في تناول موضوع " العوامل الحاسمة في تحرير العراق " مع تقديري لمن سبق و كتب في الأمر من الرفاق ... يتطلب منا لتحديدها توزيع الموضوع الي ثلاث محاور رئيسية دراسة و تحليلا كي نستخلص منها عوامل الحسم في تحرير العراق ...المحور الأول : الوضع القطري بكل معطياته الاجتماعية الاقتصادية و السياسية ... لكون مختلف هذه المعطيات هي التي تحدد لنا موقع الشعب الذي هو الأساس في فعلنا من مسألة التحرير بصيغة قربه منها أو بعده عنها ليس كخطاب و انما كحالة متفاعلة بمفهوم الحاضنة المستجيبة للفعل ... المحور الثاني : الوضع الاقليمي و الدولي و موقف مختلف أطرافه المؤثرة خاصة من مسألة تحرير العراق من عدمها ... المحور الثالث : مدي جاهزية المقاومة لأنجاز التحرير باعتبار كونها الهيكل القادر علي توظيف العوامل و تحديد طرق الانجاز و صيغها و توقيتها ... ( و هذا المحور يقع خارج اطار النقاش أو ابداء الرأي ) الا في نقطتين التوحيد أولا و نوعية الخطاب السياسي ...اذا ما تم النقاش بهكذا تسلسل و هكذا صيغة يكون الرفاق قد صاغوا دراسة متكاملة تنتهي باستنتاج للعوامل الحاسمة في انجاز مهمة التحرير ... I ـ في التأطير النظري لموضوع النقاش بمفهوم الدراسة : بالرغم من أهمية مقال الدكتور كاظم المنشور علي شبكة ذي قار و شبكة البصرة بتاريخ ( 02 / 09 / 2012 ) و تحديده ثلاث عوامل ( الزمن / الشعب / المقاومة ) فهي عوامل تأخذ أبعادها من خلال فهمنا لطبيعة الواقع القطري داخليا بمعطياته الثلاث السياسية الاقتصادية و الاجتماعية (( كما قدمتها في المحور الأول المقترح للنقاش )) و ما تطرحه من عوائق أو نقاط قوة لمشروع التحرير حسما أو تأخيرا ...اذ لا يكفي ما ذهب اليه البعض من الرفاق في تحديد ما وضعته القيادة الوطنية من اجراءات تأسيسية للعمل المقاوم بصيغة الاعتراض علي الاحتلال و ادامة الفعل المقاوم بمفهوم التعبئة في صيغته الوطنية التي أفضت الي ظهور المقاومة بالتوازي و الاحتلال و ما أنجزته علي ذات الطريق بمفهوم المحطة الضرورية لتحييد فعله المباشر كحالة مقابلة لها و تقديمه بدائل تعمل بالنيابة عنه و لكنها و ان كانت ضعيفة بالقياس مع قوة المحتل غير أن العشر سنوات من الاحتلال خلقت ظرفية اجتماعية و اقتصادية و سياسية بعناصر ومعطيات غير تلك التي حكمت المرحلة الأولي تفرض علينا دراستها لاستخلاص ما هو اجابي فيها للفعل المقاوم بما يجعله يختصر الزمن و ما هو سلبي يمكن أن يمثل عائق يأخذ من زمن الفعل المقاوم بما يجعله يتأخر علي مستوي الحسم نظريا و يحرك عمليا العقل المقاوم في ذات الوقت للبحث عن مخارج لتجاوزه خاصة و هي معطيات أحببنا ذلك أم كرهنا تؤطر قرب الفعل المقاوم من الشعب في حالة استخدامها استخداما واعيا أو تجعله محل تساؤل في نظر الشعب اذا ما استخدم استخداما منحرفا بصيغة اللهفة أو التجاوز ... II ـ المحور الأول : الواقع القطري سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و أثره علي الفعل المقاوم: بغض النظر علي أن المقاومة بفعلها و بمختلف أشكاله تغطي كل التراب الوطني للعراق و هذا ليس مجالا لنقاشنا ... فان الواقع القطري بمعطياته الثلاث المذكورة يقدم صورة سلبية حد اعتبارها قاتمة السواد لمن يتناولها في ظاهرها ... و حالة مبشرة بكل ما هو خير رغم التضحيات الكبري المقدمة و التي يمكن أن تقدم في ما متبقي من عمر الاحتلال عندما يتناولها في انعكاساتها التي لا تخلو هي الأخري من اعتبارها عراقيل في طريق الفعل المقاوم ... كيف ذلك ؟ 1 ) .الواقع القطري من دولة تحكمها الخيمة الوطنية الجامعة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا الي دولة الخيام المتعددة المنفتحة جزئيا علي الوطن و بالكامل علي التأثيرات الخارجية حد استقدام موجات بشرية تؤشر المعطيات أنها تجاوزت 2.8 مليون نسمة من ايران و توطينها في المناطق الجنوبية و الوسطي و الشمالية الشرقية من بغداد : وضعية لعب المحتل و من انخرط في مسيرته علي تثبيتها واقعا ظاهريا بما يجعل من الناظر للعراق لا يري فيه الا حالة قاتمة بل سوداء تجعل من الفعل المقاوم بمثابة الانتحار المجاني و يعمل علي تكريس مثل هذا التصور بصيغة القبول بالأمر الواقع و التعامل معه تحت مفهوم الترقب للفرصة المواتية التي قد يخلقها الوضع الدولي و هذا بالنسبة لمن يستحضر العامل الوطني في قراءته بغض النظر علي ما يضمره داخليا ... كما يروج له المنخرط في مشروع الاحتلال بمفهوم أن الوضع محسوم و علي العراقي أن يتعاطي مع مستقبله من خلال ما هو قائم ...كلا النظرتين تقفز علي الفعل المقاوم الذي أنجز محطة هامة في الاعتراض علي مشروع الاحتلال المتمثل في اجبار المحتل علي الانسحاب ( الاعلامي ) و الانكفاء الميداني في معسكرات محدودة العدد أو في اطار التأطير و التسيير الاداري بعيدا عن الاستهداف المباشر ... اما بصيغة المراقب المعدل لاستراتيجية فعله الاحتلالي أو تحت ضغط المتغيرات الدولية و الاقليمية التي أثقلت فعله في العراق ... النتيجة العراق شعبا يخضع و بصورة قسرية ( التصفية البشرية بأشكالها المتعددة التفجيرات / الاعتقالات / التهجير ) اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا للمحاصصة ... توضحها العديد من الفعاليات المكشوفة و المتداولة اما بصيغة صفقات تجارية أو بصيغة تهريب ثروة العراق النفطية أو استحواذا علي الأراضي و توزيعها علي الأتباع ....خلق الحواجز بين المكونات الاجتماعية حد التقسيم بين الأحياء السكنية ... اعلام قطري لا يري الا صيغة الخيام بصيغته السياسية التي فرخت بفعل المحتل و المال المغدق أكثر من 400 ( حزب ؟؟ ) ... الي جانب التأسيس للأقلمة خطابا و ثقافة متداولة و تفعيلها عمليا في الجزء الشمالي من القطر ...فهل فعلا العراق بهكذا صورة أم أن الصورة لا تلغي حالة أخري مشرقة ؟ 2 ) العراق حالة مشرقة تؤشر ألقا عربيا بصيغة الربيع الحق رغم سوداوية الصورة ظاهريا : بعيدا عن كل ما من شانه أن يكون ككلام نوع من أنواع التعبئة و ان كان ذلك ليس مرفوضا و العراق شعبا و مقاومة يواجهون أعتي و أعقد أنواع الاحتلال الذي عرفه التاريخ البشري لا يستهدف فقط تحقيق مصالح و انما الغاء العراق لفائدة رؤي استراتيجية لقوة دولية و قوي اقليمية متقابلة في جانب النفوذ و طرق توزيعه و متكاملة في الفعل أي الأمريكان من ناحية و الايرانيين خاصة من ناحية ثانية ...فالواقع يؤكد ما يلي ) . نجاح المقاومة سواء في جانبها القتالي الميداني أو في خطابها التوعوي النضالي الجامع تعبئة و فعلا علي تحقيق الاعتراض الاستراتيجي و النجاح فيه و هو نجاح للشعب دورا محوري فيه بحكم كونه الحاضنة التي منها تتغذي المقاومة و اليه تعود في فعلها و خطابها بالرغم من حالات الخلط التي مورست لتحييده لعل أبرزها تلك التي حصلت طيلة سنة 2007 و ما أفرزته من شروخ معطلة لفعلها ... في المحافظة علي . ـ * وحدة الشعب و اسقاط الخطاب الطائفي المقيت المفعل أمريكيا و ايرانيا طبقا لأمتدادات كل منهما. ـ * اغراق الأمريكان في أزمة مركبة مالية و سياسية ... لتنكفئ من قوة عظمي متنفذة تحلم بإدارة فردية للعالم الي قوة عظمي دولية تواجه منافسة تهدف اعادة صياغة النظام الدولي صياغة جديدة . ـ * تحريك عوامل الرفض الشعبي العربي علي مستوي الساحة العربية الذي شكل فعلها عامل هام من عوامل الحراك الشعبي كرد علي الأنظمة المنخرطة في الاستراتيجية الأمريكية. النتيجة الأمريكان يتراجعون ( تغيير الاستراتيجية ) بتقديم لاعبهم الجوكر ( ايران ) كبديل لهم بصيغة المكافأة لتعاونه ظاهريا و عمليا بصيغة تحميله تبعات المواجهة باعتبار ما يمتلكه من امتدادات في الجسد العراقي بصيغه المكشوفة و المعلنة لا تتوفر لغيرهم ممن شاركوهم الاحتلال من ناحية و من ناحية ثانية تعميق الجرح العربي تحت لافتة الطائفية بصيغة ايجاد المثال القابل للنقاش و التوسع بما ينسجم و طبيعة الاستراتيجية الأمريكية في أهدافها البعيدة المتمثلة في تقسيم الوطن العربي الي كنتونات ( حسب نظرية برنار لويس ) ... تسليم استقبله الايرانيون بلهفة المستعجل علي تحقيق الحلم الامبراطوري ليمارسوا سياسة تجاوزت مفهوم الاعتماد علي امتداداتها ممثلة في الشخوص و الأحزاب و المليشيات و الهياكل السياسية التي استقدمها المحتل أو التي خلقها كبديل لمؤسسات و هياكل الدولة العراقية ... الي مفهوم سياسي يري العراق ولاية ايرانية ( هجرة استيطانية... تحوير برامج التعليم و استقدام اطار فارسي ... مؤسسات أمنية و تجارية الخ ) ... نتيجته الانكشاف التاريخي للدور الايراني و تعمق العداء الشعبي و اتساعه و هذا جانب ايجابي يجب استغلاله بتوجيه و حصر العداء في الأجهزة المسيرة و المرتبطة بها للهياكل التي خلقها المستعمر و القطع مع الخطاب الطائفي الذي تمارسه بعض الجهات المحسوبة اعلاما علي الفعل المقاوم ... ب ) نجاح المقاومة في مسعاها التوحيدي كما يؤكده الواقع الميداني بنسبة متقدمة جدا و تؤشر المعطيات من أن التقدم علي ذات المسار متأكدة بما يجعل التوحيد النهائي بائنا ... ب ) نجاح المقاومة في صياغتها سواء للبرنامج الوطني للتحرير أو خطابها و تحديدها لأولويات المحطة الحالية من التحرير في تحديد العدو المستوجب استهدافه باعتباره الشماعة المفعلة أمريكيا ألا و هو العدو الايراني ـ الفارسي الطموح الامبراطوري ... حالة مشرقة من الفعل المقاوم تستوجب تفعيل ميداني و اعلامي فما هي علاقة الوضع الاقليمي و الدولي و آثاره علي ذلك و ما هو العمل المطلوب لتحقيق محطة التحرير بصيغة الحسم النهائي في مسألة الاحتلال و استعادة العراق أرضا و شعبا و فعلا ناهضا؟ يتبع d.smiri@hotmail.fr