الذي جعلني ان اكتب هذا الموضوع هو المعاناة التي يعانيها كل وطني حر شريف مؤمنا إيمانا كاملا بالله وكتابه ورسوله ووطنه وأمته التي أكرمهما الله ( جلا وعل ) بقران عربي مبين ... معاناة كبيرة عانى منها من عانى في هذا الزمن الأغبر .. الزمن الذي اختلط به الحابل بالنابل واحترق به الأخضر باليابس بحيث أصبح التمحيص فيه لاختيار التشخيص الدقيق في ( الولاء والانتماء ) صعبا جدا ولا يُعرف السبب في ذلك ... هل هو بسبب استفحال نشاط ( الفيروسات ) المعروفة بفيروس ( الضمير الغائب ) الذي نتج عنه الكثير من الولادات المشوهة البعيدة كل البعد عن الفهم الحقيقي للولاء والانتماء نتيجة الإمراض الوراثية المتوارثة عن الآباء والأجداد وأجداد الأجداد والتي ظهرت من جديد على الساحة العراقية بصورة خاصة والساحة العربية بصورة عامة .. أم انه ناتج عن الأخطاء الفادحة في المواقف الحيادية العاطفية للبعض من الوطنيين مع كل من حمل ويحمل هذه ( الفيروس ) القاتل قبل وبعد الاحتلال ، إما لصلة القربى والنسب به ، او لموقف معين او مصلحة خاصة قدمت من قبل هذ ( الفيروس القاتل ) والتي يراد منها خطا للرجعة ، او لوجود تجارة مبطنة تدر النفع المتبادل والتي جعلت وتجعل من هذ ( الوطني الغيور ) ان ينسى كل ما خلفه هذ ( الفيروس المتلون ) من أخطاء كبيرة في الانتماء قبل الولاء لهذا الوطن والأمة واللذان بهما أوصلا هو وغيره من الضمائر الغائبة العراق الى هذا الوضع المأساوي ؟ مقدمتي هذه هي ليست إنشاء عابر ، وإنما هي ناتجة عن تجارب عملية ظهر مفعولها النتن على الشارع العراقي وفي جميع المستويات ( الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والعلمية والعسكرية .. ووالخ ) .. تجارب مؤلمة لما مرُّ ويمر به العراق بعد احتلاله بالاحتلالين الأمريكي والصفوي ، والتي كتبت عنا الكثير من المقالات التي لا تخلو من الكثير من الانتقادات والتذكير ب ( الأهازيج والهوسات ) التي كانت تمجد وتعظم بالنظام السابق ، وما أعقب ذلك من انقلاب مفاجئ بعد الاحتلالين وإذا بالشارع العراقي يسمع ( أهازيج وهوسات ) جديدة تتلاءم مع النوتة الجديدة للعهد الديمقراطي العاهر الذي بني على الطائفية المقيته والقتل على الهوية والتهجير والتهميش ألقسري الذي جلب للعراق الويل والدمار ... لهذا السبب أقول لمن يقرأ هذا الموضوع والموجه الى كل من أصابه المرض المعروف ب ( الضمير الغائب ) أي مرض ( الانتهازيين ) والى كل من يتعاطف معهم بعد الاحتلالين عسى ان يشخصوا هؤلاء الشراذم تشخيصا دقيقا بعيدا عن العواطف والموالاة المكبلة بالتجارات النفعية البائسة تقديرا لأرض العراق التي رويت بدماء الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل كرامة العراق وأمته المجيدة .. هذا تعبير عن وجهة نظري مع احترامي لوجهات النظر الأخرى معللا ذلك بما قلته أعلاه وأحرار العراق الغيارى يراقبون بدقة لما جرى ويجري بعد الاحتلالين الأمريكي والصفوي الكثير من هؤلاء المرضى بمرض الضمير القاتل ( الانتهازيين ) الذين كان لهم ولاء ودور كبير أبان النظام الوطني السابق والموجودين لغاية يومنا هذا وهم يميزون أنفسهم بمميزات وطنية عالية أثناء حضورهم او التقائهم او مجاراتهم او من خلال مجالساتهم مع الكثير من الوطنيين الأحرار الذين يحتم عليهم ومعرفتهم بصورة دقيقة بأن هؤلاء ( الشراذم ) هم من ذوي الوجوه الأربعة والذين يتلاءمون وبما تقتضي مصالحهم الشخصية والنفعية والوظيفية والوجهائية مع أي جهة من الجهات السياسية التي جاء بها الاحتلالين الأمريكي والصفوي وبالتحديد الجهات التي لها نفوذ سياسي في البلد ولهدف معين معروف عبر سلوكياتهم الأخلاقية الفاسدة التي شخصها تاريخ حياتهم السياسي ، إما لدوافع مصلحيه تدر عليهم إيرادات مالية ، او لمصالح وظيفية لأجل الحصول على مناصب او مقاعد في مجالس المحافظة الشفطية ، او من اجل الحصول على كرسي من كراسي الحرامية في ما يسمى بالبرلمان النائم البعيد كل البعد عن آمال وطموحات العراق وشعبه وأمته ، والمنشغلين أعضاءه دوما في تجارة العقارات والمزارع والمصانع والمستشفيات ووالخ في الكثير من الدول العربية والإقليمية والغربية .. الشيء العجيب في هؤلاء ( الشراذم ) عندما يراهم الوطني الغيور وهم يتحدثون ويتكلمون بالوطنية رافضين بما يجري في العراق من قتل وتهجير ودمار وسرقة ونهب بأموال الشعب ليبعدوا الشك عن كل ما نهبوه وسرقوه ، ظاهرين أنفسهم وكأنهم الأبناء البررة لهذا الوطن المذبوح بسكاكينهم الملوثة بفيروسات ( الانتهازية ) والأغرب من كل ذلك ما يتميزون بها من لباقة الكلام الانتهازي وبداهة الفكر التجاري النفعي الذي يقنع كل من يسمعهم لأجل ان يكسبوا الثقة العمياء التي حسبوا ويتحسبوا لها بألف حساب من اجل شطب كل ما قاموا ويقومون به هؤلاء ( الشراذم ) من خدمة سابقة للمحتل الأمريكي وخدمة حالية لحكوماته العميلة الصفوية ، ولهذا السبب يراهم المواطن الحر الشريف ومن خلال دجلهم هذا وبعد ليلة وضحاها في أماكن مهمة وصلوا إليها بأسلوب النفاق ... هذه هي حقيقة هؤلاء ( الشراذم ) الكاذبة الذين ولا زالوا يعبرون ومن خلال دجلهم وكذبهم ب ( الولاء او الانتماء ) مع هذه الجهة السياسية الوطنية او تلك الجهة العميلة او مع هذه الجهة إلاقليمية او تلك الجهة الدولية . لأعطي مثالا على مثل هذه ( الشراذم ) من الانتهازيين : عندما يأتي أي مسؤول جديد وفي أي ظرف ... تراهم يتربصون لاغتنام الفرص من اجل الوصول الى اللون الذي وصل إليه الأول الى دفة الحكم وكما يقولها أبو المثل ( شويه شويه ) الى ان يصلوا الى من يهمه الأمر السياسي او الوظيفي او العسكري او الأمني او ... الخ وبالطرق المعرفة لديهم وهم محملين بالنفاق المزري ذات الطعم الانتهازي المسلفن تارة بالوطنية وتارة بالعمالة .. فأول ما يقوموا به هؤلاء ( الانتهازيين ) هي الشعوذة الملونة بالنفاق الانتهازي وعلى ( الناعم ) كمرحلة أولى ومن بعد كسب ثقة المسؤول الجديد يبدؤوا في المرحلة الثانية بحرقهم كافة أوراق النظام الذي كانوا يعملون به في الصفوف الأمامية او الوسطية وخير دليل على ذلك ما فعلوه مع النظام الوطني وقائده الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) رحمه الله والرفيق المجاهد ( عزة إبراهيم ) القائد الأعلى للجهاد والتحرير أمين سر القطر والحزب وقواعده المناضلة ، ثم على جميع المستويات الوزارية والاجتماعية والثقافية والعلمية والصناعية ووالخ ،والسبب في ذلك ان ولاء هؤلاء الانتهازيين في الأمس واليوم هو لغرض مصالحهم الشخصية فقط فهو ولاء كاذب ومزيف . إذن كل ما يهم هؤلاء ( الشراذم الانتهازية ) هو إثباتهم ب ( الولاء ) فقط للوجه الجديد او الحزب الذي يترأسه هذا الوجه الجديد وبغض النظر عن تاريخ وسلوكية هذا الوجه سواء كان من الناحية ألأخلاقية او الاجتماعية او تبعيته تجاه هذه الدولة الإقليمية او تلك الدولة الأجنبية مبررا السبب في ذلك هو ديدنهم وعرقهم ( النتن ) في ( الولاء ) المزيف الانتهازي النفعي ألمصلحي . وفي هذا المجال أقول : ان الولاء لأشخاص او جهة معينة والمبني على المنفعة الشخصية هو ولاء مزيف وكاذب ... أما الانتماء : فهو الانحياز التام للأمة والوطن والشعب بإحساس صادق وإيمان مطلق .. أي انه التاريخ بأكمله لأنه الشيء الذي يوحى لكل إنسان بأنه الأبدي.. أي انه الولاء الدائم والحقيقي .. ولهذا فان سر الانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي هو انحيازه ألكامل للعراق وشعبه وأمته أي انتمائه الى تاريخ الامة ورسالتها الخالدة ... ومن هنا أقول ان الولاء لقادة ( البعث ) إنما هو نتيجة لانتمائهم الحقيقي لهذه الامة والى تاريخها المجيد بإيمان وصدق . واختم مقالي هذا بالمثل الذي يقول : ( أعطني كل ما يشعرني بالانتماء لك وللأشياء التي حولي أعطيك الولاء ) .