استقبلت جماهير اطراف جنوب الموصل يوم الاربعاء المصادف 20 / 6 / 2012 بحفاوة بالغة ، وحماس شعبي منقطع النظير ، ابن الغيرة العراقية ، البطل قيصر سعدي الجبوري ، ذلك الجندي العراقي الباسل ، الذي ضرب مثلا عاليا لقيم الشهامة والشرف ، يوم انبرى ببسالة نادرة للدفاع عن اخته المرأة العراقية الحامل في منطقة الإصلاح الزراعي ، في مدينة الموصل الحدباء في يوم 26 كانون الأول 2007 ... يوم استغاثت من يدفع عنها اذى الأنجاس جنود الاحتلال الامريكي البربري ، عندما شنوا حملة دهم وتفتيش في أحد أحياء الموصل ، حيث تعرضوا لها في منزلها ضربا وركلا.فانبرى لهم البطل قيصر ، الذي كان أحد أفراد الحرس الحكومي ، وقد فار دم الغيرة في عروقه ، فما كان منه إلا أن اعتلى إحدى العربات المسلحة قربه ، وفتح النار عليهم ، فقتل ثلاثة من جنود الاحـتلال الامريكي ، بينهم ضابط برتبة نقيب ، وجرح أربعة آخرين منهم ، فزلزل كيان المحتل قيادة وقاعدة. هكذا اذن انتخى لها اخوها المقاتل العراقي الغيور البطل قيصر سعدي الجبوري على عجل ، فجاء صوته مددا فوريا هادرا بالرصاص دون تردد ، حيث الغيرة العربية تفور في عروقه ، لتبقى الكبرياء العراقية شامخة دوما ، تدوس بحذائها على جثة المحتل الغازي. ولا عجب في ذلك ، فالبطل قيصر ذلك الريفي الولادة والنشأة ، يقطر شيمة وشهامة بطبيعته. فهو من مواليد قرى ريف اطراف جنوب الموصل بناحية القيارة.وبذلك فان عوامل نشأته وتكوينه ، اضافة الى الاصالة الذاتية ، واستعداده الفطري لانجاز تضحيات بطولية ، قد انعكست بشكل مباشر ومؤثر ، في تكوين ملامح فردانيته ألذاتية ، وتحديد نمط اسلوبه البطولي ، في عملية توحد جدلية مع فضاءات بيئته ، بحس صادق ، ومن دون تزييف. وبذلك تجلت الأصالة والخصوصية معا ، بشكل واضح في تميزه البطولي الفرداني ، فحصنته من ارهاصات الضعف والتردد ، بتأثير عاصفة التزييف التي رافقت الاحتلال ، فتمكن بملكاته الفطرية ، وحسه العروبي المرهف ، من ممارسة قصة البطولة بجدارة ، وبوحي من واقع مؤثرات انتمائه الاصيل الى عناصر بيئته ، التي اهلته ان يتواصل ببطولة نادرة مع التاريخ ، بأعلى صور الفروسية والنخوة للشرف ، والأرض والوطن ، فتجسد بذلك رمزا بطوليا ، في لوحة شرف البطولة العربية ، التي تأبى الذل والهوان. ويبقى ابناء العراق الغيارى ، رموزا حية للبطولة والتضحية من اجل الوطن. وهم بهذه البطولة النادرة ، يجسدون التواصل البطولي المعاصر للأمة مع تراثها المجيد في صوره المشرقة. فتحية لقيصر الفارس ، وتحية للقيارة الاصيلة ، التي انجبته ، وتحية للموصل الحدباء ام الرماح الباسلة ، التي استكمل مسيرة بطولاتها المجيدة ، وتحية لكل العراقيين الابطال من نظائر قيصر ، الذين ببطولاتهم هزموا المحتل الامريكي الغاشم ، وأذاقوه الامرين بشدة باسهم ، فارتد الى جحره خاسئا وهو حسير.