شبكة ذي قار
عاجل










لم يكن غريبا ان تلجأ وكالة انباء ايرانية معروفة، هي وكالة فارس التابعة للحرس الثوري، الى الكذب والتزوير وان "تفبرك" حوارا مزعوما مع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وتنسب اليه تصريحات لم يدل بها اطلاقا. وقد سارعت الرئاسة المصرية فورا بفضح الوكالة واكاذيبها. بل واعلنت الرئاسة امس ان السلطات المصرية سوف تتخذ الاجراءات القانونية ضد الوكالة.اقول ان هذا لم يكن غريبا لأن هذا هو نهج الاعلام الايراني بصفة عامة. الاعلام الايراني لا يتورع لحظة واحدة في ان يلجأ الى مثل هذا الكذب والتضليل والفبركة. وقد سبق لي ان عرضت في مقالات عدة في هذا المكان امثلة كثيرة لهذه الاكاذيب واوجه التضليل.حقيقة الأمر ان الاعلام الايراني يعتبر ان هذا التزوير والكذب امرا عاديا جدا ومقبولا جدا. ليس هذا فحسب، بل انه يعتبر ذلكب" مهمة وطنية". مثلا، حين دأب الاعلام الايراني طوال الاشهر الماضية ويوميا وعلى مدار الساعة، على ترديد الاكاذيب عن البحرين وعن الاوضاع والتطورات فيها، هو لا يعتبر ان في ذلك ما يشين او انه امر مستهجن مهنيا او اخلاقيا. هو يعتبر ذلك بمثابة " مهمة مقدسة" طالما ان هذا يخدم في تصوره الطائفيين الموالين لايران في البحرين، ويخدم الاطماع الايرانية والمشروع الايراني في المنطقة.وفي هذا الاطار بالضبط نستطيع ان نفهم لماذا تجرأت وكالة الانباء الايرانية ولم تتردد لحظة في الكذب و" فبركة" هذا الحوار المزعوم مع الرئيس مرسي. هم تصوروا انهم بهذه الكذبة وبالتصريحات التي نسبوها زورا الى الرئيس مرسي يعطون الانطباع العام بأن ما يجري في مصر يسير في صالح ايران، وبأن ايران يتعزز موقفها الاقليمي. اما ان يتضح بعد ذلك انهم يكذبون ويفبركون، فهذا امر لا يعنيهم في شئ. على العموم، مثل هذا النوع من التفكير والسلوك يندرج في اطار الاوهام الايرانية سواء فيما يتعلق بالاوضاع في المنطقة بصفة عامة، او فيما يتعلق بمصر الجديدة ومواقفها من ايران بصفة خاصة.ايران تتعلق بوهم كبير هي التي خلقته وصدقته يان التغيرات التي تجري في المنطقة هي " صحوة اسلامية" تستلهم التجربة الايرانية، وتتعلق بوهم ان التغيرات التي تشهدها مصر تخدم ايران واستراتيجيتها في المنطقة. والحقيقة التي يجب ان تعلمها ايران انه فيما يتعلق بمصر وبسياساتها الاقليمية ومواقفها من ايران والسياسات التي من المتوقع ان ينتهجها الرئيس مرسي، هناك عدد من الثوابت التي تحكم ذلك، في مقدمتها ما يلي: اولا : ان الرئيس مرسي على علم تام من دون شك بالمحاولات الايرانية لاختراق الساحة الداخلية المصرية مستغلة اوضاع ما بعد الثورة، وهي محاولات تخريبية.الرئيس مرسي على علم بالطبع بالمحاولات الايرانية لنشر التشيع لاسباب واهداف طائفية سياسية، وهي المحاولات التي تصدى لها الازهر الشريف مؤخرا بحزم تام.وهو على علم بمحاولات ايران اختراق صفوف قوى سياسية وشخصيات في الحياة السياسية المصرية بالمال ومختلف الاغراءات. وهناك قضية شهيرة معروفة اتهم فيها دبلوماسي ايراني بالقيام بعمليات تجسس وتخريب ومحاولة تجنيد اشخاص في احزاب وقوى سياسية. بالنسبة للرئيس مرسي لا يمكن ان يكون هذا مقبولا ولا شك انه سيتصدى له بحزم. وقد كان حريصا في اول خطاب يوجهه بعد فوزه على تأكيد انه ليس مسموحا لأي قوة بان تتدخل في شئون مصر الداخلية.ثانيا : انه بالنسبة الى مصر بشكل عام، فان الاولوية الكبرى في علاقاتها وروابطها الخارجية هي للعلاقات والروابط مع الدول العربية الشقيقة. والرئيس مرسي يعلم تمام العلم بالتاكيد بابعاد التدخل الايراني في شئون دول الخليج العربية ومخططاتها التخريبية واطماعها للهيمنة على مقدرات المنطقة.ومصر الجديدة وفي عهد الرئيس مرسي لا يمكن ان تقبل بهذا الدور الايراني التخريبي، ولا يمكن ان تقدم على أي خطوة يمكن ان تلحق ضررا بمصالح دول الخليج العربية، ويستحيل ان تفكر في ان تكون علاقاتها مع ايران على حساب امن واستقرار دول الخليج العربية الذي هو في النهاية جزء لا يتجزأ من امن مصر. ثالثا : ان الرئيس مرسي في خطابه الاول بعد فوزه تحدث عن دور مصر القيادي للأمة الذي قال انه قدر. وهوبالفعل كذلك. وعودة مصر الى ممارسة دورها القيادي في المنطقة لا يمكن ان يتحقق في ظل الصمت او غض النظر عن دور ايراني يمثل تهديدا للدول العربية.وبالنسبة للرئيس مرسي ومؤسسات الدولة المصرية عموما في العهد الجديد لا يمكن القبول بأطماع او مخططات أي قوة اجنبية مثل ايران او غيرها تهدف الى الهيمنة على مقدرات المنطقة، وعلى حساب مصر ودورها. والقضية هنا لا تتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين مصر وايران. هذه العلاقات موجودة بالفعل. القضية تتعلق بجوهر الدور الايراني في المنطقة والاطماع الايرانية. وعلى ضوء الثوابت المصرية التي اشرنا الى بعضها، فان مصر الجديدة لا يمكن ان تقبل بالدور التخريبي الايراني ولا بالاطماع الايرانية في المنطقة. ولهذا، اذا كانت ايران تريد ان تقيم فعلا علاقات طيبة طبيعية مع مصر الجديدة ومع الدول العربية عامة، فعليها بدلا من ترديد الاكاذيب وفبركة الاخبار، ان تكف عن تدخلها في شئون الدول العربية، وان تتخلى عن اوهامها بامكانية فرض اجندتها او تحقيق اطماعها في المنطقة.




الخميس٨ ÔÚÈÜÜÇä ١٤٣٣ ۞۞۞ ٢٨ / ÍÜÒíÑÇä / ٢٠١٢


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق السيد زهره طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان