نتكلم كثيرا عن دور الأب في التربية وهو مهم لان الأب قدوة لأبنائه , فان كان تقي انعكس عليهم وان كان وطني كذلك ويلعب دورا عندما يكون متعلم ومثقف يتمسك بمقومات أخلاقية رفيعة ، عينه على أولاده باستمرار مما يجعله عمودا ساندا لتقويم الأولاد ولكن يأتي دور الأم أهم بكثير من دور الأب لان البنت تقلد الأم وتحذوا حذوها وكذلك الولد ينظر لامه نظرة ثاقبة . ابتداء من علاقتها مع والده حتى واجبها اتجاه الأبناء ، كيف تعاملهم ؟ هل هي متعلمة توصل إليهم ما تعلمته من حرص ، أم تريد أن تعد أسرة سماتها التعاون , الألفة , الصدق , الحرص , الحب لتتسامى هذه السجايا إلى العائلة الأكبر التي هي الشعب. فمثلما ترضع الأم الابن حليبا لكي يكبر وينشا قويا معافى , عليها مهمة إرضاعه حب الوطن والشعب والحرص على المال العام والتفاني في البناء والإبداع والتزود بالعلم والدراسة الجيدة وان تزرع فيه بذرة البحث عن وسائل التطور والمنافسة الشريفة وكيف يختار الأصدقاء الذين هم كنفسه حريصون عليه يقومونه إن أخطا ويشجعونه أن أصاب . يأخذون بيده أن ضعف ويستعانون به إن قوي . تبرمج له وقته دون ضغوط أو إكراه ، وقت للدراسة وأخر للراحة تهتم بنظافته وملابسه وهواياته ، فينشا معتدا بنفسه يراقبها بمنظار ذاتي فيتجاوز الهفوات والعثرات ويخط طريقا سليما ، مبتعدا عن أي اعوجاج . وكذلك دور الأم أهم من دور الأب للأسباب التالية 1_الدور الامومي منذ الولادة حيث هو في هذه المرحلة يترعرع في حجرها وتحت رعايتها بالكامل . 2-- هي التي تقوم بالإشراف والإعداد له كل شيء ، ابتداء من الأكل واختيار الملابس والحاجات والملاعب. ليس أي ملاعب بل التي تطور الذهنية والتفكير وتزرع الحب والروح الاجتماعية ، وحب الوالدين وقبل كل ذلك الإيمان ومعرفة الأوامر الربانية وكيفية تطبيقها سلوكيا . فهو عندما يرى والديه يصليان بخشوع ورهبة أمام الخالق ويرى أن الأم تتمسك بروح الآيات القرآنية في العلاقات مع الأولاد ومع الجيران وتمتد هذه العلاقة لتشمل ابناء المحلة ومن خلف ذلك إفراد الشعب ، تتولد لديه صورة رائعة ولكلا الجنسين الولد والبنت فيعمل كل منهم جاهدا لكي يقلد الأب وإلام وكذلك الأكبر من الإخوة ممن زرعت فيه هذه السجايا الطيبة . نعم الأم مدرسة نموذجية بالمقاييس التربوية تتجاوز المدارس التقليدية أو تدعمها بالإمكانيات التي من شانها إن تساهم في تفعيل دورها في إتمام الرسالة التي تقع على عاتق المعلم والمدرس صعودا . وهناك أمثلة حية لمسناها . يأتي دور الأم فيها فاعلا. فمهمة الدفاع عن الوطن ليس سهلة بل تحتاج إلى عطاء باهظ وتر وقد يكون الدم أو الأذى بإشكال متباينة. ففي معارك الشرف والجهاد كانت الأم تلعب دورا في صمود واستبسال الابن عندما تشجعه وتذكره بالرجولة وحب الوطن والدين وحماية العرض والمال وتحكي له قصص الرموز في التاريخ وكيف كانوا يقدمون الغالي والنفيس لعز الوطن والإسلام وتجذير قيم الأمة لتنمو في الأجيال اللاحقة . فهي عندما تتذكر الخنساء وما قالته بعد استشهاد أبنائها الاربعه حيث حمدت الله وشكرته على استشهادهم ولم تبكي . هذه رمز للمرأة المؤمنة الواعية سوف تنطلق في إن تقترب من هذه المرأة الرمز أصيلة العروبة . والحالة النموذجية وفي الوقت نفسه تتولد لديها روح اقتحامية في دعم ابناء ها وشد أزرهم ليواصلوا المسيرة بكل ما فيها من صعاب ، نعم كان دور الأم في القادسية دورا بارزا ، فالأم القوية في العزم والشكيمة تجد أبنائها أقوياء في أداء الواجب يفضلون الموت على الحياة من اجل أن لا يدنس تراب بلدهم أو يثلم شرفهم لذلك كانت التضحية بقبول وإيمان من اجل قضية سامية . والعكس بالعكس الأم التي ينقصها التعليم والدين ومحبة الوطن والثقافة العامة تراها متطيرة خائفة مهزوزة غير مؤمنة بقدر الله تشجع أبنائها على الهروب وعدم أداء الواجب مثل هذه العوائل وقعت ضحية لأوامر المحتل والتأثير الإيراني المسموم فكريا . وقد مارست مثل هكذا أمهات دور تخريب في عقلية الأبناء فهي تلعن وتسب أمام أبنائها مما ولد ردود فعل غير وطنية خدمت الأجنبي المحتل والعملاء فهي تبث روح الخوف والتراجع وقد يكون قدوة سيئة لإقرانه عكس الذي تزرعه الأم الناضجة الواعية ولذلك قالوا ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) أم , أخت , زوجة فهي بمثابة قاعدة الانطلاق كلما كانت رصينة كلما كانت قوة الدفع والتسامي عالية ومن هنا يأتي دور الإباء والأمهات في إعداد البنت المرأة التي ستصبح إما نموذجية في المستقبل وقد قال الشاعر ((الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق )) استطيع أن أقول إن إلام المحصنة التي تمتلك الوقاية هي التي تشكل حجر الأساس في زاوية بناء المجتمع، فتراه مجتمعا تسوده المناعة والاستقرار يمتلك جيلا قويا يدافع في الشدائد ، صبور على الملمات ، يتمتع بعزم وشجاعة مبعثها الإيمان بمفردات القضية ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى دور المرأة في تنمية حب الوطن والتبصير بشر الأعداء وما يجري في العراق من كوارث الاحتلال وكيد الكائدين والمتآمرين وبالقدر الذي نعد المرأة يكون كسبنا وبها نربح الشباب ونمنع الضياع والتسيب , لنختزن قوة نفجرها وقت الحاجة . وها نحن اليوم نحتاجها فيا أيتها الأمهات كن خنساء لكي لا يتكالب الأعداء على عراقنا الحبيب ويكثر السراق واللصوص والذين يدمرون ويخربون في البلد ، وهدمهم ليس الحاضر بل تدمير الماضي بإزالة معالمه الحضارية والمستقبل كمشروع للأجيال التالية لإضاعة وحرمان أبنائنا بل جعلهم أذلاء ضعفاء كما هم يعملون ألان على التهجير والتشريد والسعي لإيقاف عجلة التقدم . بل أوقفوها وما على الجيل الناهض إلا أن يجاهد ويقاوم ليوقف هذه البربرية الإجرامية التي تمارسها القوى الأمريكية والإيرانية ومن تعاون معهما ويمنع الأعداء من تنفيذ مشروعهم القذر في العراق والمنطقة ولتكن المقاومة وسام على صدور الأمهات قبل الإنباء ، كانت المرأة عندما تزغرد تستنهض الغيرة والحمية في الرجال وهي ألان اكثر تطور وتعليم فتستطيع أن تبث العزم بالكلمة الهادفة والقصيدة المعبئة . فهي تعبئة دائمة من اجل المقاومة والتصدي للأعداء وبمختلف أنواعها العسكرية والمدنية فلا تجعلن المثل المكي ينطبق على أبنائكن ( لا في العير ولا في النفير ) بل لينطبق عليهم قول الشاعر والفارس العربي عنترة بن شداد أنا في الحرب العوان غير مجهول المكان أينما نادى المنادي في دجى النقع يراني نعم ليستغلوا كل حيز من وطنهم فيذودوا عنه بفخر وكبرياء من اجل العز والكرامة والعيش الرغيد والاستقرار والأمن عاش العراق مهد الحضارات عاشت المقاومة الباسلة المجد والخلود لكل ذي مروءة وشهامة وحب لوطنه