أوشكت الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة أن تصل الى حافة الحرب العالمية الثالثة ،بعد تدهور العلاقة بين تركيا وسورية ،والتي وصلت الحالة الى القصف المتبادل بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين ،وذهب ضحية هذا القصف مواطنون أبرياء ، وتحشيد القوات العسكرية والمدفعية التركية على الحدود مع سوريا،وهذا يستند الى جملة معطيات سياسية وجيو بوليتيكية على الأرض،منها تحركات حزب العمال الكردستاني وسيطرته على المدن السورية المحاذية لتركيا بدعم وإيعاز من النظام السوري ،واتساع سيطرة الجيش السوري الحر على مناطق واسعة من المدن السورية وإخضاعها لسيطرته ،ووصول حسم معركة حلب المصيرية بالنسبة للطرفين ( النظام السوري والجيش الحر ) ،والذي سيحسم خلال الأيام القليلة القادمة ،والذي سيفتح الأبواب على مصراعيها نحو تداعيات اخطر على جميع الأطراف بما فيها تركيا والعراق،إذ أن حسم معركة حلب لصالح الجيش الحر معناه الوصول بسهولة الى دمشق وإسقاطها وإنهاء النظام فيها الى الأبد،وهو الأمر الذي بدأت ملامحه تتأكد على الأرض في اليومين الماضيين،بعد تسجيل انتصارات عسكرية للجيش السوري الحر في حلب وحمص ودمشق وادلب ودير الزور وحماه ،وإسقاط طائرة حربية سورية في ارض المعركة واسر ابن عم بشار الأسد ( حسام الأسد ) قائد إحدى كتائب والشبيحة في حمص ،وانهيار أكثر من كتيبة وفوج عسكري وقادة عسكريين وانشقاقهم عن النظام الذي بدا يشهد انشقاقات مهمة في الجيش والحكومة ،إضافة الى اصطفاف الدول اغلب العربية والغربية وأمريكا لمساندة الجيش الحر والمعارضة السورية بكل فصائلها ودعمها بالسلاح الثقيل والصواريخ والمعلومات والمقاتلين والإعلام وغيرها ،وتعمل هذه الدول على إقامة المنطقة العازلة للزحف على دمشق وإسقاط النظام،في وقت وصلت عشرات الطائرات والقوات الأمريكية مطار بغداد ،وبدأت انتشارها في أماكن منتخبة من الحدود العراقية السورية بحجة منع مرور الميليشيات العراقية والحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني،ومنع مرور الطائرات الإيرانية المحملة بالأسلحة والمقاتلين الى سوريا عبر الأجواء العراقية،وفعلا باشرالفريق الأمريكي انتشاره في مطارات العراق لهذه المهمة،وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ( أن الحرب ممكنة مع سوريا الآن ) ، مستندا الى إشارات أمريكية ومن مجلس الأمن الذي أدان القصف السوري للأراضي التركية مما خلق مبررا لشن الحرب التركية على سوريا كمرحلة أولى للتدخل الغربي لحلف الناتو في هذه الحرب بحجة الاعتداء على عضو في الحلف،أما ايران وروسيا فلم تخفيا التهيؤ لهذه الحرب بل وقالها صراحة قادة طهران ( ان امن سورية خط احمر بالنسبة لإيران ) ،وكذلك لافروف وزير الخارجية الروسي ( الذي يصر على عدم السماح بالتدخل العسكري الأجنبي على سوريا مهما كلفت النتائج ) ،وما زيارة وزير الدفاع الإيراني احمدي وحيدي الى العراق واجتماعه مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع العراقي وقادة التحالف الوطني وزيارته المريبة الى سامراء واجتماعه بقادة العمليات العسكرية في بغداد وسامراء ، والذي صرح للإعلام ( بان زيارته تدخل في باب الاستعداد والتحضير لما سيحصل لسوريا والذي سينعكس على الأوضاع في كل من العراق وإيران ويشكل خطورة قصوى على النظامين وتداعيات هذا السقوط المدوي على المنطقة برمته ) ،هذا التخوف الإيراني والعراقي له ما يبرره على الأرض،إذ أن الأوضاع العراقية تزداد سوء ( تفجيرات واعتقالات واغتيالات وصراعات سياسية قاتلة ودموية وتسقيطية وخلافات لا حدود لها بين الأحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية ) ،مع أزمات تتوالد يوميا بين الأطراف تزيد الأوضاع توترا وتصعيدا خطيرا يدفع ثمنه المواطن العراق،وتشهد ايران تصعيدا آخر هو الربيع الإيراني الثاني والأخير بسبب انهيار الريال الإيراني وتشديد العقوبات الأمريكية والغربية الأوروبية على طهران، في وقت أقدمت إدارة اوباما على رفع اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من لائحة الإرهاب الدولي وهو انتصار كبير لمجلس المقاومة الإيرانية الذي تقوده السيدة مريم رجوي، وهو مؤشر يثير التساؤل لماذا في هذا الوقت ترفع أمريكا صفة الإرهاب عن هذه المنظمة بعد قصقصت أجنحتها في العراق وسحبت الأسلحة الثقيلة والخفيفة والدعم عنها إبان احتلالها للعراق عام 2003، هو إذن توقيت له مدلولات واضحة على عملها ومخططاتها في المنطقة بعد تغيير النظام السوري ، وليس من قبيل الصدفة أبدا ، باختصار شديد ومباشر نقول هل تريد أمريكا وأوروبا من يشعل شرارة الحرب على سوريا ، وان يكون اردوغان رأس النفيضة في ذلك وحامل شعلة الحرب العالمية الثالثة في المنطقة ، هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة بعد أن شهدنا الأحداث الدراماتيكية على الحدود التركية السورية . انه شبح الحرب الذي بدأت زعانفه بالظهور في أفق منظور لا تخطئه عين الرائي ... بلى طبول الحرب تتسارع ضرباتها على ايقاع نشاز ... ونشاز جدا ......... ودموي؟؟؟؟؟؟