على عجالة من الامر رفيقي العزيز يقين حجلاوي .. قرأت الموضوع بدقة وعناية ورأيت أنني أمام كاتب كبير صاحب فكر ليس كاتب تتغلب على عقلة العاطفة .. فقد رأيت عقلا ناضجا تجلى نضوجة من سطور كتابته .. وأقول ياعزيزي بالإتفاق معك حول المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا العربي من تجزئة وتفرق ومناطقنا طاردة للعقول بالإضافة إلى العجز الإفتصادي الذي نعاني منه جميعا على مستوى الافراد , وكما اشرت بأهمية التشخيص للظواهر والأسباب لكي نصل للحلول التي يكون فيها العلاج سهلا ومناسبا .. قلتم ان الوعي وركزتم عليه كعامل مهم , وهذا ايضا نتفق معكم حوله كونه العامل الاكبر والمرتبط ارتباطا جدليا مع قدرات العقل المتفاوته ياعزيزي العقل العربي يعيش ازمة وعي بصورة عامة , وهذا واقع معاش , لتخبطه بين في قضايا ثانوية فكرية أو حزبية أو دينية مذهبية وهذا هو الأخطر .. إضافة إلى صبغه لتلك القضايا بصبغة القداسة وكأنها من المسلمات التي لاتقبل النقاش والجدل فيها , وهذا يرجع ايضا إلى ما أشرت إليه بالفهم الخاطىء للدين الإسلامي . ومما لاشك فيه أن كل كلام أو تأو يل لنص او غيرة قابل للنقاش والأخذ والرد إلا القران الكريم وهذا من المسلمات لكونه قطعي الثبوت وغيرة ظني الثبوت .. والإجتهاد دوما مايكون في ضوء النصوص , وقابل للتعديل في ضوء متغيرات المكان والزمان وكذلك الواقع المعاش ( الجانب الاقتصادي ) قبل قليل قلنا ان العقل العربي يعيش ازمة وعي جعلته أسيرا بين قصور في التفكير وبين حصار العقليات الراديكالية المتطرفة اليمينية واجتهاداتها المصبوغة من قبلها بصبغة القداسة وكأنها من المسلمات . ومن هنا رايت ياعزيزي انك اشرت إلى تحرير العقل العربي من براثن تلك العقول الجامدة , صحيح , ولذلك نرى يارفيق اننا بحاجة ايضا لمعالجة الاسباب التي أدت إلى تثبيط العقل العربي وأسره وقتل قدراته . وماذا تتوقع من العقل العربي الذي يعيش صاحبه وهمه الاول والأخير هو لقمة العيش والدواء والماء الصالح للشرب .. هل في نظرك انه سيبدع في يوم من الأيام , وهل الغرب قادرون على الإبداع إذا ماعانوا مما نعاني ؟ وإذا أبدع العربي وشكل حالة استثنائية يتم تغييبه . اختلف معك بسيطا في نظرتنا للتاريخ في عدم الوصول إلى الفكرة الصحيحة والكاملة .. وأرى أنه قد يمكننا ان نصل إلى الفكرة الصحيحة أما الكاملة فلا وهذة اتفق معك حولها , ولذلك تفاوتت الاراء عند دراستهم لموضوع ما فكلا يدلي بدلوه ,وبالنسبة لما ذكرته في الثبات الذي يظهر العجز بعيد عن التقدم والتطور صحيح لأنه يسير بنسق واحد وهذا راجع لثبات الوسيلة والمنهجية في التفكير والقراءة الرأسية بعكس القراءة الأفقية . تلك ماكانت من المشاكل الفكرية التي يعاني منها العقل العربي , أما المشاكل المادية فهي مرتبطة بالنظم الرأسمالية الغربية وتحكمها برؤوس الاموال العالمية وسيطرتها على ثروات العرب .. وعند ما أكد القائد العربي الشهيد صدام حسين رحمه الله ( نفط العرب للعرب ) ثارت ثائرة الغرب وربيبتها الصهيونية العالمية على ذلك لما لذلك من أبعاد هم يعرفون مدى خطورتها عليهم , وعندما بيع نفط العراق باليورو بدلا من الدولار .. أيقن الغرب بقيادة امريكا ان الخطر يداهم امبراطوريتهم ولذلك عجلوا بإحتلال العراق وإسقاط نظامة الوطني والشرعي وقتل قائدة العربي رمز نهضة الأمة وتحريرها وفق عقيدى واستراتيجية بعيدة المدى . رفيقي العزيز يقين ...كنت قد كتبت مقالا سابقا قبل مدة حول المشروع العربي النهضوي الذي بناها الشهيد وجعل ارض العراق الشقيق قاعدته وهو حل من قبله رحمه الله للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها العقل العربي .. وكان المقال بعنوان ( القائد والمشروع النهضوي ) .. الكاتب / نبيل احمد الجلوب اطلع عليه ودقق في الارقام التي فيه وانا منتظر رأيك فيه ونقده أيضا شكرا رفيقي العزيز يقين حجلاوي على الموضوع .. واراءنا اعتقد انها متوافقة إلى درجة كبيرة .. وأيضا أهنيك على هذة العقلية وارى انك قرات كثيرا للجابري واركون وللفلاسفة وانت بهذة السن الصغيرة .. أحييك وتمنى لك مزيدا من التألق والتميز .. وفقك الله .. ودمتم للنضال الرفيق / نبيل احمد الجلوب رفيقي / يقين حجلاوي ... المقال الذي حدثتك عنه : القائد والمشروع النهضوي شبكة ذي قـار أ. نبيل احمد الجلوب لم يكن اغتيال القائد صدام حسين إغتيالا لرئيس عربي وقف في وجه أمريكا صاحبة اليد الطولى في النظام العالمي الجديد أحادي القطب فحسب , بل كان اغتيالا للزعيم العربي الأصيل صاحب المشروع النهضوي الذي أخافت ملامحه أعداء الأمة الطامعين بثرواتها وأرضها, إغتيالا لرمز امن منذ فترة طويلة بأن مشروع تحديت العراق وجعله قاعدة للنهضة العربية الشاملة يستلزم وجود قيادة تبني وشعب يعمل . لقد تبدت ملامح المشروع النهضوي العربي واضحة للعيان منذ تسلمه رحمه الله قيادة العراق بجدارة واقتدار, تمثلت في اشاعة الأمن واجتثاث بؤر التجسس, وحل المشكلة الكردية , بإ قامة الحكم الذاتي في كردستان العراق, ووضع الخطوط العريضة لقيام الجبهة الوطنية القومية التقدمية في تموز 1973م .. مما أثار عليه حفيظة القوى المعادية من صهاينة وأمريكان وفرس . ومن أولى الضربات التي وجهها القائد صدام حسين وسميت حينها بضربة معلم عملية ( تأميم النفط العراقي ) وطرد الشركات الأجنبية .. لترتفع العائدات العراقية من هذه الثروة النفطية العراقية إلى 25 مليار دولار عام 1981م .. بينما كانت العائدات في ظل الشركات الإحتكارية الأجنبية 846 مليون دولار فقط في عام 1971م .. وعمل أيضا على رفع مستوى الدخل للفرد العراقي إلى عشرة أضعاف ما كان عليه في السابق. وبالنسبة للثروة الزراعية فقد رصد رحمه الله لها (30) بالمئة من الدخل القومي .. ألأمر الذي زاد من مساحة الرقعة الزراعية إلى (30) مليون دونم من (8) ملايين دونم مابين عامي 1971_ 1980م . وفي القطاع الصناعي بنى القائد العربي صدام حسين رحمه الله قاعدة صناعية إقتصادية قوية ومشروع صناعي طموح وتكنولوجيا متقدمة .. كل ذلك إستنادا على القاعدة العلمية والتعليم الإلزامي والمجاني , من رياض الأطفال حتى الدكتوراة , والإبتعاث إلى أفضل الجامعات في العالم .. وتمكن العراق بقيادته من إيجاد جيش من العلماء من ذوي التخصصات المختلفة والنادرة وو صلت قائمة العلماء في العراق إلى (70 )ألف عالم من ذوي الكفاءات العالية صارت أهداف للتصفيات الجسدية في العراق المحتل لكونهم عماد مشروع القائد المشروع العربي النهضوي . ومما نفذه عراق القائد صدام مشروع محو الأمية للكبار والتي كانت تشكل في حينها (70) بالمئة , وفي زمن قياسي ثلاث سنوات فقط تمكن رحمه الله من محو أمية الكبار .. أشادت بذلك اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وفي المجال الصحي فقد حصل العراق في عهده رحمه الله على شهادة من منظمة اليونسيف كأفضل نظام صحي في الشرق الأوسط . أما مراكز البحوث , فقد تجلى دورها كشريك فاعل في التخطيط والتنفيذ , ورسم السياسات ووضع المناهج , وأنفق عليها بسخاء حيث بلغت حصتها (3) بالمئة من ميزانية الدولة , حوالي (600) مليون دولار سنويا . وفي مجال المواصلات والطرق , فلقد كانت الشبكة واسعة لألاف الكيلومترات والجسور عملاقة وذات معايير عالمية في انحاء العراق. ورفد القائد صدام كل ذلك بقوة عسكرية عملاقة ومؤهلة للدفاع عن الأمة ومشروعها العربي النهضوي .. وأضحى الجيش العراقي واحدا من أقوى جيوش العالم , وتجلت هذه القاعدة في حلرب الخليج الأولى والثانية والحرب الإحتلالية لعراق القائد صدام حسين رحمه الله , يدعم هذه القوة العسكرية قطاع التصنيع العسكري والعبقرية التصنيعية لهذا القطاع العملاق , والذي يعد أكبر وأهم سند للمقاومة العراقية المجاهدة في الوقت الحالي . ولقد واجه العراقيون تحديات كبيرة منها مادمره الأشرارفي عدوانهم الثلاثيني عام 1991م . فكان الإعمار فعل عراقي غير مسبوق وغير عادي في زمن قصير وقياسي في ظل حصار جائرأذهل الغرب وصحافته من هذا العملاق العربي الذي يصعب ترويضه وكسره , ولكن الإرادة والعزم لدى القائد وشعبه الأبي أثبتت أنهم أكبر من ذلك التحدي , ورفع القائد شعار (( يعمر الأخيار ما دمره الأشرار)) , وخطى العراق بعدها خطوات جبارة في ظل الحصار , من أهمها بيع نفطه باليورو بدلا من الدولار .. الخطوة التي لم يجرؤ عليها من قبل أي زعيم في العالم سوى القائد العربي صدام حسين رحمه الله .. الأمر الذي سرع بالعدوان واحتلال العراق وإسقاط نظامه الشرعي والوطني , وتدمير بنيته التحتية والعلمية واغتيال العقول العراقية .. وإثارت النزعات الطائفية والعرقية وتمزيق النسيج العراقي بألوان طيفه المميز كخطوة في طريق تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم على أقل تقدير نزولا عند رغبات الصهاينة والأمريكان والفرس على مرأى ومسمع من الدول العربية وجامعتها العقيمة , بل والأدهى من ذلك ان العدوان انطلق من أراض عربية ومن فوق أجواء عربية ومياه إقليمية عربية , ومشاركة إيرانية فاعلة وحاسمة عبر عنها قادة طهران رفسنجاني وأبطحي وخاتمي وحتى الخامنئي في خلاصة قول أنه ( لولا طهران ماسقطت بغداد ) . هذا ماكان من الإحتلال وأعوانه وأزلامه .. أما القيادة العراقية ممثلة بالرمز المجاهد الرئيس صدام حسين فقد أصدر الأوامر بعد انتهاء الصفحة الأولى من المنازلة بالبدء بفتح الصفحة الثانية بعد الإجتماع بالقادة العسكريين في بغداد في يوم 11 / 4 / 2003م صفحة المقاومة والحرب الشعبية الجهادية حتى يتم النصر والتحرير , وفق مبدأ الذوبان في الأرض لقيادة المقاومة ضد الإحتلال وأعوانه .. ولقد تبين للهالم أجمع أنه لا فاصل بين الإحتلال والمقاومة في المشهد العراقي المصاحب ليوم التاسع من ابريل ومابعده , واشتدت المقاومة وتدرجت وتنوعت عملياتها وأساليبها وفق المخطط الذي أعده الأب الشرعي لها القائد صدام حسين رحمه الله .. المقاومة التي ألهبت المشاعر وعدت أسطورة بسرعة التحضير لها وبتشكيلاتها ودقة عملياتها وتنوعها .. قال مجرم الحرب والعدوان على العراق الصهيوني رامسفيلد وزير الحرب الامريكي ومهندس العدوان ( الجيش الذي اختفى من أمامنا فجأة , عاد للظهور مرة أخرى ليقاتلنا بكل قوة وجرأة بالمال والسلاح والعتا د), إلى أن وقع القائد العربي صدام حسين أسيرا بيد الإحتلال , وبدأت فصول مسرحية هزيلة أسموها بمحكمة الدجيل في إخراج أمريكي صهيوني وفارسي , في محاولة منهم للتشويه من جنابه ونظامه الوطني , ولكن الخيبة لاحقتهم مرة أخرى , فلقد استطاع رحمه الله أن يخطف الأضواء من الجميع , وكان في حقيقة الأمر هو من يحاكمهم ويوصل صوته ورسائله إلى الأمة وإلى من يهمه الأمر من رجاله الشرفاء أبطال المقاومة الشريفة رجال القادسية وأم المعارك والحواسم , وكشف زيف الإدعاءات وأثبت أنه صدام حسين المعهود في الأسر كما في القصر , وأنه ضحى ومستعد أن يضحي بما هو أغلى من الولد من أجل الأمة بعراقها وفلسطين التي يعشقها من البحر الى النهر .. حتى جاءت لحظات عصيبة على الأمة العربية والإسلامية .. وكانت فاجعة عيد الأضحى في يوم الفداء والتكبير والوقوف بعرفات .. تقدم سيادته بثبات العظماء ورسوخ الجبال الراسيات ويقين الأولياء والصالحين إلى حبل المشنقة الأمريكي .. الحبل الذي كان مقاسه (39) قدما بعدد الصواريخ التي أطلقها رحمه الله على الكيان الصهيوني المسخ في فلسطين المغتصبة عام 1991م .. ووضع الحبل على عنقه والنور يشرق من وجهه الشريف , ورفض النقاب على وجهه الذي لبسته حثالة طائفية مقيتة فارسية الهوى .. تقدم سيادته مبتسما تاركا علامة استفهام على تلكم الإبتسامة .. وألقى الدرس الأخير للمرجلة ( هيه هاي المرجلة ) ونطق الشهادة مرتين وأسلم الروح .. لكنه لم يغادر السوح . إذن حقها العرب تحزن عليه وتنوح | وقع خيالها والشمس مكسوفةفهنيئا للشهيد المجيد في يوم للمسلمين أكبر عيد .. هنيئا لمن كتب تاريخه بنفسه إبتدأ ه بالنضال والقلم وختمه بالشهادة والدموالله أكبر الله أكبر الله أكبر وليخسأ الخاسئونويا محلى النصر بعون الله