قال الشاعر مطران خليل مطران : ( كل قوم صانعوا نيرونهم قيصر قيل أم قيل كسرى ) ونيرون هذا جيء به من قبل الشعب الايطالي ليرأسهم وكانت النتيجة أن طغى وتجبر . وقد احرق روما . فكان مثال الظالم والمجرم ، حيث دمر روح الشعب الايطالي ورمز حضارته وهي العاصمة روما . والآن تتكرر تجربة روما ونيرون في بلد الحضارات ورمز ثقافتها ، بغداد والنتيجة واحدة والصورة متشابهه مع بعض الاختلاف البسيط . نيرون بغداد هذا تمت صناعته في أميركا وإيران واعد إعدادا ليتولى المهمة . مهمة حرق وتدمير بغداد والقتل والسجون وجرائم شتى . والعيب ليس في دول هي بالأساس عدويه تسعى لاحتلال العراق ونهبه وتدميره . فإيران عدويه منذ قدم التاريخ ، حضاريا وثقافيا وقوميا . وقد شهدت كل الحقب التاريخية تماديها في العدوان ، وعيلام رمز لهذا العدوان الدائم التواصل . وإذا كانت إيران قد ردعت في حرب القادسية الثانية ولجمت ، فليس ذلك كاف بان تتخلى عن عدائها وتعود إلى رشدها .نعود فنقول أن العيب في من أخذته الزوبعة وغرر به أو ارتمى في حضن الأعداء ، فأصبح عميل من الدرجة الأولى ، وهؤلاء هم حجر الأساس للإتيان بنيرون بغداد وما جناه لهو أتعس بكثير مما حدث لروما . فبغداد الحبيبة تدمر وتحرق يوميا على يد هذا الجبروت المدعوم والذي هو اشد عداء لما يسميهم أهله أو أبناء بلده . انه سادي الطباع ، يتلذذ برؤية الجريمة أو الضحية وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وفي الصورة البشعة ، أو انه يتمتع بل يبتهج عندما يرى أن معلما حضاريا قد دمر بالتفجير الذي أصبح كوجبات الأكل بالنسبة للمواطن العراقي . صباحا وظهرا ومساء . نعم انه يطمئن وهو يرى هذه المشاهد ، يعيش النشوة عندما يسمع بالتفجيرات وعدد القتلى والجرحى أو يسمع بعصابات السلب والنهب وهي تصول وتجول تحت حماية الميليشيات التابعة له وللجارة إيران .انه تجاوز نيرون روما . وهو نيرون بغداد باستحقاق عال وامتياز . ومثل هكذا رجل بالتأكيد فقد حسه وضميره إن كان لديه ضمير . لأنه خان الأمانة بكل مفرداتها . الدينية والوطنية والإنسانية والسبب هو الشعب الذي لازال نائم . لان العملية لا رابح فيها ، عدا أميركا وإيران وإسرائيل . والخاسر هو الشعب العراقي بكل فئاته . وما ثقافة وترويج الطائفية إلا وسيلة لشق الصف واستنزاف الطاقات وضياع وبعثرت الوقت لكي يطول عمر هؤلاء الجلادين والطغاة . إن نيرون أصبح يستنسخ في المنطقة العربية ، فهو في سوريا يحرق دمشق مثلما يحرق بغداد وان هذا النيرون أداة طيعة لإيران ومما يجلب النظر أن الصراع الدولي يعتمد على تأجيج الصراع المذهبي والطائفي وقد برز قطبان طائفيان هما ا_ إيران التي تدعي بأنها تناصر ألشيعه في الوقت الذي تتخذ من ألشيعه أدوات للقتل والتخريب والنهب ولمن ؟ لبلادهم وإخوانهم وبني عمومتهم . لتحقيق مآربها في التغلغل في المنطقة وهي واضحة التحرك وما العراق إلا حلقة وصل بين سوريا _ لبنان . فإذا كان نيرون بغداد مهمته تدمير بغداد والثاني تدمير دمشق بوعي أو دون وعي ومن خلال هذا الممر تشعل وقد أشعلت نار الفتنة فيه لتلحق بيروت بأختيها بغداد _ دمشق ليصفو الجو وتعود الصفوية إلى الساحة العربية بينما الطرف ب _ يدعي مناصرة السنة فيدعم المعارضة في سوريا ومناطق أخرى على الساحة كما يغازل الإخوان في مصر والنتيجة القتل والتدمير في سوريا وهناك مخطط تركي من خلال أكراد شمال العراق يستهدف تحريض الأكراد على الانفصال ومن ثم يحرك المسالة التركمانية ويتدخل ليضرب عصفوريين بحجر واحد . 1 -- إنهاء التمرد الكردي . 2 -- الاستيلاء على شمال العراق . وقد يكون الهدف اكبر من ذلك وهو يتحرك بنفس الأسلوب في سوريا ليجد موطئ قدم له . وكلا الطرفيين في صراع بارد وأهداف يناقض بعضها البعض بل هي نار الفتنة لتحرق المنطقة بالكامل ومن يدري قد تخضع لسايكس بيكو جديد . والعرب كل منهم يحاول ألا يقترب من هذا الطرف أو ذاك وكلهم مأكولين . ( على نفسها جنت براغش ) إن البراغش هذه من نوع خاص . براغش مفترسة ونهمة ويا ويلهم منها . إن نيرون بغداد والحليف الجديد نيرون سورية وراعية الفتنة إيران ليهددون العالم العربي بكارثة . الله يعلم كم ستكون مدمرة ومأساوية إن حدثت لا سمح الله وما على العرب ألا السعي بكل ما يملكون لمنع أو لإطفاء هذه الشراء التي تنذر بالوبال . والله رءوف بالعباد وعلى النيام أن ينهضوا ويصحوا لألا يأتي يوم لا ينفع الندم .