تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر نفوق ( الحمار سموك ) بولاية نبراسكا الأمريكية ولمن لا يعرف قصة سموك الشهير، فهو حمار عراقي النشأة، شاهده غزاة أمريكيون في ولاية الأنبار العراقية به جروح وآثار سوء التغذية بادية عليه، حيث جحضت عيناه وهزل جسده وبذلك أخذوه إلى معسكرهم للإعتناء به، وبعد تقاعد الكولونيل جون فولسوم حن إلى الحمار العراقي وخشي عليه فعاد ليأخذه إلى غير رجعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد أن قام بكل الإجراءات الروتينية والقانونية عند الحكومة العراقية أو بالأحرى الأمريكية مادام العراقيون سوى أوراق رثة في أيدي الغزاة الأمريكيين. يبدو أن الخبر عاديا لكن في حقيقة الأمر الحمار ( سموك ) .. صناعة إعلامية محضة الغرض منها إبراز الوجه ( الحنون ) للدولة البشعة، حيث اجتذبت صفحته على الفيسبوك آلاف الزوار من مختلف مناطق العالم. إن من يتأمل أحوال العراق اليوم سيصدم لمخلفات الحرب الهمجية التي لن تمحي آثارها لعشرات السنين، فالذين يسوقون أخبارا سخيفة تفيد أنهم يعتنون بالحيوانات ومنها الحمير ويضمنون حقوقها، فهم ليسوا إلا حضارة بنيت على أنقاض جماجم البشر.. وهم أكبر شعب متعطش لسفك الدماء منذ الإبادة التاريخية للهنود الحمر السكان الأصليين للولايات المتحدة الأمريكة، حيث يروي التاريخ أخبارا مفجعة ستظل وصمة عار في تاريخ البشرية، فيكفي القول أنهم حاربوا السكان الأصليين بجثث الموتى الحاملين لجراثيم الجذري والكوليرا.. وكانوا يتسلون بصيدهم البشري ويسلخون فروات رؤوس الهنود الحمر.. بل هناك ما هو أبشع من ذلك حيث كانوا يتباهون بعدد فروج الهنديات التي تستأصل ويعلقونها على رؤوسهم في المناسبات الفخمة وهناك من الجنود المتوحشون من كان يحنط القضيب الذكري للهنود ويفرغه ويضعه كعلبة سجائر. نعم هي حقائق مفجعة.. لكنها للتاريخ.. فعفو ( سموك ) فإن التاريخ لا ينسى الوجه البشع لأمريكا التي أكرمتك؟ ونخبرك أيضا أنها الدولة التي استباحت أعراض المساجين في أبو غريب وغوانتانامو؟ والدولة الوحيدة التي قتلت شيوخ ونساء وأطفال اليابان بالقنبلة النووية؟ ( سموك ) الحمار الرائع بوصف الأمريكيين نعذره لأنه لم يكن يدري من اللئيم الذي اختطفه وأكرمه لأنه بكل ببساطة لم ينعم عليه الخالق بنعمة العقل أو كما يقول الشاعر أحمد شوقي في أحد أشعاره: لاجعل الله له قرارا عاش حمارا ومات حمارا عذرا ...يجب أن ننعي غيابك يا سموك.. لأنك وصلت لحالة الإدراك أخيرا و أردت الرحيل طوعا،بعدما أدركت أنك تركت خلفك حيوانات وديعة و خيولا عربية أصيلة تنفق باستمرار وأن هذا الإهتمام بك ماهو إلا لعبة قذرة من طرف من استباح رياضك وجنانك.. فإن كانوا يتبجحون بحقوق الحيوان فأين هي حقوق الإنسان، فالعالم يشهد أكبر جريمة في تاريخه المعاصر فقد رصدت أميركا كل قواها وإمكانياتها المادية والسياسية والإقتصادية والبشرية والعسكرية لتشريد بلاد كانت قد شقت طريقها بنجاح في ركب التنمية والخطأ الوحيد الذي ارتكبه العراقيون هو إقبالهم على التنمية والأدب و العلم أو بتعبير أكثر دقة للشاعر العراقي أحمد مطر: كل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير في زمن الحمير . نعم أمريكا تفتك بكل من يفكر وتريد أن تسود ثقافة الحمير في الوطن العربي، فقد كان حريا بها أن تنقل مخلفاتها الإشعاعية ونفاياتها وغازاتها السامة إلى بلادها بدل سمو الحمار ( سموك ) ، فإن نفق الحمار سموك فآلاف العراقيين يموتون بأمراض لم يعرفونها قط إلا بعد الإحتلال الهمجي، الغاصب .. كتضاعف حالات السرطان والتشوهات الخلقية للمواليد، فمدينة الفلوجة المجاهدة مثلا توقف فيها العديد من الأزواج عن الإنجاب بسبب تفاقم التشوهات الخلقية التي تصيب الأجنة بسبب قصف المدينة من طرف الغزاة الأمريكيين بالفوسفور الأبيض الذي يأتي يوميا على ما تبقى من الحياة في هذه المدينة المنكوبة. آه .... لو كان يدري سمو الفقيد ( سموك ) حجم هذه الجرائم لما رضي يوما بهذا التبني اللعين.. فحتى حميرنا تشمئز من ألبان ذلك الثدي الذي يسيل بالدم والنار؟