الوضع الأمني والسياسي في العراق مقلق ومتفجر منذ انتهاء الانتخابات التشريعية وفشل الكتل الفائزة بتشكيل حكومة عراقية تنقذ البلاد من الكارثة التي خلفها الاحتلال الأمريكي الوحشي للعراق من قتل وتدمير وتهجير وتحطيم البنى التحتية والفوقية للدولة العراقية،وتفرد دولة القانون التي يتزعمها نوري المالكي وحزبه في قيادة السلطة تحت يافطة التحالف الوطني المكون شكليا من المجلس الإسلامي والفضيلة وكتلة التيار الصدري والذي يعدون ضيف شرف في التحالف الوطني أي بدون صلاحيات ومناصب وتواجدهم شكلي فقط حفاظا على البيت الشيعي ( حسب توصيفهم ) وما استقالة عادل عبد المهدي من منصبه نائبا لرئيس الجمهورية إلا دليل على ما نقول وهو قيادي بارز في المجلس الإسلامي الأعلى وهكذا وجود التيار الصدر ،وتهميش وإقصاء الكتلة العراقية الأكثر اصواتا في الانتخابات، مما أدى الى خلق أزمات متلاحقة مازالت حرائقها مستعرة لحد الآن، منها أزمة النفط والغاز والمادة 140 مع التحالف الكردستاني ،والصراع مع الكتلة العراقية حول المناصب السيادية استحقاقها الانتخابي ومنها المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ووزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني ، وغيرها،حتى نصل الى أزمة استجواب أو سحب الثقة من رئيس الوزراء في اجتماعي اربيل والنجف، وبعد اشتداد التهديدات بسحب الثقة من أطراف اربيل والنجف ( التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري ) ، قابلها تهديدات فتح ملفات أمنية خطيرة ضد شخصيات كبيرة وتحديدا رؤوساء تلك الكتل من قبل رئيس الوزراء وأعضاء دولة دولة القانون ( قضية مقتل الخوئي ضد مقتدى الصدر وقضية الهجوم على الفلوجة ضد اياد علاوي وملفات تتهم شخصيات في العراقية بدعم الإرهاب وقضية طارق الهاشمي وصالح المطلك ) . وفي غمرة هذه المعمعة والصراع والتهديدات المتقابلة أعلن جلال طالباني رئيس الجمهورية عن سفره الى ألمانيا، بحجة العلاج وترك ( الجمل بما حمل ) للكتل المتصارعة أن تأخذ مداها في الصراع ،معلنا من منتجعه السياحي مبادرة الاجتماع الوطني للكتل السياسية وكأنه يمتلك العصا السحرية لحل اكبر أزمة تواجه البلد وهي الصراع على المناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة ،متناسيا ومتجاهلا آلام ومعاناة الشعب العراقي وتركه تحت رحمة التفجيرات والاغتيالات والاعتقالات وسوء الخدمات والفساد السرطاني الذي يفتك بدوائر ووزارات الحكومة وانفلات عقال الميليشيات التي تهدد علنا حكومة المالكي دون أن يستطيع ردعها بسبب دعم ايران له ( عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي وجيش المهدي ( اشتباكات الشعلة ومدينة الصدر وقضية اعتقال أشقاء رئيس حزب الله العراقي ) ، والرئيس ذهب ليخفف وزنه ليبدو رشيقا أمام الشعب العراقي، هكذا يستخف الرئيس بالشعب ، دون أن يرف له جفن، وهو يرى قتل العراقيين أمام عينيه في الفضائيات الألمانية هناك بالله عليكم ، أهذه مواصفات رئيس العراق الديمقراطي ( سلمولي على الديمقراطية في العراق ) ،أين القسم الذي اقسمه أمام الشعب بأنه سيكون راعيا لكل العراقيين ،وان يحفظ دماء العراقيين ويعمل على توفير الأمن والاستقرار لهم ،والحفاظ على وحدة الشعب العراق ووحدة أراضيه وسيادتها، أين سيادة ارض العراق وأين وحدة أراضيه التي يقول الرئيس نفسه أن كركوك هي ( قدس الأقداس لكردستان ) ،وان ديالى وكركوك وجزء من نينوى هي أراض كردية ( متنازع عليه ) ، وهكذا تتفاعل الأزمات وتنفجر والشعب العراق ينتظر عودة غودو العراقي من ألمانيا ،حاملا عصاه السحرية ليحل هذه الأزمات، في حين أطلق التحالف الوطني بالونا سياسيا سرعان ما انفجر في وجه مطلقيه ألا وهو ( كذبة ورقة الإصلاح السياسي ) ، وهي عبارة عن مخدر للتسويف للإفلات من عملية سحب الثقة من المالكي أو استجوابه في البرلمان وظل هذا البالون يتداوله السياسيون من أعضاء دولة القانون والمجلس الإسلامي والذي فضحه التيار الصدري بأنه بالون وأكذوبة للتسويف وكسب الوقت،وقد رفضه من أول وهلة وفضح مراميه،واليوم وقد مضى ثلاثة أشهر على هذا الفيلم ( اقصد علاج الرئيس وورقة الإصلاح ) ،تصاعدت حمى التصريحات التي تكشف فشل انعقاد الاجتماع الوطني المزمع عقده مع إطلالة غودو العراقي الى بغداد بعد رحلة الراحة والاستجمام وتخفيف الوزن ،وربما الرئيس سيجلب لنا باقة من النكات باللغة الألمانية التي أتقنها في هذه الرحلة، والعراق يغلي وينذر بالانفجار نتيجة الصراعات والإقصاء والتهميش وسوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية، واستشراء الفساد بكل مفاصل الحكومة، والمنطقة كلها على كف عفريت ،ومنها الأزمة السورية التي تنذر بتغيير خارطة المنطقة كلها ، ، وربما إشعال الحرب الأهلية في المنطقة، وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية وقومية، وحتى عودة غودو العراقي من ألمانيا سالما غانما رشيقا، تظل التهديدات والصراعات والخلافات بين الكتل المتنفذة في العملية السياسية العرجاء قائمة تنتظر عودة ليعقد الاجتماع الوطني الذي سينقذ البلاد والعباد ...... ولكن يا عراقيين اقبضوا من دبش ......