[ قضيتان معقدتان وشائكتان , تجريان على السطح البلقاني القريب من حدودنا . قضية دولة كوسوفا وقضية إسم مقدونيا . وإنه لمن السذاجة اعتبار الصدفة في تواجد هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في آخر أيامها و المسؤولة الأوروبية كيترين إِيشتون النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية والممثل السامي للإتحاد لشؤون السياسة الخارجية والأمن في نفس الوقت في البلقان , الذي أُعلن فيه ومن العاصمة البلغارية صوفيا أن على ستيفان فيلي مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع وسياسة الجوار توسيع بعثته التي ستبدأ مهامها العام المقبل . والقمة الأوروبية ستناقش القضيتين أثناء انعقادها الشهر القادم ]. لغتان بلقانيتان قال السيد نيكولا بوبوسكي وزير الخارجية المقدوني موضحاً رد بلاده على المقترح اليوناني بشأن الخلاف على إسم مقدونيا : ( إن الأكثر أهمية بالنسبة لنا , هو التركيز على الهدف المشترك وفكرته الرئيسية المتمثلة في التكامل والإنضمام للإتحاد الأوروبي على قاعدة الإحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين ) .هل فهمتم ما يقصد الوزير بقوله هذا ؟ لعله نفسه لم يفهم أن الإجابة لا علاقة لها بالموضوع . صرح السيد إيفيتسا داجيتش عقب لقائه السيد ستيفان سانينو ألمدير العام للجنة توسعة الإتحاد الأوروبي قائلاً : ( إن حكومتنا هذه , مستعدة لتسوية نهائية لمسألة كوسوفو وميتوهيا . ونحن نقرّ بأن على جيلنا أن يحلّ جميع القضايا العالقة , وأن ينهي المفاوضات اللازمة لدخول عضوية الإتحاد الأوروبي التي تشترط إيجاد حل نهائي للمسألة الكوسوفية ) .ورغم أن لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستفضي إليه المفاوضات , إلا أنه تصريح مفهوم وواضح . لقاءات تم الإتفاق عقب محادثات كلينتون وإشتون أن يعقد رئيسا الوزراء الصربي والكوسوفيّ إيفيتسا داجيتش و هاشم تاتشي إجتماعاً في بروكسل , ليكون ثاني لقاء يتم بينهما خلال شهر . فما الذي قاله داجيتش : ( أللقاء سيتم يوم السابع من الشهر الجاري . لقد اتفقنا في الإجتماع الماضي على أن ما نفعله الآن سيكون له تأثيره الواضح على المؤسسات الأوروبية المعنية . لن يتم فرض قضايا للبحث فيه , بل سنتناول عناصر متعددة . وسنبدأ من الأمور السهلة رغم أنه لا توجد قضايا صعبة في نظر صربيا . إن حكومتنا جاهزة لإيجاد حلٍّ نهائي وليس للهواتف والكهرباء فقط ) . في بريشتينا , عاصمة كوسوفا , أرسل تاتشي قوات الشرطة لوقف مظاهرات الإنفصاليين الألبان الساخنة الذين اتهموه ببيع الإستقلال . بعدما صرح بأن مفاوضاته مع داجيتش قد تؤدي إلى حل . أليونان ومقدونيا , تلعبان لعبة القط والفأر , وتتبادلان فيها الأدوار . فقد صرح السيد نيكولا غرويفسكي رئيس الوزراء المقدوني أثناء الصيف المنصرم , أنه يرغب في لقاء نظيره اليوناني أندونيس ساماراس في الوقت والمكان اللذين يلائمانه . وخلا تصريحه من جهوزيته للحل , فالمهم هو اللقاء . فقد سبق له أن التقى بابانديريو ثماني أو تسع مرات , ولكن شيئاً منها لم ينتج . أما ساماراس فبعد مماطلة وتسويف أن أي لقاء بغرويفسكي غير وارد في ذهنه , فهو عنصري وإقليمي متطرف . لقد جهدت المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل أثناء حضورها مؤتمر الأحزاب الأوروبية في العاصمة الرومانية بوخارست أن تجعل الواحد منهما يصافح الآخر ولكنها لم تفلح . مواقفألرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش صرح ما نصه : ( لا نقبل أن نترك أطفالنا ومسألة كوسوفو بلا حلّ . علينا , وقبل أن يداهمنا الوقت , أن نعمل على إيجاد حل وليس بالضرورة أن يرضي جميع الأصراب وجميع الألبان كذلك . فليس دائماً تتوفر الفرصة المثلى . إننا على طريق إقناع القوى الكبرى التي أسقطت خيارات الحل من يدها , أن البدائل موجودة . فليظلّ القسم الشمالي على حاله لفترة وجيزة والحل يكفله المدى البعيد ) .أما المقدون , فلا يتذكرون زعيماً لهم تحدث بشيء من الصراحة عندما يتعلق الأمر بالإسم الذي تنازعها عليه اليونان . ألمثال الأخير , هو حديث للرئيس البلغاري روسين بليفنيلييف جاء فيه : ( على السلطات في اُسْكوبيِة , أن لا تجعل علاقاتها مع الأوروبيين تقوم عبر الدعاية وأساليب التسويق والتلاعب بالحقائق التاريخية وغرس الكراهية والأحقاد . إن عليها اتخاذ كل ما يلزم لتحسين علاقاتها مع دول الجوار ) . فبعث له الرئيس المقدوني جورجي إفانوف الجواب التالي خطيّاً : ( إنني أتفق مع بيان الرئيس البلغاري . ونحن مستعدون لفتح حوارات جادة ومسؤولة مع جميع دول الجوار , على أن يتم ذلك في إجتماعات رسمية , وليس من خلال وسائل الإعلام ) . ألرئيس البلغاري لم يدلِ بقوله لوسائل إعلامية , بل قاله للمسؤول الأوروبي شتيفان فيلي .