نضح المالكي بما يحتويه من تسلّط وتفرّد وتطيّف حينما وصف بمقابلات ومن فضائيات عديدة ، تظاهرات ومطالب مئات الألوف من العراقيين في ساحات الاعتصامات بالنتنة وأنها فقاعات ستنتهي وهي لا تخيفه ولا تعنيه وهدد بقمعها ان استمرت !. وهو يعرف جيدا طبيعة ورجالات هذه التظاهرات و وصفهم بالوجهاء والشيوخ . في أكثر من حضور إعلامي قال المالكي في ردوده على المظاهرات الحاشدة : إن خيارات حل الأزمة تكمن أما بالحوار مع شركائه أو الذهاب الى التقسيم أو الحرب الأهلية التي ستحرق الأخضر واليابس ، وكأن الحكمة والمسئولية رهينة بيده وبشركائه وليس أمام الشعب من خيار آمن غير بقاءه بالسلطة ! هكذا يمني المالكي نفسه ، وهو الذي في عهده أصبح العراق حكومة وفسادا وعنفا وبنية أسوء دول الكون قاطبة . وبالرغم من ان جميع خيارات المالكي وسياساته شكلت محور أهداف العملية السياسة التي صنعها الاحتلال من خلال الدكتاتورية والانفراد بالسلطة والتهميش واستخدام العنف وتدمير البنية التحتية خلال السنوات العشر كي تنتهي بالتقسيم والصراع الطائفي الذي يهدد به المالكي اليوم ويستهدفه جيدا وهو وحزبه الذي أصر على نصوص الاجتثاث والفدرلة والأقلمة في الدستور الذي كتبه المحتلون وتمسك على إقراره الأذناب والعملاء بصيغته التشظوية الطائفية ، بالرغم من كل ذلك تمسك العراقيون بوحدتهم وصمودهم ومقاومتهم للغزاة حتى حققوا الجلاء المهين للغزاة والمحتلين ، ومن ثم نجده اليوم يستحضر ذكرى الجلاء بوقفة الكرامة والصمود من خلال أكبر تظاهرات واعتصامات سلمية وطنية حاشدة ومتعددة يشهدها العراق تنبذ الطائفية والمناطقية وتعلن تمسكها بالوطنية و وحدة العراق وتطالب بإسقاط العملية السياسية القائمة وتشريعاتها وسياساتها الخائبة وتدافع عن حق العراقيين في العيش الكريم الآمن ، ينعتها المالكي وحزبه بالنتنة ويحسبها فقاعات ، سيتم إخمادها بقواته وميليشياته التي يحسبها جيشا بديلا للجيش العراقي المنحل التي ستحل ذكرى تأسيسه اليوم فيما تشهد ساحات العراق تصرفات جيش المالكي وتصديهم وقمعهم للجماهير الثائرة وارتكاب منتسبيه أشنع جرائم العنف والإرهاب والاغتصاب في زنزانات المعتقلات والسجون المكتظة العلنية منه والسرية . لقد قال الشعب اليوم كلمته وأطلق صرخته وثورته بوجه الحاكمين المنصبين عليه ، استهزاء المالكي وزمرته وتسفيهه بمطالب المعتصمين والمتاظاهرين وتهديده بقمعهم او اشعال الحرب الأهلية والتقسيم ، يكفي وحده بالاستمرار والصمود بالإعتصامات والتظاهرات بشكل سلمي متحضر بمطلب اسقاط المالكي وحكومته التي دمرت العراق وأشقت أهله ونهبت ثرواته وهضمت حقوقه واغتصبت النساء وهجرت العلماء والشرفاء . بل إسقاط السلطة كلها والساقطين فيها ونتاجاتها الخائبة ، لقد تحقق اليوم ما كنا نخاطب به الساسة وشركاء العملية السياسية ، بأن صبر الشعب وتحمله لن يطول ، وأن التحرير قادم والنصر آت . لقد لاحت رايات الانتصار كما بانت حقيقة العملية السياسية وشركائها وما ينتابها من احتضار ، وسيدرك العالم ان العراق وشعبه قد افشلوا مشاريع الغزاة الأشرار .