أستبشرنا خيرا بسقوط نظام شاه ايران محمد رضا بهلوي عام 1979لما يمثله من اداة لتنفيذ مهمات وأجندات غربية تستهدف الأمن القومي العربي أولوياته وأدواته ومستقبله خصوصا وان الثورة الخمينية رفعت ولم تبرح شعارات دينية وسياسية تتناغم مع آمال الأمة وهموم شعوبها لكن واقع الحال يشيرالى ان أول من اكتوى بدجل هذه الشعارات وبطلانها هم العرب قبل غيرهم وبما ان الأقربون أولى بالمعروف اجتماعيا وكذلك جغرافيا فأن أولى بالشر القادم من ايران كان ولا يزال في نظر رجالات الدين والسياسة في ايران كان ولا يزال العراق فهو بوابة العرب الشرقية والأقرب للتواصل والتنفيذ والأكثر قوة ومنعة. ومنذ الأيام الأولى للثورة سعى العراق الى أقامة علاقات جديده مع ايران قائمة على أساس الأحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وكان العراق من أول الدول التي ارسلت رسالات تضامن وتأييد وتهاني للنظام الجديد وارسال مبعوثين بمستويات رفيعة في الدولة ونظامها السياسي على أمل ان يفتح ذلك صفحة جديدة من العلاقات الأخوية ونسيان الماضي الأليم والدور المشبوه الذي تولاه الشاه طيلة نظام حكمه ,وبدلا من ذلك وردا على مواقف العراق المساندة لخيارات الشعوب الأيرانية وآماله الجديدة في فتح آفاق مستقبلية مع جارته الطامعة والوصول الى التطور والرقي في علاقاته معها ارسلت القيادة الجديده ردها المباشر وبأسلوب ينم عن قلة الفهم وسوء التقدير وقصور التصرف وضعف الأداء الدبلوماسي وتنم عن نوايا عدوانية وغرور همجي وخطط مستقبلية للأساءة على العراق وشعبه ابتداءا من رفع شعارات تصدير الثورة وطريق القدس يمر من كربلاء وكأن كربلاء ضيعة فارسية ثم توالت هذه النوايا بأعمال واضحة على أرض الواقع ووفق خطط معدة سلفا من خلال : 1. تعرض السفارة العراقية في طهران الى انتهاكات متعدده ومخالفة للعرف الدبلوماسي وتعرض القنصلية العراقية في المحمرة الى أعتداءات متكررة انتهت بأحتلال القنصلية والسيطرة على ممتلكاتها وطرد كافة موظفيها مما يمثل خرقا واضحا للقانون الدولي ومخالفىة لأصول التمثيل الدبلوماسي. 2. في 1/5/1980 صرح بني صدر ان الجيش الأيراني سيذهب لتحرير الشعب العراقي .ووزير الخارجية الأيراني آنذاك صادق قطب زادة قال ان العراق جزءا من ايران وفي تصريح آخر قال ان حكومته قررت الأطاحة بالحكومة العراقية كما ان صحيفة (الحوادث )البيروتية نشرت في 22/6/1979خبرا مفاده ان وزير الخارجية الأيراني ابلغ السفير العراقي في طهران بأن الحكومة الأيرانية ليست راضية عن اتفاقية الجزائر عام 1979 ورئيس اركان الجيش الأيراني يقول انه ينتظرالأوامر لتحريرالعراق وان الشعب العراقي سيستقبله بالأحضان وهو تصريح مشابة لتصريحات مسؤولين امريكيين قبل احتلالهم للعراق بأن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود وكانت ورود العراقيين مقاومة باسله وبأس عنيف وعزيمة لا تلين . 3. القيام بحملات اعلامية مبرمجة للتحريض على النظام السياسي في العراق وبث برامج تدعوا العراقيين للتمرد على السلطة . 4. محاولات لأغتيال اكثر من شخصية سياسية وحكومية عراقية منها محاولة لأغتيال وزيري الآعلام والخارجبة وتفجير في احدى الجامعات العراقية استهدف تجمع ونشاط طلابي راح ضحيته عدد من الطلبة واستشهاد احدى الطالبات وأثناء تشييعها قام عملاء ايران بأستهداف موكب التشييع مرة اخرى ولجوء المنفذين الأرهابيين الى السفارة الأيرانية في بغداد . 5. قيام القوات الأيرانية بأحتلال أراضي عراقية في اكثرمن محافظة كأحتلال زين القوس وسيف سعد في محافظة ديالى. 6. قيام الطائرات الأيرانية بقصف عدد المنشىآت الحيوية في البصرة وخانقين ومندلي والأغار ة على مدينة نفط خانة حيث اسقطت المقاومات العراقية احدى الطائرات وأسرقائدها (حسن أشكري ). 7. قامت ايران بغلق مضيق هرمز وشط العرب بوجه الملاحة العراقية في 19/9/1980 والذي يعد بمثابة عدوان واضح على العراق وشعبه . ارسل العراق اكثر من 293 رسالة احتجاج الى الأمم المتحدة والجامعة العراقية والحكومة الأيرانية على قيام ايران بأعمال تعتبر في نظر القانون الدولي من أعمال العدوان .حيث عرفت الجمعية العامة للأمم المتحده العدوان بأنه (استخدام القوات المسلحة من قبل دولة ضد سيادة دولة أخرى ووحدتها الأقليمية واستقلالها السياسي القرار2319في 14 ديسمبر 1974) واذا نظرنا الى الأعمال العدوانية التي مارستها ايران يتأكد لدينا ان ايران هي من بدأت الحرب على العراق وهي المسوؤلة عن استمرارها ثمانية أعوام وان صفة العدوان تنطبق على ما قامت به وهي من أخلت بالأتفاقيات السياسية المعقودة بين البلدين .حيث يعتبرالقانون الدولي ان الأعمال العدوانية في نظره هي : 1. غزو اوهجوم بقوات مسلحه على أراضي دولة اخرى أو احتلال جزء من اراضيها سواء كان ذلك بصورة دائمة أو مؤقتة. 2. قصف دولة ما بقواتها اراضي دولة أخرى. 3 . حصار موانئ أوسواحل لدولة ما من جانب قوات مسلحة لدولة أخرى. 4 . أي هجوم تقوم به القوات المسلحة لدولة على القوات البحرية او الجوية أو البرية لدولة أخرى . 5 . سماح دولة ما بأستخدام أراضيها من قبل ميليشيات أوعصابات للأنطلاق للعدوان على دولة أخرى. 6. ارسال جنود غير نظاميين أو مرتزقه من دولة يقومون بأعمال تنطوي على استخدام القوة ضد دولة اخرى . وبدلا من ان تكف ايران عن أعمالها العدوانية استمرت في عنجهيتها وغرورها الأهوج رغم التصرف الدبلوماسي الحكيم الذي اتسمت به مواقف الحكومة العراقية حتى بلغت عدد الأعتداءات الموثقة رسميا أكثرمن (370) أعتداء وبعد اعلان ايران الغائها لأتفاقية الجزائر بات الأمر واضحا بأنها مقدمة لا محال لتنفيذ احلامها العدوانية فلابد أذن من الرد .فكان الردحاسما حقق فيه العراق النصر الناجز على أعداءه وتجرع خميني رحمه الله كأس الهزيمة مرغما في 8/8/1988. وبقي العراق كريما مصانا مدفوع عنه البلاء وعن شعبه كيد الأعداء ومع كل ما جرى بقيت ايران كما هي دائما كعادتها مصدرا للشر والعدوان ومنطلقا للتآمر على العراق العربي أرضا وتاريخا ومقدرات الى يومنا هذا .