تكثفت الجهود في الاونه الأخيرة وزادت وتيرة الحراك الشعبي والرسمي والدولي لمناصرة الأسرى والمعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال النازي الصهيوني وخصوصا بعد المآثر العظيمة التي سطرها عدنان خضر ورفاقه المعتقلين اللذين تحدوا بجوعهم وصبرهم إدارة السجون الفاشية وسجلوا أروع صفحات النصر والمجد في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية وتمكنوا من خلال صمودهم الأسطوري رفع قضية الأسرى إلى المحافل الدولية ومختلف المنظمات الحقوقية الإنسانية متسلحين أيضا بجهود المؤسسات والمنظمات والجمعيات والفصائل الفلسطينية المتضامنة معهم خارج أسوار السجون الصهيونية حتى باتت قضية الأسرى من أولويات الجهد النضالي الفلسطيني والعربي . وبالتزامن مع تلك الجهود تفاعلت الجامعة العربية مشكورة مع الحدث الفلسطيني بعد الإضراب المفتوح عن الطعام الذي فجره عدنان خضر وشارك فيه معظم أسرى الحرب في سجون الاحتلال . لكن هذا التفاعل من قبل الجامعة العربية أصيب بالنكسة عندما اختيرت العاصمة العراقية بغداد لإطلاق أعمال المؤتمر الدولي حول الأسرى في الحادي عشر من كانون الأول ... فبغداد الرشيد لم تعد صالحة بعد الغزو الأمريكي لأراضيها لاحتضان هذا المؤتمر الذي يحمل رسالة المعتقلين المظلومين في سجون الاحتلال للعالم والإنسانية في الوقت الذي تعج فيه أزقتها وأحيائها بالسجون السرية والعلنية وفي الوقت الذي يزج بعشرات الألوف من شباب العراق وماجداته في تلك السجون دون محاكمه ويلاقون الأبشع أنواع التعذيب تصل إلى حد الموت والتمثيل بالجثث ناهيك عن اغتصاب الماجدات على مرأى ومسمع كل شعوب العالم ومنظمة العفو الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان المنتشرة في إنحاء المعمورة . إن مشاهد أبو غريب وحكاية السجون السرية وثقب الجماجم بالمقدح الكهربائي واغتصاب الأسيرات الماجدات وقرارات الإعدام بالجملة التي تصدرها الحكومة العراقية كفيله بان تضع الجامعة العربية عند مسؤولياتها وتعيد النظر بقرارها الاسوء في تاريخها بجعل بغداد حاضنه رسالة الأسرى للبشرية وقبل فوات الأوان .