لقد بدأت الحرب الكونية الثالثة منذ عام 1990، وأشتعل فتيلها مع أول صاروخ أطلق على بغداد في 17/1/1991، بداية هذه الحرب لم تكن كبدايات الحربين الكونيتين السابقين، فلا يوجد طرفي نزاع يبغي كل منهما تنفيذ مشروعه للسيطرة على العالم، وهذا يتطلب تكتل لمجموعة دول بطرفين كل منهما يهدف كسب الحرب، أي أن دولا تحالفت فيما بينها لمواجهة مشكلة مشتركة، ضد تحالف آخر، كل من دول الطرفين تجد أن هنالك توافقا فيما بينها لتحقيق ذلك، كأن يكون تنفيذ مشروع سياسي أو عسكري مشترك، أو يكون مواجهة عسكرية أو معركة دفاعية ضد عدو مشترك، أو إستعداد لشن حرب لتنافس بينهما على الممصالح، وقد يتطلب ذلك إحتلال دول محسوبة على هذا الطرف أو ذاك، أو تستباح بلدان وتحتل وهي لا شأن لها في الحرب، وليست طرفا فيها، لأن أحد الأطراف يرى أنها إستراتيجية ومؤثرة في المواجهة العسكرية ضد الطرف الآخر، في الحرب الكونية الجديدة طرف واحد منفلت، ولا يوجد له عدو محدد أو حقيقي، بل هو يضع أعداءا مفترضين، يعتبرها عدوا وفق تفسيرات وأسباب يجد ما يبررها لنفسه ليتخذها أهدافا، ويشن عليها العدوان متى شاء، وبلا قيد قانوني أو أخلاقي، فهو يرى نفسه متفوقا، وكل الظروف مثالية ومهيئة لفرض مشروعه، وعليه أن يستثمر الفرصة السانحة لتنفيذ ما يبغيه، هذا الطرف هو الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الصهيونية العالمية، اللذان يلتقيان على مشروع إرهابي شرير، هو السيطرة على العالم، والطرف الثاني وهمي تحدده أمريكا وفق هواها، وفي الحقيقة هو كل شعوب العالم، الغير سائرة في ركاب الإمبريالية، التي تناهض الهيمنة والعدوان والبغي. فأمريكا دولة الشركات متعددة الجنسيات وعابرة الحدود، صاحبة القوة والثروة تبغي الهيمنة على العالم وتنصيب نفسها قائدة له وحاكما وشرطيا عليه، والصهيونية تتطلع لنفس الهدف ولكن من زاوية دينية متطرفة تلموذية لا أساس شرعي ولا مرتكزات لها، فالصهيونية ترى أن اليهود شعب الله المختار، وإن باقي البشر ما خلقوا إلا لخدمتهم. إن تفرد أمريكا وأمتلاكها كثير من عوامل القوة، وتغيُر طبيعة النزاع الدولي نتيجة تفكك الإتحاد السوفيتي، القوة التي تعتبرها أمريكا والعالم أنها الطرف الذي يحقق التوازن في السياسة الدولية، وتداعيات ذلك على الوضع الدولي عموما، جعلها تفكر في أن تستغل ذلك وتوظفه للهيمنة على العالم، وتنفيذ مشروع الأمبريالية والصهيونية القديم الجديد الباغي، فأمريكا ومنذ ظهورها كإمبراطورية إقتصادية وعسكرية كبرى، وسعيها لتكون قائدة للعالم من خلال الفكر المتطرف المتصهين الذي نشأ مع نشوئها وتناغم ذلك مع الرغبة الصهيونية المتطرفة، صاحبة النفوذ الكبير والمتحالفة مع القوى الفاعلة والمؤثرة في السياسة الأمريكية، والقادرة على توجيه القرار السياسي والعسكري بأمريكا، كشركات الإحتكار العالمي صاحبة النفوذ والسلطة، واللوبي الصهيوني المهيمن على الإدارات الأمريكية، والمتحالف مع الأحتكار وشركاته، بل المتداخل لحد التوحد معه، ترى الفرصة سانحة لتحقيق المخطط الصهيوني الإمبريالي بالسيطرة على العالم. وإستثمار عوامل القوة الأمريكية، والمتمثلة بالآتي: 1. تملك القوة العسكرية الغاشمة. 2. تمتلك الثروة والمال، ومعروف ما للعامل الإقتصادي من أثر في حسم الحروب. 3. تمتلك التقنيات التي لا يمكن أن تدانيها أي إمكانات توفرها دولة أو دول في العالم الثالث، خاصة في ظرف دولي مختل، وغير متوازن. 4. تفرد أمريكا كقوة عظمى غاشمة، جعلها قادرة على تسخير المنظمة الدولية ومجلس الأمن ليكونا في خدمة مشروعها، خاصة بعد ما فقد التوازن فيهما، ولم يبقى من يعترض على ماتراه وتقرره. 5. إن توافق الدول الكبرى معها في ما أسمته حربا ضد الإرهاب، وعدم إبداء أي خلاف أو إختلاف على رؤيتها، حتى ولو بالتفسيرات التي تضعها هي للإرهاب، جعلها متأكدة من أن ذلك سيتيح لها تبرير أي عمل تقوم به، تحت هذه الذريعة. 6. مع عدم وجود تعريف دولي للإرهاب، وعدم تحديد مفهوم واضح ومحدد له، يتيح لها أن تصف أي عمل مناهض لسياستها على أنه إرهاب، حتى وإن كان مشروعا كمقاومة الإحتلال للبلدان وإستباحتها وإذلال الشعوب والأمم الأخرى. 7. بفقدان التوازن الدولي، والتداعيات التي ترتبت عليه، فإن الفرصة سانحة ويجب أن تستثمر، فهذا التوافق الدولي على البرنامج العدواني الأمريكي في ما أسمته الحرب ضد الإرهاب، وهو ليس كذلك، جعل أمريكا تستهدف من تراه رافضا لمشروعها الباغي الشرير في الهيمنة على العالم، وتصنف كل من تراه هي غير موافق لرؤيتها، أنه إرهابي أو داعما للإرهاب، ويشكل خطرا على الأمن والسلم الدولي. 8. تمتلك قدرات إعلامية ضخمة وفاعلة، وقادرة على توظيفها وتوجيهها لخدمة مخططها، وتبرير أفعالها، وتشويه صور مناهضيها، وإقناع أو تضليل الرأي العام المحلي والعالمي بصحة رؤيتها، من خلال تشويه الحقائق وفبركة الوقائع وتزويرها. 9. إستثمار ما تتمتع به من سمعة في مجال الديمقراطية، وضمان الحريات الفكرية، وحقوق الإنسان، وضمان فرص العمل، ضمن رؤيتها وقواعدها في السياسة الداخلية لمواطنيها والمهاجرين إليها، ولو أن كل ذلك مبني على قواعد تعطي الطبقة المالكة لرأس المال والثروة حقوقا تختلف في الجوانب السياسية في أمريكا، وهي في غالبها صحيحة نسبيا، إضافة لما يزينه لها الإعلام في هذا الجانب. 10. ÊÃÕá ÑæÍ ÇáãÛÇãÑÉ æÇáãÌÇÒÝÉ Ýí ÇáäÝÓ ÇáÃãÑíßíÉ¡ æÅÓÊÛáÇáåÇ ÇáÙÑÝ ÇáÏæáí ÇáÝÑÕÉ áÊäÝíÐ ãÔÑæÚåÇ ÇáÔÑíÑ. ßá Ðáß íæÖÍ ØÈíÚÉ æÔßá ÇáÍÑÈ ÇáßæäíÉ ÇáËÇáËÉ¡ Ýåí ÓÊßæä ÍÑÈÇ ÊÏÑíÌíÉ ãÝÊæÍÉ¡ ÝíåÇ ØÑÝ æÇÍÏ ãåíãä åæ ÃãÑíßÇ¡ æÊÎÏãå ßá ÇáÙÑæÝ ÇáÏæáíÉ¡ ÓíÇÓíÇ æÚÓßÑíÇ æÅÞÊÕÇÏíÇ æÅÚáÇãíÇ¡ æãä åäÇ ßÇä ÓáÇÍ ÇáÅÚáÇã æÇáÍÑÈ ÇáäÝÓíÉ æÇáÅÑåÇÈ¡ åæ Ãæá ÃÓáÍÊåÇ æÃÏæÇÊåÇ¡ æåÐÇ áÇ íÛäì Úä ÇáÞæÉ ÇáÛÇÔãÉ ÚäÏãÇ íÍíä ÏæÑåÇ¡ æÊÈÑÒ ÇáÍÇÌÉ áÅÓÊÎÏÇãåÇ¡ æÇáÐí íÌÈ Ãä íßæä ÚäíÝÇ æãÏãÑÇ áíÍÞÞ ÃåÏÇÝÇ ÚÏíÏÉ¡ ÃåãåÇ: ● ÊÑßíÚ ÇáÔÚÈ ÇáÐí íÚÊÒ ÈßÑÇãÊå æíÑÝÖ ÇáÚÈæÏíÉ¡ æÊÏãíÑ æÍÏÊå æÈäíÊå¡ æßÓÑ ÔæßÊå. ● ÅÑÓÇá ÑÓÇÆá ááÂÎÑíä ÔÚæÈÇ æÞÇÏÉ¡ ÊÚáä Åä ãä íÚÇÑÖäÇ Óíßæä åÐÇ ãÕíÑå. ● ÊÃßíÏ ÇáÅãÈÑíÇáíÉ æÎÇÕÉ ÃãÑíßÇ ÈÃä Ããä ÇáßíÇä ÇáÕåíæäí ÝæÞ ßá ÅÚÊÈÇÑ. ● ÊíÆíÓ ÇáÌãÇåíÑ æØáÇÆÚåÇ ÇáãäÙãÉ æÃÍÒÇÈåÇ æÝÕÇÆáåÇ ÇáãÞÇæãÉ ÈÔßá ÎÇÕ ãä ÌÏæì ßÝÇÍåÇ æäÖÇáåÇ. ● طبيعة العدوان وأدواته ووسائله تكشف حجم العداء الغربي للعرب والمسلمين. كل ذلك يجري بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الحريات ومحاربة الدكتاتوريات والأنظمة الشمولية والدفاع عن الشرعية الدولية وحماية الأقليات العرقية والدينية والطائفية والمذهبية، حتى صار أحد أهداف الحملة الأمريكية الدفاع عن الشاذين والمنحرفين، كالمثليين وأتباع قوم لوط ، وأعتبر الشذوذ الجنسي والإنحراف الأخلاقي أحد الحقوق المشروعة للفرد، هذا كمبررات معلنة، يدعمها إعلامي ضخم كما أسلفنا بكل اللغات وبكل القارات وبأكفأ المجندين والموضفين فيه، وبإشراف فكري وفني دقيق ومتخصص، من خلال مراكز دراسات ومفكرين وأكاديميين ضلعاء، في كل جوانب الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لكن الحقيقة هي الهيمنة الأمريكية الصهيونية على العالم بأممه وشعوبه كافة، وتدمير قيمه وإستعباده، وإحتلاله لإقامة الإمبراطورية الأمريكية المتحكمة بالعالم.