في مثل هذا اليوم 22 / 9 / 1980 و بعد الاتكال على القادر الجبار و ثأرا لدماء أبناء شعبنا التي سفكت على أيادي الطغمة الظالمة في قم و طهران فقد نفذت قواتنا المسلحة و بكافة صنوفها هجوما عزوما على معسكرات و تجمعات القوات الإيرانية و المطارات العسكرية و التي كانت تنطلق منها سهام الشر نحو عراقنا الحبيب و شعبه البطل , فقد دك صقورنا البواسل العديد من المطارات التي كانت تنطلق منها غربان العدو الإيراني لتنفيذ اعتداءاتها نحو بلدنا العزيز وقامت قواتنا البرية بتحرير منطقتي سيف سعد و زين القوس على حدودنا الشرقية و التي سبق و أن احتلتها القوات الإيرانية في وقت سابق .. جاء هذا الرد بعد سلسلة من الاعتداءات التي لا حصر لها على ارض العراق و أبناء شعبه و بعد تحذيرات من الحكومة العراقية لهذا النظام و ذكرته بأن هذه الاعتداءات هي ليست لهوا ولا مزحة و أنما تندرج ضمن توصيف الأفعال الحربية و طالبته في مذكرات عديدة زادت عن 250 مذكرة احتجاج و شكوى و بيان وجهت إلى هذا النظام و إلى الأمم المتحدة و مجلس الأمن و الجامعة العربية و مجموعة دول عدم الانحياز و كافة الهيئات الدولية و الإقليمية و طالبت الجميع بالتدخل لدى الجانب الإيراني لإيقاف اعتداءاته المسلحة ضد العراق فورا و نبهت هذه المكاتبات الرسمية المجتمع الدولي بخطورة الموقف لأن العراق سوف لن يصبر أكثر من ذلك وهو يرى دماء شعبه تسيل من جراء اعتداءات النظام الحاكم في بغداد و باقي مدن العراق و تتعرض منشئاته النفطية و الصناعية و مراكزه الحدودية للقصف بالطائرات و المدفعية و الصواريخ و التهديد بإسقاط نظامه السياسي من خلال تصدير الثورة الخمينية البائسة إلى العراق و دول المنطقة العربية تنفيذا للدستور الذي سن بعد الثورة على نظام الشاه .. و قد ذهب العراق إلى ابعد من ذلك عندما طلب من العديد من دول العالم و خاصة الإسلامية منها التوسط بين العراق و بين إيران لإيقاف هذا العدوان و في نفس الوقت كان دهاقنة طهران يرفضون كل مسعى خير لوقف أطلاق النار, كانوا يهددون باحتلال بغداد ... إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل و زادت من تعنت هذا النظام و إصراره على مواصلة عدوانه عادا كل ما قام به العراق لإيقاف العدوان الإيراني ما هو إلا دليلا على ضعف العراق و خنوعه و عجزه عن رد القوات الإيرانية و إيقاف أعمالها الإجرامية بحق شعبنا .. وعليه فقد جاء الرد الساحق الماحق الذي وجه ضربه أفقدت صواب هذا النظام .. ففي الوقت الذي أعلن فيه العراق طلب وقف إطلاق النار بعد أسبوع واحد من يوم الرد استجابة لقرارات الأمم المتحدة و المنظمات الدولية و الوساطات التي قام بها عدد من رؤساء الدول العربية و الإسلامية و أعلن عن استعداده لبدء مفاوضات بين الطرفين و تحت إشراف وسطاء من الأمم المتحدة و الجامعة العربية لحل النزاع القائم بين البلدين .. رفضت إيران هذا المقترح فورا و أصرت على احتلال العراق و إذلال شعبه ... و طيلة فترة الحرب التي دامت ثمان سنوات قدم العراق عروضا عديدة لوقف إطلاق النار و أصدرت الأمم المتحدة القرار تلو القرار و كذلك فعلت العديد من المنظمات الدولية بوقف إطلاق النار إلا أنها جميعا رفضت و بسبب هذا الرفض سالت دماء غزيرة و عزيزة من دماء أبناء البلدين و قدم العراق قوافل من الشهداء ثمنا للحفاظ على العراق و شعبه و صيانة سيادته و استمر مدافعا عن شرفه لأيمانه المطلق بعدالة معركته التي كانت بحق معركة وجود حتى أكرمنا الله بنصره العظيم عندما أعلن الخميني و بعد سلسلة من الانتصارات الكبيرة التي حققها جيشنا الباسل يسانده شعبا موحدا جبارا بأنه تجرع كالسم قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار و وافق عليه مرغما و الذي ينص أيضا على الدخول فورا في مفاوضات الحل النزاع بين الجانبين ... و تم وقف إطلاق النار و أصبح 8 / 8 / 1988 رمزا لبسالة و شجاعة شعب العراق الأبي مقترنا بالنصر الكبير الذي حققته الصولة الكبرى في 22 / 9 / 1980 ... و بهذا النصر و بأيامه الخالدة و معاركه الجهادية الكبيرة طيلة مدة العدوان الإيراني الغاشم , أعاد شعبنا و قواته المسلحة العزة و الكرامة لأمتنا العربية و لديننا الحنيف و الروح الجهادية التي تحلى بها رجال العراق الشجعان مستلهمين العبر و الدروس من المعارك الخالدة التي خاضها رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين و من جاء من بعدهم في نشر الإسلام بعدله و سماحته وما أبدوه من تفاني و تضحية في سبيل الإسلام و الوطن و حققوا انتصارات سطرها التاريخ بحروف من ذهب . عاش العراقالرحمة و الغفران لشهداء العراقالخزي و العار للأذلاء و عملاء الأعداء