة ابراهيم وهو يعانق ويأكل ويتحاور مع شيوخ ووجهاء العشائر التي استضافته في كربلاء وبابل وان غدا لناظره لقريب.