في يوم استشهادك,أطلت قامتنا, وكعادتك , لم تخذلنا قط , فلم تضن علينا أبدا ولو حتي بروحك الطاهرة الأبية, فعشت رجلا في زمن تسيد فيه المخنثون والاشباه والاتصاف , ومت بطلا في زمن استولي عليه القرود والأقزام. عشقت عروبتك ,فعشقتك, تمسكت بشيم الأولين فتنفست شجاعة عنتر وشهامة المعتصم وجود حاتم وعدل عمر وصدق الصديق ووراعة وحكمة علي ومت كما مات جدك الحسين وعلي. فما أشرف أن نحيا كما حييت وما أقدس أن نموت كما مت,عشت رمزا لكل عربي صادق ومت مبرهنا علي عظمة الايمان بالاسلام. أيا صدام, يا صقر العرب ,بل يا صقر العروبة نم في جنتك قرير العين ,فلعاصمة الرشيد التي أسقطتها الدسائس رجال ما هدأت لهم عين ولا غمض لهم جفن حتي يكملوا مسيرة تطهيرها من الأزلام تطهيرا كما طهرها اسلافهم من المغول والانجليز , وهو أمر لا نشك قط أنه أت لا محالة وأن سوط العدالة وزمجرة البنادق سيمزق سوط الظلم والاجرام. فلقد جعلت يا ابا الشهيدين قوميتنا - وأنت فاديها وابنها البار-تتباهي بنبتها الطيب أمام كل قوميات الدنيا , فتضائل أمام فدائك فداء ديجول فرنسا وماوتسي تونج الصين وتشي جيفارا اللاتيتي ولومومبا الافريقي وهتلي الألماني وبوليفار الكولومبي وسبارتكوس الاغريقي. ورحت تتقدم الصفوف مع رفاقك واحبابك كيلاني العراق وعرابي وناصر مصر وعبدالقادر الجزائري ومختار ليبيا وسلال اليمن ومهدي السودان وكل رموز فدائنا في اقطارنا العربية. فتحية لك أيها الشهيد العظيم الذي وقف أمام حبل المشنقه فلم يرتجف ورفع رأسه العربية وهزأ منها فقالها عالية "هذه الأرجوحة للرجال"". تحية لرقبتك الكريمة التي التفت حول حبل المشنقة وتحية موازية لرجال المقاومة العراقية سنتها وشيعتها قومييها واسلامييها واشتراكييها الي أن يطردوا شراذم الامريكان والايرانيين وحكومتهما المختلطة العميلة أيها الشهيد العظيم ،استشهدت دفاعا عن الأرض والعرض والدين فحقت لك الولاية ، واجتزت اختبارا راهن الضعفاء علي رسوبك فيه - وأنت الذي ما رسبت قط - فلم تجتازه فحسب بل جعلته شهادة لك يخلدها التاريخ وتتناقل حكاياتها الأجيال بكل فخر، جيل بعد جيل. وصموك بكل ما لم يستطيعوا ان يفهموه فيك ، لأنهم يفتقدونه ، وفاقد الشئ لا يعطيه ، فقالوا عن حزمك طغيانا ، وشجاعتك وإقدامك ديكتاتورية ، وعدالتك تسلطا ، وحبك للعروبة سفها ، ورفضك للخنوع تهورا ، وعدم خيانتك لوطنك غباءا.. فحمتك مشيئة الله من كل ما كادوه لك ، وما رسموه حولك من أكاذيب ، ورصدوا في سبيل ذلك - كما نشرت صحف غربية وأمريكية - نحو نصف تريليون دولار ، فذهبت الرشي للقاصي والداني واخترقت كبريات وسائل الإعلام في العالم حتي انتهت بصحف بئر السلم ، إلا انه رغم كل ذلك كان اولو التدبير هلكي ، وراح شعاع الحقيقة يخترق الظلمة ضعيفا حتي هزمها ، حتي هزمها فأخذت في التلاشي. فها هو قاضي يستقيل من المحكمة ويقول للعالم انه يفخر بأنه كان مواطنا في بلد يحكمه صدام حسين وان هذا الرجل برئ من كل ما نسب إليه . وها هم اللصوص ، الذين انبريت بكل شهامة ومروءة في محاربتهم في حملة الأنفال ، ينهشون العراق لحما وعظما ودما ، ويحكمونه بالتفجيرات والاباتشي الأمريكية والمليشيات الإيرانية ، وها هم ابناء العراق النشامي ونسائه الماجدات الآن ينتظرون في لهف ولادة صدام حسين جديد يقود العراق للتحرر من العصابات الحاكمة والميلشيات الإيرانية والمارينز الأمريكي الذي قتل مليوني عراقي بحسب إحصاءات فرنسية ومليون عراقي بحسب تصريحات للسفير الروسي في قطر. ندرك يا سيادة الرئيس الشهيد ان إيران فرضت علي العراق حربا في الماضي فخضتها ولكن هذا لم يكن يدركه من قبل إلا القليلون. وندرك انكم براء مما نسبوه لكم زورا في قصف قرية حلبجة الكردية بالسلاح الكيماوي وها هي صحف غربية تؤكد ان إيران هي من قصفت تلك القرية وقتلت نحو 3500 شخصا .ندرك انك لم تخض حربا إلا دفاعا عن بغداد لا واشنطن ، والجميع في بلادنا يخوضون حروبهم دائما بالوكالة عن امريكا واسرائيل . وندرك ان الكثيرين من حكام العرب كانوا يغارون من شجاعتك فتأمروا عليك والآن انكشف كيدهم وانفك سحرهم وصاروا سوءة في تواريخ بلدانهم.ندرك يا سيادة الشهيد أن المقاومة العربية في فلسطين خسرت فيكم ابرز مقاتيلها وأكرم مانحيها واخلص الناس فيها . جعلت من العراق كل بلاد العرب والتقي في بغداد كل من تقطعت بهم السبل في أوطاننا ، فالضعفاء في كل أرجاء الوطن العربي هم رعايا لك يحجون الي عاصمة الرشيد ليحتمون بها ولتقوي هي بهم.كل يوم ينكشف المزيد والمزيد من دلائل عظمتك حتي صار لا يجهل سموك إلا اعمي ولا يسمع صوتك إلا أصم. تقبل تحياتنا ودعواتنا الله لك بالفردوس الدائم مع الصالحين.