تأملت بما فيه الكفاية فيما سألته الدكتورة القديرة مي طه والكاتب المرموق عبدالله الشامي حول الجبهة العربية لتحرير الأحواز من المؤتمر القومي العربي , وقرأت ما كتب هؤلاء الشرفاء أكثر من مرة ووصلت إلى قناعة أن أكتب وأشارك إخواني بما أملى عليهم ضميرهم بأن يذكّروا المؤتمر القومي بقضية عربية نعجب من أنه لماذا يكون قدرها النسيان دائما ألا وهي الأحواز العربية التي احتلها الفرس في غفلة من الزمن على يد رضا خان شاه إيران عام 1925. أنا جئت أولا لأضم صوتي إلى أصوات الدكتورة مي طه وعبدالله الشامي لأسأل معهم : ما هو رأي المؤتمر القومي العربي بالإعتراف بالجبهة العربية لتحرير الأحواز كعضو فيه تطرح قضية الأحواز التي يعاني أهلنا فيها من الظلم والاضطهاد من المحتلين الفرس لأكثر من خمسة وثمانين عاما. ولست مهاجما إذا ما طرحت سؤالا أشد قسوة على القائمين على هذا المؤتمر وهو:ألا تستحي العرب من أن تطرح الأجانب قضية الأحواز في برلماناتها كبريطانيا والبرلمان الأروبي والدول العربية وعلى الأقل المؤتمر الذي يسمي نفسه قومي عربي على أساس أن يدافع عن القضايا العربية دون تمييز ساكتة وساكت ولا يحركون ساكنا تجاه هذه القضية المنسية؟ متى يستيقظ العرب من سباتهم ومتى تصحوا ضمائرهم ويطلقوا العنان لأصواتهم كي يسمع العالم منهم: لبيك يا أحواز دون خوفا من إيران ودون تمييز بينها وبين فلسطين ؟ شاركت في أعمال المؤتمر العام الثامن للجبهة العربية لتحرير الأحواز المنعقد في مدينة آرفيكا السويدية في السادس عشر من حزيران وقرأت في عيون الشباب الأحوازي سواءً من أبناء الجبهة أو من الأحوازيين المشاركين من غير الجبهة العربية ألف سؤال وسؤال موجّه لي ولغيري جلها تقول : أنستحق أن تمر علينا أكثر من ثمانية عقود ونحن تحت الإحتلال الفارسي والعرب يرون ويسمعون بمعاناتنا ... أمن العدل يا أبناء عمومتنا تدافعون عن أرض عربية محتلة دون أخرى ...لماذا كل هذه الإزدواجية في التعامل ولماذا هذه النظرة الواثقة من إيران على أنها الأخ غير الشقيق إلى العرب يا مؤتمرنا القومي العربي وهي تحتل الأحواز والجزر العربية الاماراتية الثلاث ناهيك عن احتلالها للعراق ولبنان وسوريا وتدخلها في شؤون الدول العربية في الخليج العربي وعلى رأسها مملكة البحرين الشقيقة وبقية الدول العربية ومنها مصر بحجة تقديم المساعدات الإنسانية لهذه الدول وهي تهدف من ورائها التوسع على حساب هذه الدول وشعوبها التي تظن إيران بأنها بحاجة إلى مساعداتها الانسانية . نعم قرأت هذه الأسئلة وغيرها من الأسلة في عيون هؤلاء الشباب هؤلاء المناضلين وقرأت في التقرير السياسي الكثير الكثير من مواقف الأحوازيين من خلال الجبهة العربية لتحرير الأحواز تجاه قضايا أمتهم , وتوقفت كثيرا في فقرات العراق والخليج العربي وقضايا الأمة العربية المثبتة في هذا التقرير ولمست غيرة المناضلين الأحوازيين على أمتهم ولم ينسوا هذه القضايا حتى وانهم بحاجة إلى التفكير بقضيتهم فقط ويناضلون من أجل تحرير وطنهم لكنهم لم ينسوا قضاياهم المصيرية وعلى رأسها فلسطين ... ولكن لم أقرأ ولو لمرة واحدة من المؤتمر القومي العربي خلال هذه الحقبة على الأقل ولم أجد موقف عربي رسمي واحد ينادي بتحرير الأحواز من المحتلين الفرس ...هل هذا محاباة للمحتلين الفرس أم هي مصالح شخصية مدفوعة الثمن لا يهم أصحابها القضايا المصيرية التي تنتظر منا ليس المواقف فقط بل تريد منا أن نتحرك ونساعد ونموّل مناضليها ومن أهم وأبرز هذه القضايا قضية الأحواز المحتلة. أنا أضم صوتي للدكتورة مي طه والأخ عبدالله الشامي على أن يتحرك المؤتمر القومي العربي بجدية لتنقية مواقفه التي نسي فيها القضية الأحوازية ليضم الجبهة العربية لتحرير الأحواز في إطاره كعضو دائم وفعال لأنها أكبر تنظيم أحوازي من حيث القدم والعطاء والشهداء وما تضمه من مؤسسات كجيش تحرير الأحواز والإتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز والإتحاد العام لنساء الأحواز والتي رأينا في المؤتمر كيف كان أعضاء هذه المؤسسات مستبشرين بالمستقبل وعند لقائنا بهم على انفراد كان الأمل في عيونهم ولكن بجانبه العتاب الشديد على أبناء أمتهم. كما وأني لا أنسى أن أذكر عريف الحفل الأخ المناضل أبورسالة حينما دعى أحد أخوته الضيوف لإلقاء كلمته وصاح بصوته الأحوازي الشجي الذي كان يخرج منه العتب على أهله العرب: "والله ومحتاجك يا خي" حينها تأثرت أيما تأثير وتأثر من كان معي في القاعة واغرورقت عيناي بالدموع. وبعد كل هذا نتمنى أن نسمع من المؤتمر القومي العربي وهو يقول : لبيك يا أحواز من خلال اعترافه بالجبهة العربية لتحرير الأحواز كعضو دائم فيه لتكتب د. مي طه مقالتها التأريخية التي ستقول فيها: ما ضاع حقٌ وراءه مطالب وحصلت على ما طلبته من المؤتمر القومي العربي تجاه قضيتي المنسية قضية الأحواز كمواطنة عربية لا تفرق بين هذه القضية العربية وتلك.