كانت العلاقة بين الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته الخالدة الاسلام العظيم، وبين مشروع النهوض ألانبعاثي المعاصر للعرب، علاقة تواصل عضوي، والتحام حي، قائم على قاعدة فكرية صلبة، تنطلق من مبد ( كان محمد كل العرب..فليكن اليوم كل العرب محمدا ). وبهذه الرؤية الرشيدة،حسم الفكر الثوري العربي المعاصر، طريقة التواصل مع العروبة والإسلام.بمعنى ان التواصل ينبغي ان يكون حركيا وجهاديا، يرفض اي انقطاع بين ماضي الامة وحاضرها،في نفس الوقت الذي يرفض فيه الاتصال الميكانيكي الجامد، الذي لا يعبا بحركة الحال والمال للأمة،من حيث علاقتهما بالتحديات الداخلية والخارجية، التي تعرقل عملية النهوض والانبعاث الحضاري للأمة،والتي تستهدف ابقاءها تراوح في مكانها الواهن، المكبل بكل ارهاصات التخلف. ومن هذا المنطلق،كان الغرب الاستعماري،معاديا لمشروع النهوض العربي المعاصر،تؤازره في ذلك الشعوبية الاقليمية والدولية،بما يعكس الحقد التاريخي الدفين،الذي تختزنه الذاكرة الاستعمارية والشعوبية، وكرهها للعرب،ونبيهم الكريم، ورسالتهم الخالدة الاسلام العظيم، الذي انقذ البشرية بإشعاع التوحيد،وحررها من العبودية الطاغوتية،وارسى دعائم العدل والإنصاف، واحترام الاخر، في سابقة تاريخية لم تألفها البشرية على مر العصور. ولعل النظرة المتغطرسة التي بلورها اليمين الامبريالي تجاه العرب والمسلمين،والصاق تهمة التطرف والتخلف بهم عن عمد، في مسعى شرير للانتقاص منهم ،واقصائهم عن ساحة التأثير،بافتراء وهم الخوف من الاسلام،هو الذي يدفعهم للإساءة المتعمدة الى الرسول الكريم،رمز الحقيقة العربية الاسلامية،في نموذجها المثال المتكامل للقيم الخيرة،التي علمت الانسانية معنى النموذج المتجسد في السلوك،الذي اقترب من مراد الله للناس على الارض على نحو لا نظير له حتى الان. ان الاصرار العربي المعاصر،على الالتحام الحي مع الرسالة الخالدة المتجددة للعرب،والتشبث باستلهام قيم رسولها الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم،هي الوسيلة المناسبة للرد المطلوب،على كل تلك الاساءات الممنهجة، والمستمرة لأعداء الامة،والتي تتصاعد وتيرتها بشكل محموم، كلما تقدم العرب خطوات مهمة في هذا الطريق.