في 4-9- 1980 اخذ العدوان العسكري على العراق الأبعاد التي وضعت القيادة العراقية أمام خيارين أحلاهما مر هما, إما الوقوف موقف المتفرج المنتظر الذي يعني أنها ستكون مسؤولة أمام الله والعراقيين والأمة العربية عن السماح لإيران التي تغلي بنهجها الطائفي القابع تحت مراجل غليان ثورتها الشعبية على حكم الشاه التي ركب موجتها زعيم الطائفية الصفوية خميني باحتلال العراق تحت سطوة هذا المنهج وقناعات قيادتها وعلى رأسها خميني بان العراق جزء من مشروع إيران الخمينية , أو صد العدوان وإجهاضه لحماية العراق أرضا وشعب وجغرافية, وحماية الخليج العربي والأمة العربية من هذا الخطر الداهم المعتمر بكل قوة الغرب الذي سانده وأيده واستبدل به نظام الشاه الذي كان شرطي الغرب في المنطقة بكل ما وراء عملية التأييد هذه من خطط الامبريالية الهادفة إلى الاقتراب من حدود الاتحاد السوفيتي السابق وهي تضع اللمسات الأخيرة لإنهاء الحرب الباردة وتقويض المنظومة الشيوعية والاشتراكية. لقد جاء الرد العراقي امرأ منطقيا وطبيعيا كحق مشروع للدفاع عن النفس وبعد أن قامت إيران بضرب واحتلال مدن وقصبات حدودية عراقية ودفعت طابورها الخامس المتمثل بأحزاب وحركات صفوية تركها خميني نائمة في العراق بعد مغادرته وتغذيها ماديا ومعنويا جالية فارسية من الفرس الذين آواهم العراق وأكرمهم بمنحهم الجنسية العراقية مع وضع علامة فارقة على هذه الجنسية لتمييزهم عن أبناء العراق الاصلاء وعول عليها في أن تكون القنابل الموقوتة لتفجير الداخل العراقي تزامنا مع شنه العدوان على الحدود والتركيز على الحدود العراقية الوسطى و الجنوبية ضمن إطار نظرته الطائفية الصفوية الخائية الباطلة. إن استذكار هذه المناسبة يأتي للسنة التاسعة والعراق يرزح تحت نير احتلال أمريكي إيراني صهيوني مشترك هو امتداد طبيعي لما حصل عام 1980 وتكريس لإرادة الشر والجشع والتمدد الإيرانية تحت شعارات دينية ومذهبية كاذبة ومزيفه . وقد قام الفرس وأعوانهم خلال سنوات الاحتلال بقتل ملايين العراقيين واختطاف مئات الضباط والطيارين وسرقة أجهزة ومعدات الطاقة الذرية العراقية وأبدان الطائرات العراقية وأجهزة ومعدات منشات الصناعة والتصنيع وسرقة النفط بوسائل مباشرة وغير مباشرة فضلا عن ممارسات وقحة هدفها تفريس جنوب ووسط العراق عبر أدوات تضليل ورياء وزيف وباطنية قذرة ومكشوفة هدفها إلغاء عروبة العراق والإطلال من جغرافيته لاحتلال الكويت وباقي أقطار وإمارات الخليج العربي. لقد كان الرد العراقي صاعقا ليس لإيران لوحدها بل لكل العالم الذي كان يحسب إن العراق سيكون لقمة سائغة لإيران الموصوفة كخامس أقوى قوة في العالم ويقابلها بلد عربي أثخنت جراح أهله بالهزائم وسقوط المعنويات وانهيار الإرادات والخنوع والاستسلام المهين للأمة عبر مشروع الاستسلام للكيان الصهيوني الذي بدا تنفيذه بقوة وتركيز بعد حرب أكتوبر عام 1973. لقد صمد العراق وهيأت القيادة التاريخية كل مستلزمات تحقيق النصر الناجز ومنها السلاح الوفير والحديث لجيش الأمة العراقي الباسل ومستلزمات الوحدة الوطنية العظيمة لقوس قزح شعبنا الديني والمذهبي والقومي العظيم ومقومات العيش والعمل والقدرة الشرائية لشعبنا وتحملت وصبرت وطاولت وقادت معارك تاريخية أسطورية حتى أعجزت إيران وأجبرتها على التخلي عن صلفها ومكابرتها ورفضها الأحمق الإجرامي لكل مبادرات العراق والعديد من دول العالم ومنها دول إسلامية عديدة لإيقاف الحرب. ونجحت القيادة العراقية أيضا بمنح الحرب صفتها الوطنية والقومية الطبيعية والحقيقية فكان حضور الأمة فيها تاريخي وخاصة في إطاره الشعبي غير المسبوق. إن جيش العراق والأمة الباسل الذي حقق نصرا رائعا وتاريخيا عظيما للعراق والأمة هو نفسه الذي ظل يقاتل العدوان الإيراني في ما تلا يوم 8-8-1988 عبر مؤامرة الكويت والحصار والتي ختمت بالغزو المباشر من قبل أميركا وإيران والصهيونية ومن تعاون معهم من عرب الجنسية أنظمة الخيانة والغدر. إن انبثاق مقاومة العراق المسلحة من صفحات الاشتباك الرسمي النظامي وفي نفس اللحظة التي دخلت بها دبابات الغزو إلى بغداد السلام والمحبة والجمال الأزلي والحضارة العريقة هو التعبير الأعظم عن روح النصر التي حققها شعبنا على المشروع الامبريالي الصهيوني وواجهته الإجرامية نظام خميني . وان الرجال النشامى اسود الأمة الذين دحروا الغزاة الأمريكان ومعهم قوات ما يربو على ثلاثين دولة هم جيش قادسية صدام المجيدة وسلاحهم هو نفسه بنادق القادسية الثانية وإرادتهم وقيادتهم هي ذاتها شاء من شاء وأبى من أبى . وان مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية المسلحة بكل فصائلها الشجاعة مستمرة في جهادها البطولي لاستكمال تحرير العراق وتحقيق استقلاله الناجز بأذن الله . وننتهز هذه الفرصة لنتقدم بأجل آيات التحية والرحمة والثناء لشهداء شعبنا العظيم الذين سجلوا أول نصر ناجز للعرب في تاريخهم الحديث والمعاصر وفي مقدمة شهداء الأمة الرفيق القائد الخالد صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة وأمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي. والاعتزاز والتكريم والتحيات موصولة إلى فصائل المقاومة عامة وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني خاصة وقائدها الهمام سيف العرب المقدام عزة إبراهيم أطال الله في عمره ونصره نصرا عزيزا مبينا. الله اكبر وعاش العراق وفلسطين والمجد لامتنا العربية العزيزة.