فذاك سيد الخلق ( محمد ) عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ياسيدي ... لو قلت لي مُتْ متُّ سمعاً وطاعة ** ولقلت لداعي الموت أهلاً ومرحباً الحقيقة, قد يجد المرء نفسه في وقت من الأوقات من أنه ليس بكامل الأوصاف! وأنه ليس بذلك الرجل الذي يمكن أن يفعل ما يقوله!! فالمشاعر مؤسفة, حزينة بل غاضبة ؟ فكل منا قد سمع عن قصة فلم يهود هوليود سيء الصيت! الذي يفتقر لأدنى الأخلاق والقيم الفنية وليس شروطها, وفاقد الشيء لايمكن أن يعطيه, فمن يفتقد الدين والأخلاق فلا ترج الخير منه! تلك هي أمة الأقزام أمريكا. مع ذلك, فقد أخذتني الدهشة حقيقة, فالإساءات تتكرر كل يوم في إستفزاز مشاعر المسلمين! بحجة حرية الرأي والديمقراطية الجديدة! بدأت من سلمان رشدي في لندن, مروراً بالدنمارك في الرسوم المسيئة, لتنتهي ( إن كانت ستنتهي ) في هذا الفلم الأمريكي الإرهابي المخزي والمشين بحق من أنتجه والدولة التي رعته متبجحة على الله بقوانينها, فقد أثبتوا فعلاً عدوانيتهم لله تعالى وخلقه أجمعين, وكذلك حقدهم الأعمى للإسلام والمسلمين. ( وجيب قلب يتحمل دمك الذي يفور في عروقك ) , فمن منا لايغار على الحبيب المصطفى, أو لاتدمع عيناه لمجرد ذكر الحبيب المصطفى ؟ عذراً منك يا رسول الله فقد أعتدوا عليك وآذوك ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذابٌ أليم ) . وأمتك في سبات عميق, عذراً سيدي فهذا هو حالنا, فقد شغلونا بالدنيا وأبوابها ونحن غافلون. من المعلوم أن حبَّ الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) هو غاية كل إنسان مؤمن بالله تعالى, لأن أصل العبادة هي محبة الله, والتي تتحقق بإتباع أوامره وإجتناب نواهييه, وقد أمر تعالى حب نبيه وإتباعه كما في قوله تعالى ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) [1]. وقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) , لذلك فمسألة حب الرسول الكريم هي عقيدة راسخة في نفس كل مؤمن بالله ! ومن مظاهر محبة الله ورسوله هو نصرة دينه والغيرة عليه وعلى رسوله ! وهنا يثار إلينا السؤال عن السبيل لنصرته صلى الله عليه وسلم ؟ فإذا كان الجواب هو بحرق السفارات ونهبها وقتل رعاياه ( مهما كانو ) أو التهديد بإستهدافهم, فاقول لكم أن ذلك ليس هو السبيل لنصرة الحبيب المصطفى! لأن في ذلك طعناً للإسلام والمسلمين. ولو كان الحبيب المصطفى بيننا اليوم لفعل مثل مافعله سابقاً مع أبي سفيان وزوجته هند التي قتلت عمه حمزة. وله في ذلك نهج عظيم, فسنته واضحة للجميع كيف كان يتعامل مع من أساء إليه إبتداءاً من جاره اليهودي الذي كان يؤذي الرسول الكريم بسكب النفايات على بيته صلى الله عليه وسلم, وإنتهاءاً بكفار قريش ( أذهبوا فانتم الطلقاء ) تلك هي عظمته صلى الله عليه وسلم فقد وصفه الله تعالى بقوله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ! إذ لايتعجب من ردة الفعل أكثر مما يتعجب من الفعل نفسه, فعلى كل إنسان مسلم أن يكون حريصاً كل الحرص على ضبط تصرفاته وإحتساب خطواته. لأن الإندفاع وراء العواطف لايأتي إلا بالجهل والضرر على الأمة, ولا ننسى قول الله تعالى ( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) [2]. فالأمر وأن كان جللاً على قلوبنا ومشاعرنا, فقد أصابوا صميم العقيدة, ولكن! العقل والمنطق يقتضي الصبر والحكمة, لكي نفوت الفرصة على أعداء الحبيب المصطفى للنيل من الإسلام. لأنها مؤامرة مخطط ومدبر لها في اليوم والساعة ( ذكرى الحادي عشر من سبتمر ) , الذي ألصقوه بالإسلام عنوة بسبب جهلنا وغفلتنا عن مخططاتهم الإستعمارية ومآربهم الشيطانية, فكانت النتيجة هي إحتلال أفغانستان والعراق وما آل إليه حال الأمة العربية اليوم. لذلك أخي المسلم الكريم جسد حبك وغيرتك على النبي صلى الله عليه وسلم بنصرته ونصرة دينه, فلاتتناقل هذا الفلم المسيء ولاتساعد على نشره أو نشر روابطه الى أي شخص كان. ونسأل الله أن يلهم أمتنا الصبر ولأولي الأمر الحكمة في التعامل مع هذا الفعل المستفز, بالشكل الذي يحفظ لنا على أقل تقدير مابقي لدينا من قدر وكرامة. اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك, واحفظ اللهم الإسلام والمسلمين وأنصرهم وأنصر حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم, وأحفظ المجاهدين المرابطين المقاومين وقيادتهم الحكيمة في العراق والأمة الأسلامية وأنصرهم على كل من تجرأ على دينك ونبيك ومقدساتك. اللهم آمين . ( 1 ) آل عمران/آية 31( 2 ) الأنعام/آية 17