شبكة ذي قار
عاجل










لماذا يتبنى الغرب دعم الحركات الإسلامية ؟ هذا السؤال ليس فيه تجني على احد ولا يحمل بين ثناياه مغالطات بل كلنا نعيش الآن واقعا عملية الدعم هذه في عدد من الأقطار العربية ذات الأغلبية الإسلامية ومنها في العراق وفي مصر وفي ليبيا وفي سوريا وغيرها من البلدان العربية والإسلامية في وقت تشن فيه حملات إبادة جماعية للمسلمين في أقطار أخرى طبعا دون تمييز بين هذه الطائفة أو ذلك المذهب , وقبل البدء بتناول موضوعنا والإجابة على هذا السؤال حسب وجهة نظرنا لابد من التفريق بين الإسلام الحقيقي ومعتنقيه كدين وبين المتأسلمين الذين ليس لهم صلة بالإسلام إلا عنوان الهوية والمظهر وهؤلاء في أحسن الأحوال لا يتجاوزون أن يكونوا معاول هدم في الإسلام وهم صورة مشوهه غير حقيقية وغير مقبولة للدين الحنيف وهم من يتطرق إليهم موضوعنا مع إجلالنا وتقديرنا لرواد الفكر الإسلامي وإعلامه بمختلف مذاهبهم فهم دائما بوصلة آمنة تؤشر إلى صواب الطريق والحافظ والوسيلة التي جندت نفسها لخدمة الرسالة السماوية العظيمة دون مقابل إلا ابتغاء وجه الله من خلال نأيهم بأنفسهم عن الانخراط في دهاليز السياسة المظلمة وإذا تدخلوا فذلك فقط لتأشير الخلل وطرح معالجاته حفاظا على عامة الناس من كوارث السياسة . تختلط الأوراق لدى عدد كبير من الناس فيرى إن المستقبل القريب سيحمل لنا أنباء عن تسلق الإسلاميين المتشددين أو المتطرفين كما يطلق عليهم إلى قيادة الحكومات العربية التي جرت فيها حركات شعبية وأسقطت أنظمة حكمها ولم تحسم بشكل كامل نتائجها ابتداءا من تونس وليس انتهاءا باليمن , وليس من المهم الوقوف على تقويم من يوجه هذه الحركات وكيف يديرها وطرق دعمها وتمويلها لأنه معروف للعامة , كما يتوهم البعض إن المد القومي العربي اخذ في التراجع والانحسار لصالح ما نسمعه الآن من الدعوات إلى صعود التيارات الإسلامية في قمة هرم السلطة ويضع بين التيارين فواصل أو هوة كبيرة متناسيا أن العروبة والإسلام يتوحدان تماما ليكمل بعضهما البعض وان في هذا خطأ كبير وحيف للجميع تحدثنا عنه مرات كثيرة في مناسبات عدة , وهو محق حين يلحظ عن دون تبصر الهتافات التي تصاعدت في بعض الحالات التي رافقها العنف الطائفي وعمليات القتل البشعة التي تأطرت بها تلك الحركات والطريقة التي تنتهي إليها إذا ما وضعنا ما جرى في العراق بعد الغزو الهمجي الأمريكي له عام 2003 من عمليات منظمة للقتل والتهجير الطائفي كنقطة صفر وانطلاقة لهذه الرؤيا في نظر الاعتبار . إذا اتفقنا على إن نسلم للولايات المتحدة الأمريكية بقيادتها للعالم الغربي وان القرن الحالي هو تكملة لربع القرن الماضي الأخير , قرن أمريكي بامتياز بالخصوص منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق إلى الوقت الحاضر على اقل تقدير وبالتالي انفرادها بالقرار الاممي ولهذا القول أكثر من دليل ( في منطقتنا العربية تحديدا أكثر من غيرها ) فان هذه النظرة ستكون خاطئة من أصلها لأنها ( أي التيارات الدينية إذا كانت وطنية حقا ) ستكون مهما اختلفت في مذاهبها عامل لتوحيد الوطن العربي أولا وتوحيد الدول الإسلامية حتما ثانيا وهذا ما لا تسمح به لا الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا ولا العالم الغربي عموما لأنه يتقاطع مع الأهداف والخطط المرسومة غربيا لمستقبل دول المنطقة وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده لماذا إذن سمحت أمريكا التي دعمت كل الحركات موضوع حديثنا التي نشطت في منطقتنا ووقفت إلى جانبها أو أوحت بذلك ؟ كما هو معروف أن في المقاييس الأمريكية لا مصلحة فوق مصلحتها أبدا مهما كان الثمن ولكن واقع الحال يقول أنها في العراق سلمت القطر بعد انسحابها الشكلي إلى إيران وأطلقت يد فيلق القدس الإيراني في الوسط والجنوب , وتنظيمات القاعدة في المنطقة الغربية وحكومة عميلة منقادة لإيران بالكامل وكلها جهات تربط ممارساتها بتبريرات إسلامية أجازت لنفسها العبث بكل مقدرات الشعب العراقي وتراثه ونهبت ثرواته وان كانت تأتمر بأمر السفير الأمريكي في بغداد في بعض الحالات التي تتطلب حسما وحتى قبل هذا التاريخ كانت القوات الأمريكية توفر الظرف الآمن للمتأسلمين لتنفيذ مشـروعهم وتحتفظ ذاكرة كل عراقي بمئات الشـواهد على هذا لأنها حاولت أن تبرز الإسلام كدين إرهابي لا يؤمن إلا بقتل المخالفين للرأي وتصفيتهم وبذلك فإنها ( أي الولايات المتحدة الأمريكية ) سـتعمل على تسقيط الفكر الإسلامي لدى الشارع العراقي والعربي الذي آمن بالتعايش السلمي ونسج علاقاته الاجتماعية بتآلف ومحبة وتعاون ضمن أطر وأعراف فرضها على نفسـه والتزم بها الجميـع. على العموم إن التيارات الإسلامية السياسية منفردة غير قادرة على قيادة الشارع العربي وان نجحت في حالات معينة من تاريخها باستثمار تأثيرها الديني في التعبئة الجماهيرية عن طريق استغلال المشاعر والعواطف ومداعبتها من خلال إثارة النعرات الطائفية والخلافات المذهبية ثم تراجعت وخفت لمعانها لأنها اعتادت الانقياد للغير شريطة أن يكون قويا يؤمن لها الحماية المطلوبة في جميع المراحل التي مرت بها في عموم ساحة انتشارها العربية وغير العربية ولا تصلح أبدا للعمل السياسي منفردة ولم تفلح في صياغة نظرية عمل سياسية تؤهلها للقيادة وهذا ما يدركه تماما الغرب ويعمل عليه ليدفعها لتنفيذ مشاريعه في العالم . ان الغرب يدرك إن الفكر القومي العربي هو عدوه الأول لأنه الوحيد القادر على تجميع كل القوى الخيرة لمكافحة وجوده وإبعاد شرره عن امتنا بتوحده مع تراثه الإسلامي لذلك فقد وظف كل إمكانياته ومنها اختراق الإسلام عن طريق العملاء المتأسلمين بعد إعدادهم بالكامل للمجابهة , فبعد أن أعلن الغرب عن الإسلام مقترنا بالإرهاب عدوا افتراضيا له ليتمكن من تعبئة الرأي العام ضد المسلمين استخدم شتى الوسائل والأساليب لإنهاء وجوده ومنها زج المتطرفين مذهبيا في نشاطات الحركات الشعبية لمصادرتها أو لصناعة حروب بينية لا طائل منها إلا إضعاف الإسلام والنيل منه ثم الانقضاض على من يتبقى منه باستخدام عملائه من السياسيين فتلك صفحات يناور بها الغرب لإنجاح مشاريعه المعادية لامتنا .




السبت١٢ ÑÌÜÜÈ ١٤٣٣ ۞۞۞ ٠٢ / ÍÒíÑÇä / ٢٠١٢


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق عراق المطيري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان