إن فقدان التوازن بالموقف السياسي مؤشرا لايقبل الجدل على ضـعف الحالة الايمانيـة واهتزاز القناعة الفكريـة في الاطـروحـات التي يعبر عنها السياسي في التلفـاز وما ينشره في الصحـف ومايعلنــه للجمهـور . أمـا السياسي الذي يلتحـف بالدين ويمـارس النفـاق السياسي والكـذب في العلن فتحـال أوراقــه الى ذي القرنين عليه السلام ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكر ) * الكهف الاية 87 ، لما يلحقـه من إسـاة للدين وللوطن وللاخلاق العامـة التي يجـب أن تسود في المجتمع العربي المؤمن والتي يدعوا لها شهر الله شهر رمضان الفضيل. الشيخ الراشـد الغنوشي صاحب حزب النهضة التونسي وصاحب المواقف المتقلبـة في أهـم القضايا والتي يتلبس بها الف لـون في كل قضيـة ، يجاهـر هذه المـرة في النفـاق ولكن في شهر أخصه الله تعالى لتهذيب النفس عن الشوائب الدنيوية لتغليب ما هو محمود من الاخلاق العامة من الصدق وعدم الرياء وصون النفس من شهوات الدنيا . في مؤتمر حزب النهضة منتصف تموز/ يوليو دعى الغنوشي ممثلين من حزب نصر إيران متناسي عن عمـد دورهـم في أراقة دمـاء أهلنـا في سوريا ودورهم التخريبي ودعمهم وتدريبهم لعصابات القتـل في العراق وخلايا الفتنة الطائفية النائمة في اغلب الاقطـار العربية وخصوصا في دول الخليج العربي ومصر . وبعد أحتجاج أهلنا في سوريا لما اعتبروه موقفا غير مفهوم وخالي من الوعي والحكمة بادر الغنوشي للاعتذار وكأنـه لم يقراء أو يعرف شي عن دور حزب نصر إيران . ودلالة هذا التصرف بظاهره ، إن الغنوشي لا يدرك ما يدور في المنطقـة وتغلبـه شهوه وغرور الحال الذي وصل اليـه من موقع في تونس أما إذا أردنا التجوال في خبايا المواقف السياسية للغنوشي فتاريخه مليئ بنقـد حالة سياسية في مكـان وتأييد ذات الحالة في مكـان اخر كمـا هو الحال في موقفــه من إيـران ، في أمريكـا يؤكد عدم تأييده للسياسة الايرانيـة وعندما يعـود يصرح خلاف ذلك وللقارئ البحث في ذلك . في معرض أستقبال الغنوشي لسفير دولة فارس في تونس 11 آب/ أغسطس أطنـب على إيران ودورها مالم يقولـه حتى أعـوان الخمينـي ، فهو القائـل ( الامام الخميني الراحل احد اكبر المصلحين في التاريخ المعاصر ) . فهل للغنوشي الوقت أن يعدد أصلاحات الخميني ؟ فهـل أعاد الجزر العربيـة الثـلاث ؟ هل ترك لاهلنا في الاحواز أسمائهم العربيـة وتاريخهم ومدارسهم واصلح مدنهم وقراهــم ؟ أم قبـل وقف سفك دم المسلمين لثمان سنوات دون ان يتجرع كأس الســم ؟ أم أصلاحــه في قولــه المعروف بأن سيد الانــام محمد ابن عبدالله صل الله عليه وسلم لم يكمـل دعــوته ولم يتمم رسالته ؟ أمـا قولــه ( أن الثورة الاسلامية تشق طريقها تحت زعامة أية الله السيد علي الخامني وبعزم وارادة الشعب الإيراني ) فقولـة أكثر من هزليـة وتنـم على إن صاحبهـا فقـد التوازن النفسي والسياسي ولم يعـد يفقـه شي لا في السياسة ولا في منطق الاحداث . إيران تعانـي من إنهيار سياسي حيث فقدت مصداقيتها أما الشعب العربي وكشرت عن أنيابهـا المسمومة عن طريق خلاياها النائمـة في الاقطار العربيـة وقتلها لخيرة الضباط والطيارين في الجيش العراقي بعد احتلال العراق الذي شاركت به الصهاينة والامريكان ودعمها وتسييرها حكومات الاحتلال المتعاقبة في العراق ،، وموقفها المخزي العنصري من الخليج العربي أسما ودولا . أما أقتصادها فهو على حافـة الانهيار الكامـل بسبب سياستها الرعناء التسليحية لغايات معروفة هو قضـم اكبر مساحة ممكنة من الخليج العربي ودوله ، ناهيك عن تمسكها بأحتلال العراق . أيدلنا الغنوشي كيف تشـق طريقها ثورتهـم وعلى حسـاب مـن وبأي ادواة ؟ أم قـول فقـط للمديح الاعلامي والنفـاق السياسي أم بتــوجيه ؟إن سلوك الغنوشي وغيـره في تـونس يدعـوا الشعب التونسي للنهوض بثورة تصحيحيـة لوقـف الانحـراف الذي جرف الثورة التونسية العظيمـة عن مسارها والحفاظ على مكاسب الثورة ووقف نـزيف الاســاءة للثورات العربية الذي يمثلـه سياسيين كُثـر من أمثــال الغنوشي الفارسي . وهنا لابد من الاشارة الى أمرين في غايـة الاهمـية اولهما محاضرة الغنوشي في الايباك ( اللوبي الصهيوني في أمريك ) في الاول من ديسمبر 2011 في واشنطن وادناه الرابط الذي يؤكد هذه المعلومة والتي أبدى فيها الغنوشي معارضته لاي عداء للصهيونية في تونـس ويمكن للقارئ الكريم أن يدخل قرية المعلومات العالمية الانترنيت ليقراء المزيد عن هذا الامـر . والامـر الثاني الذي لا يقل أهمية عن سابقه ، هو تأكيـد القوى الوطنية التونسية لرفض الغنوشي شخصيا مطالبة القوى الثورية التونسية بالتجـريم القانوني للتطبيع مع الكيان الصهيوني وكان من أشـد المعارضين لهذا المطلب الغنوشي نفسه ومن خلفه حزب النهضـة . وكانت محطات التلفاز قد نقلت وقائع المؤتمر القومي العربي المنعقد في 4 حزيران / يونيو في تونس والاحتجاجات التي قامت بها مجموعة من المتظاهرين الذي دخلوا المؤتمر رافعي شعارات تدين الغنوشي شخصيا على أثر موقفـه الرافض تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني . يمتدح الغنوشي الخميني ودولته والاخير يدعي لمعادة الكيان الصهيوني ، والغنوشي يرفض تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ،، والغنوشي يعتذر للشعب السوري لدعوته حزب أيران ويكيل المديح للدولة الراعية لهذا الحزب والذي هو اهم مخالب إيـران في المنطقة . والغنوشي يزور أيبـاك ويحاضـر فيهــا !!!! . أليـــس الغنوشــي وحزبـــــه بعد هــذا في نفــاق وكذب أم مــــــــــاذا؟؟؟؟ خذوا الناس باعمــالهم لا بعنواينهـم التي يتقلدوها ، ونحن ننتظر ثـورة في تونـس لازاحة الغنوشي ورهطه. http://www.weeklystandard.com/keyword/Rached-Ghannouchi