ولا ندري ما الذي يجعل العراقيين يفضلون الحفر وبكل ما فيها من نتانة وضيق نفس . أيخشون صعود الجبال أم أن هواء الحرية يخنقهم ؟ . والمعروف عبر كل التاريخ أن العراقي مكانه دائما الربا والمعالي ، وهو أشم ، مقداد . يصارع الباطل من اجل الحق وينتصر له حيث كان . فلماذا هو ساكت إزاء ما يحدث واقصد الغالبية الذين استهوتهم لمعة الدولار وبريقه ؟. إن الذي يجري ليستنهض كل ذي مروءة وأصالة وحمية . حضارة تدمر وشعب يشرد وخير ينهب ومقدسات تدنس وشوامخ تسقط بأيد وسخة ونفوس عفنها اللؤم والحقد والكراهية الممتدة عبر ألاف السنين . حملة صفوية تريد مسح العراق من الخارطة العربية وضمه إلى فارس . وسلخ العراقي من كل المزينات . الأخلاقية ، المروءة ، الكرم ، الإباء ، الرجولة ، الشجاعة ، الإيمان والحب الذي يتسامى في الأرض الطيبة ، منار العلم وبيت العلماء . نعم لا تقبل فارس بأقل من أن ترى العراق ساحة لكلابهم الجر باء وسوق لبيع المخدرات وإشاعة الفساد لتعطيل كل الطاقات الشبابية ودثر بل اجتثاث كل حالات الإبداع بمتابعة قتل العلماء والمبدعين وتغيير المناهج التي هي عبارة عن تراكم ممتد على طول تاريخ العراق وموشح بالبراقع الإسلامية والتراث الإسلامي المتزاوج مع كل ما هو ايجابي في العهود التي سبقت الإسلام . نعم إن ما يتكلم به الآن بعض الساسة المشحونين بالفولتية الإيرانية حول الطيف الاجتماعي والحرية والإنسانية ، هو لغو وسفسطة يخدرون بها أعصاب الناس ويخدعوهم . بينما الحقيقة أن الطيف موجود في روح وجوهر الحضارة العراقية والعربية قبل وبعد الإسلام والشواهد على ذلك كثيرة . فأنت لا ترى نفس للطائفية في العصر الإسلامي . إلا عندما دخل البرامكة تحت إبط هارون الرشيد وتغلغلوا في شؤون الدولة العباسية ، فاثاروا الفساد والطائفية والتناحر ومارسوا التخريب عبر العصور اللاحقة . كأيام إسماعيل الصفوي ونادر شاه وقبل الإسلام كان الساسانيون والموجات العيلامية الغازية للعراق وما معارك نهر الكرخة إلا واحدة منها . وعليه لنجعل قلوبنا على رؤوس الرماح مشاعل لتنير وتطرد الظلام وتبصر من فقد البصر والبصيرة وليسمع صوتها كل إذن ، إنا نحترق كي يسعد الآخرون ويعم الأمن والأمان . لان الطواغيت لا مكان لهم في الضياء ، فهم دائما يحتمون في المخابئ والدهاليز ويسلطون كلابهم المسعورة كي تنهش لحم الأبرياء والضعفاء وممن لا حول لهم ولا قوة إلا بالله . واعلموا إن الليل لمنجل وان القيد لمنكسر إذا ما أراد الشعب الحياة مقرونة بالعز والكبرياء والشموخ . فلنركب لها المخاطر ، كي نعيدها بعد أن سلبت وشوهت كل معالمها الإنسانية والقيمية . وإلا سنكون عبيدا لفارس ، يقودنا العملاء إليهم قسرا . مطأطئي الرؤوس . فاقدي الشخصية العربية التي شع نورها من خلال الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم والرسالة السماوية . نعم كان محمد كل العرب والعرب محمد صلى الله عليه وسلم . فلا نفتح الأبواب بأيدينا وندخل سم المجوسية وعفن الزنادقة لنسمم به الأجيال اللاحقة . حذار أيها العراقيون من ساسانية جديدة وحرق بابل مرة أخرى ، وعشرات الكورشيين والصفويين . واحذروا من لباس الخداع واللحى والكلام المزوق والمعسول . إن الشيطان ليغوي والخطيئة كبيرة . فلا تجنين على من لم يلدوا وتعتيم كل شيء بوجه بنائنا وشبابنا لأننا تخاذلنا وضعفنا . وإنهم لأمانة ثمينة ، فلنحرص عليها كما حرص هاني بن مسعود الشيباني الذي خلده التاريخ كرمز من رموز العراق والأمة العربية عندما أبا أن يسلم أمانة النعمان بن المنذر إلى كسرى الفرس وقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( اليوم انتصفت العرب من العجم ) فانتصفوا لأبنائكم والآتين من بعدهم كي لا يلعنوكم ويلعنكم التاريخ . إني عندما اذكر بيت الشعر الذي قاله ألشابي وهو واحد من أبيات القصيدة أرادت الحياة والتي يستنهض فيها الهمة والغيرة العربية للمقاومة والجهاد ضد الغزاة والمحتلين وبعث الروح العربية الأصيلة لان الحياة تتجسد في الجهاد والمقاومة . ولكي يكون العراق حيا يغذي الحياة لابد أن يكون مجاهدا ومقاوما ضد الاحتلال الأميركي والفارسي ومخلفاته من العملاء . نعم ليقاوم بالبندقية والكلمة التي تفضح أساليب وجريمة العملاء وأسيادهم . لتبث الروح الوطنية في كل شبابنا من خلال نخوة الآباء والأمهات ليكونوا قدوة في حب الوطن والشعب والدين الذي يستهدف والكتاب الذي يمزق هنا وهناك والإساءة إلى الرسول الكريم . وإذا ما أردنا الحياة بعز وكرامة فلنستجيب للقدر ونكسر أغلال الخوف ونرسم طريق الحرية والتحرر بالدماء لتبقى مشاعل تضيء الوطن ومدرسة للأجيال اللاحقة ( وان للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى ) وما النصر إلا من عند الله جل وعلا عاش العراق حرا ورمزا للإباء عاشت المقاومة البطلة الرحمة لشهدائنا والمجد والخلود لأمة سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم