لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الدم إن الدم العراقي يراق بغزارة ولا ندري من اجل من ؟ إن كان الشرف هو الذي يراق الدم من اجله . فأين هو ؟ كل شيء أصبح مباح في عرف اللاهوت الجديد وقيم الصفوية الإيرانية . فالذي يجري في بغداد ومحافظات العراق تعبير طائفي بحت يستهدف العراق كل العراق دون استثناء فئة عن أخرى ولكن بأدوات عراقية . هذه الأدوات فقدت كل أسس الأصالة والقيم العربية وباعت نفسها رخيصة للأجنبي , كي تدمر بلدها وتقتل أهلها وأبنائها ووضع وصمة عار على جبينها من اجل مغريات وهمية لا وجود لها . إن مخطط الأعداء ليتسع ويأخذ أشكالا في التفنن لأجل تأجيج الصراع في الساحة الوطنية والعربية ويخلق حالة التناحر بين أبناء العراق وبالتالي , القبول بالتقسيم ومسح هوية العراق الوطنية والقومية وحتى الإسلامية وتوفير فرصة الصفوية بالاستيلاء بل تدير وتخريب عراق الإباء وإذلال شعبه بكل مكنوناته . هذا الشعب الذي دافع بشموخ عن العراق وأسال الدم الطهور من اجل شرف حرائر العراق والأمة العربية وعز وكرامة العراق فما كان منطبق على قول الشاعر . أصبح معكوس تماما , حيث يراق الدم من اجل أن تهدر الكرامة ويدنس الشرف ويمتهن الإنسان ويذل فالكل في حكومة الديمقراطية الجديدة يسعى ليحرق كل ما بناه الأجداد والأحفاد ورموز العراق إرضاء لأسيادهم ونهمهم الذي لن يوقف عند حد . لان الصفوية زرعت في دمهم بالحقد الممتد لآلاف السنين . دم عراقي يسفك بدون وجع قلب أو نخوة منتخي . الكل ينظر إلى هذا المشهد التراجيدي ليتمتع , ليعيش لحظات نشوة حاقدة وبغض دفين . ليس الأعداء التقليديين فحسب بل الأمة التي كان محمد صلى الله علية واله وصحبه وسلم كلها ولم ترقى لتكون محمدا . بل نراها تتهاوى منزلقة نحو درك لا مخرج منه فما يقبلوه على العراق ارضا وشعبا سيجبرون على قبوله لأنفسهم . وهذا ما يريده الحلف الأمريكي _ الإيراني _ الإسرائيلي والذي ينفذ بالعراق بالأدوات التي امتدت إليها أيديهم في ما تسمى القمة العربية في بغداد وفي مؤتمر قمة عدم الانحياز ! في طهران . إن العرب يجرجرون دون وعي منهم لما يجري أو أن بعضهم شريك في المخطط . ألهذا الحد أصبح العراقي والعربي رخيص ؟ مبتذل . أين هي الغيرة العربية ؟ الم يوصيكم الرسول الكريم بان تكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ؟ الم يأمركم الله بالتقوى والتعاون على البر ومحاربة الإثم والعدوان ؟ أين انتم من قول الرسول صلى الله علية واله وصحبه (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان )) إن ما يظهر لهو دون الأضعف . بل الخنوع والقبول بما ليس له قيمة . الشعب العراقي دمه مهدور أو مباح ومحكوم عليه بالإعدام جماعيا والجريمة هي انه يرفض كل أشكال الهيمنة والاحتلال والعبودية ويكافحهما ولأي جزء في الوطن العربي كما يرفض إذلال العربي حيث كان ويعمل من اجل بعث الأمة التي أصابها الوهن ، لكي تمتشق سيف الحق بوجه الطاغوت . العراق يطلب السلام من موقع العز وليس منة من احد لأنه خلق هكذا . حيث قال الخليفة عمر رضي الله عنه (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )) هذا هو ديدن العراق لا ينام على ضيم بل يطلب حريته وعزه . وهذه الجريمة الموجهة إليه والتي يستهدف من اجلها فوا خيبتاه على امة قال عنها الله عز وجل (( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) والآن هناك من يتسابق ليأمر بالمنكر ويمنع المعروف والرحم بتحالفه مع الأجنبي ليضرب أخاه ويذله وهو منتش طيب الخاطر !! عجيب أمر هذه الأمة , ما الذي قلب الموازيين وغير السجايا وأضاع المروءة واذهب الغيرة ؟ وكثير من الأسئلة . ألا تدمع لكم أعين وانتم ترون الضحايا متطايرة الأشلاء بالأمس دفع المالكي أربعمائة مليون دولار تعويض لأمريكا بادعائها أن صدام حسين أرعب أطفال أمريكان عندما مر بهم وهو الذي يتفقدهم كأبناء العراق ! فما الذي تدفعه أمريكا لشعب يرعب ويقتل ويعدم ويهجر يوميا ويطرد من بلده تحت التهديد والوعيد ؟ أناشد العالم الحر أن يصرخ بصوت عال مطالبا محاكمة بوش وبلير وكل من اشترك في مأساة العراق وما لحق به جراء العدوان الهمجي . أين هي أسلحة الدمار الشامل ؟ ما هو شكل التهديد العراقي لدول الجوار ؟ وعليه نقول ما هذا السكوت الدولي والعربي على تدخل إيران وعدوانيتها على العراق والعرب ؟ أين الأمم المتحدة ومجلسها الأمني إزاء ما يحدث في بلد لا ذنب له إلا انه يطلب الحرية والاستقلال وعدم تدخل الأخر في شؤونه . فمتى ينضح عرق الغيرة أيها العرب ؟ متى تتحرك شوارب الرجال وتقفز النخوة من القلوب ؟ والله ثم والله رغم بساطتي إني لأرى امة العرب تداس بأقدام الصفوية الإيرانية الجديدة وحلفائها أمريكا وإسرائيل وما وراء الكواليس إن لم يشدوا الرحال لمجابهة والتصدي لهذا الغول الهائج هل توجد جريمة أبشع من أن يضرب بلد في كل مدنه والعاصمة بغداد ليذهب جراء ذلك المئات من الشهداء والجرحى ولم يحرك العالم ساكن . كل ما يحدث من جرائم تتحملها أمريكا التي احتلت العراق وجاءت بهذا النظام العميل وسهلت دخول إيران بل سلمتها العراق فعلى العرب والأحرار في العالم أن يطالبوا بالمحاكمة للمحتلين وتعويض العراق عما لحق به وإنهم لمسئولين أمام الله والشعب والعالم اجمع . فامنعوا أيها العرب يوما ترددون فيه (( أكلت حين أكل الثور الأبيض )) وصفوا أنفسكم لتمنعوا التكسر وتكونوا قوة عصية على أعدائها . العراق سيف الجميع فان كسر فانتم ضعفاء , عزل فاحرصوا عليه كحرصكم على أنفسكم وعرضكم ومالكم ولا تخشون في الله لومة لائم وان غدا لناظره لقريب والله ناصر المؤمنين .