بسم الله الرحمن الرحيم (( ادخلوا مصر إن شاء الله امنين )) صدق الله العظيم تحية لمصر وشعبها : حين خص الرفيق القائد عزة إبراهيم أبن مصر إبراهيم سنجاب والأهرام القاهرية بحوار موسع كان لذلك الحدث معان كبيرة ومقصودة يقف في مقدمتها توجيه التحية لشعب مصر شعب الكنانة شعب العروبة ورسالتها الخالدة شعب الحضارات العريقة حضارة وادي النيل صنوا حضارات العراق سومر وأكد وبابل وأشور والحضارة الإسلامية الزاهية والمزدهرة في زمن العباسيين وهي تحية لمسيرة مصر الوطنية القومية الحضارية منذ صلاح الدين ومحمد علي باشا إلى القائد العربي الكبير الهمام عبد الناصر. لقد أستعرض الرفيق قائد الجهاد والمقاومة الشعور العربي حين تناخى كل أبناء العروبة لمصر في مظاهرات حاشدة، والعراق لم يكن بمعزل عنها بل كان في المقدمة حين شارك أبناء الأمة مناصرتهم شعب مصر وثورته ضد العدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي ، فعبر عن شعوره بتلك الاحداث التي مثلت الضمير والوجدان بقوله (( ظلت بورسعيد العروبة منذ ذلك الحين محفورة في ذاكرتنا وفي قلوبنا، معقلا للصمود والبطولة والفداء والإباء والشموخ الوطني والقومي، فتوحدنا مع مصر قلبا وقالبا منذ ذلك اليوم، ثم صفقنا وهتفنا بحرارة لميثاق الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا في السابع عشر من إبريل 1963م، الذي للأسف لم يأخذ طريقه إلى التحقق)). هنا يبرز دور مصر القومي في هذه المرحلة الحساسة وما تمثله من رمزية في حياة الشعب العربي، فشعبها يتمتع بروح ثورية لكونه صاحب الثورات والانتفاضات منذ أحمد عرابي وسعد زغلول ثم عبد الناصر قائد مسيرة النهوض القومي في الأمة قائد ثورة 23 يوليو ثورة الأمة من محيطها إلى خليجها التي كان على رأس منجزاتها تثوير الجماهير العربية وحشدها ضد الاستعمار والهيمنة والتخلف وضد الإقطاع والرجعية ثم الجلاء وتأميم قناة السويس والتصدي البطولي للعدوان الثلاثي الغاشم ثم بناء السد العالي وإقامة الصرح الصناعي المتطور المدني والعسكري. لذا أستحق شعب مصر تحية قائد الجهاد والمقاومة الرفيق عزة إبراهيم كي لا يشعرهم أو يحملهم مسؤولية الخطأ الذي أرتكبه نظام حسني مبارك حين أقحم مصر بمسايرة خطة العدوان على العراق وأيد تجاسر الدول المارقة على شعبه الكريم فبادرهم قائد الجهاد والمقاومة بروح قومية قيادية وسمو نفس عال لإدراكه ان سر العلاقة المستقبلية يكمن في التسامي والتغاضي حين الاقتدار، وحيث ان القرارات السياسية في مرحلة معينة قد لا تكون على الدوام نابعة من ضمير الشعب وإنما تمثل ارادة الحكام لذا اتجه القائد هذا الاتجاه ولسان حاله يقول اعتبروا ولا يغرنكم ما أصبح فيه أهل الغرور وبقوله (( اليوم أحيي أبناء شعبنا المصري المناضل مرة أخرى وهو يقطف ثمار ثورته المجيدة في أول انتخابات حرة وشفافة ونزيهة قال شعب الكنانة فيها كلمته، وإننا لنتطلع إلى ضرورة عودة الدور الريادي والقيادي لمصر العروبة في مسيرة الأمة الجهادية، من أجل التحرر والتقدم والتطور، آملين أن تحقق الثورة كل عوامل ومستلزمات حمايتها وتصويب مسيرتها من محاولات التدخل الأجنبي بهدف حرفها عن أهدافها أو احتوائها، متمنين لشعبنا المصري الشقيق دوام العز والمجد والرفعة في ظل ثورته المجيدة))، هذه الكلمات فيها الكثير من الدروس والعبر التي يجب ان تستخلصها الشعوب وكذلك الحكام. ان مواقف العراق كانت على الدوام مواقف معبرة عن الحب والود لمصر وشعبها ومقدرا لدورها في نضال الأمة العربية، ففي أشد الظروف وأقساها كان العراق يؤدي واجبه القومي تجاه الشعب العربي وفي مقدمته شعب مصر، وحين يتم التطرق الى بعض من تلك المواقف رسميا أو شعبيا فهي تذكر بكل غبطة وسرور وينظر لها باعتبارها واجبا قوميا ومن بين تلك المواقف المشهودة احتضان العراق من العمالة المصرية ما يقرب من أربعة ملايين شقيق مصري في مختلف قطاعات العمل والبناء واستقباله الكثير من كتاب مصر ومثقفيها وعلمائها وشعرائها وفنانيها. اذن مطلوب مقابلة تحية الرفيق المجاهد عزة إبراهيم والتي أطلقها نيابة عن شعب العراق بالعمل الجاد ومواصلة الضغط من أجل العودة السريعة لشعب مصر لممارسة دوره الطليعي والريادي وهذه العودة تحتاج الى توافر الارادة لإعادة تأهيل الذات، كما ولها ميزات تسعفها في هذا المجال كالموقع الجغرافي والتراكمات التاريخية المشرفة ومركزيتها في الاحداث العربية، فحينما كانت مصر فعالة على الصعيد القومي والعربي كانت بعين الشعب العربي نهجا يستنهض القوى الحية من المحيط الى الخليج، فالمواطن العربي لا يسره ان تتنحى مصر صاحبة الارادة الوطنية، نستنتج ان الرفيق قائد الجهاد والمقاومة أراد ان نضع عينا على الماضي لنعتبر منه وننتقل منه الى المستقبل فالماضي قد أنتهى ولا يمكن التحكم به بينما المستقبل تصنعه الشعوب.. يتبع بمشيئة الله الجزء الثاني .. mmsskk_msk@yahoo.com