هاهو الموت يغيب مفكراً بارزاً، أثرى الفكر القومي العربي بأفكاره الصائبة، ومناضلاً بارزاً لم يتخلى عن مسيرته الملتزمة طوال سنين عمره. أبو حازم، الإنسان والمفكر والمناضل، الذي عرفته عن قرب، كان دائماً، يتحلى بالقيم العربية الأصيلة في سلوكه، وجسد العمق القومي العربي، وضرورة الوحدة العربية في كتاباته التي عمقت النهج العروبي. والمناضل الذي تجاوز حدود قطره تونس، ليجسد تلاحمه المصيري مع قضايا أمته العربية العادلة. في كل الظروف الصعبة، التي عاشها، والتي هي جزء من الصعوبات القاسية التي ألمت بأمتنا العربية، لم يتراجع عن إيمانه بالمبادئ التي آمن بها، والذي عززها في كتاباته المميزة، منذ "لاتراجع..بل خطوة إلى الأمام" التي عمق بها آرائه "حول استراتيجية الثورة العربية" .. ومارسها مناضلاً ملتزماً بالخط القومي العربي. في هذه المناسبة الحزينة، أتقدم من نجله حازم وأسرته، ورفاقه بأصدق التعازي وعزاؤنا في استخلاص الدروس من تجربته الثرية، ومواقفه الصلبة. إنا لله وانا إليه راجعون. ولاحول ولاقوة إلا بالله