تناقلت وسائل الاعلام خبر العثور على المكان الذي دفن فيه جثمان المناضل العروبي الكبير منصور الكيخيا، بعد أن اعترافات المدعو عبد الله السنوسي مسؤول مخابرات النظام الليبي السابق على مكانها، في حديقة فيللا تابعة للمخابرات الليبية أبو رشيد مناضل من طراز نادر، يتمتع بهدوء دل على أخلاقه الرفيعة، و طيبة أصيلة لا تشوبها أي شائبة و عروبة راسخة في ضميره و في مواقفه الوطنية والقومية، وإيمان عميق متجذر بحق العرب بالوحدة الشاملة، و مبدأية لاتتزحزح بالحرية.. حرية الوطن والمواطن في كل اللقاءات التي جمعتنا، و ما أكثرها، غالباً ما كانت الإبتسامة لا تغيب عن وجهه، رغم الأوضاع العربية الصعبة، و هو الذي حمل همومها بدءاً من وطنه ليبيا، إلى قضيتي فلسطين والعراق. و للأمانة لم أراه متجهم الوجه و متوتراً إلا في ذلك اليوم كان عائداً من زيارة للولايات المتحدة، إتصل بي، و ذهبت لزيارته بمنزله في ضاحية "سان كلو" الباريسية. منذ دخولي، لاحظت توتراً و قلقاً على وجههه، رغم محاولته رسم إبتسامة الترحيب. و في معرض حديثه الذي كان لايتوقف إلا عند إلتقاط انفاسه ومتابعة حديثه "الإدارة الامريكية الحالية مجرمة و غبية، و عدا عن دور اللوبيات و خاصة اللوبي الصهيوني، و الشركات العملاقة هناك دور بارز وقوي لتيار المحافظين الجدد المتصهين. و جميعهم يحملون عداء كبيرا للأمة العربية" وأوضح: أثناء زيارتي هناك، اتصل الامريكان بي، و كان حواراً طويلاً، حول الأوضاع في الشرق, الأوسط, كما يحلو لهم ان يطلقوا على الأمة العربية. ركزوا حديثهم على ثلاثة أمور: فلسطين والعراق، و مسألة شخصية تخصني. المسألة الشخصية إنهم أرادوا أن أتعاون معهم، رفضت هذا الأمر بصورة جازمة و قاطعة وقلت لهم:أنا منصور الكيخيا، ولائي هو لوطني و لأمتي العربية. والتعاون معكم ضد بلدي مرفوض بالمطلق. مهما كان خلافي مع نظام القذافي القائم. وتحت أي صيغة تابع أبو رشيد، وصار أكثر توتراً: الامريكان يريدون إسقاط نظام الرئيس صدام حسين, بأي وسيلة و مهما كان الثمن. يحملون حقدا كبيرا و كرها للرئيس صدام حسين و للنظام العراقي. لأنهم يعتبرون ان الرئيس صدام حسين تجاوز كل الخطوط الحمراء، التي تؤثر على مصالحهم في الشرق الأوسط، وعلى أمن الكيان الصهيوني إلتقط أنفاسه قليلاً وتابع: إنهم يعتبرون ان كل الانجازات التي حققها العراق خطر داهم و حقيقي. يتساءلون عن صدام حسين بصيغة الاتهام: لماذا تطوير الجيش العراقي بهذا الشكل المقلق؟! لماذا جيش العلماء الذي كونه؟! وماذا يعني تدخله السياسي وحتى العسكري في أي دولة عربية تتعرض لمشكلة ؟! و الأهم نحن لانسمع بأي قرارات سياسية مستقلة لأي دولة في العالم الثالث تتعارض مع مصالحنا بعدها, وقبيل سفرته المشؤومة للقاهرة, لحضور المؤتمر السنوي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان. إلتقيته, وتحدثنا كثيراً عن زيارته المزمعة للقاهرة, تساءلت أمامه, عن الضمانات الأمنيةله هناك, خاصة ان نظامي البلدين، ليبيا ومصر و الأجهزة الأمنية تتعاون بشكل وثيق؟! أجابني ممازحاً: أنا ذاهب الى مؤتمر لحقوق الإنسان, و لست ذاهباً إلى معركة وحدثت العميلة المدبرة بين جهازي مخابرات مصر وليبيا. والتي كان ضحيتها المناضل العروبي منصور الكيخيا بعد, كل الوقائع التي بدأت تتكشف, فإن الاتهام يجب ان يتوجه أيضاً و بشكل واضح إلى الدور الخفي للمخابرات الامريكية في عملية الاختطاف التي أدت الى التصفية