شبكة ذي قار
عاجل










ما حدث في ساحة السبعين في صنعاء أغضب كل مؤمن، مثلما غضب المؤمنين من مسلسل التفجيرات التي طالت العراقيين منذ الإحتلال ولحد كتابة هذا البيان، وكما أغضبتهم سلسلة  تفجيرات سوريا، ولكن يجب أن لا نقف عند الغضب والإدانة، بل علينا أن نغور عميقا في التحليل، لنؤكد مؤشرات تلك الأعمال الإجرامية، وأهدافها، ففي العراق كان هناك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي تحول الى دولة العراق الإسلامية! وهناك مليشيات مرتبطة بالإحتلال وعمل الموساد الصهيوني و بحكومات معروفة أكثرها وضوحا حكومة إيران ساهمت بتلك التفجيرات، وفي سوريا هناك من يعلن وقوفه خلف دعم تلك التفجيرات من العرب والأتراك والغرب، وهناك من ينفذها سواءا سوريين أو عرب غيرهم وحتى أجانب كما هي في العراق، حتى وصل الأمر في العراق أن لم تبقى مدينة صغيرة أوكبيرة عدا عواصم المحافظات لم يشملها الفعل الإجرامي، وإستمر الجدل عن كون أولئك الذين يقومون بالتفجيرات في العراق كانوا يحاولوا تغطية فعلهم الإجرامي المنافي للدين بأن هناك إحتلال غربي وخارجي يستهدفوه، ولكن في سوريا واليمن ماذا يسمون فعلهم؟ كان تفجير الإثنين 21/5/2012 في ساحة السبعين حيث يقام الإستعراض العسكري السنوي للإحتفال بذكرى الوحدة اليمنية تعبيرا واضحا بأن المستهدف في كل تلك التفجيرات هو الإنسان العربي بغض النظر عن معتقده الديني والمذهبي وإنتمائه العرقي، فأول إستخلاص هو إن التفجيرات تستهدف كل مواطن عربي وبالأخص النوعي أي المؤهل سواءا كان تأهيله في الجانب العلمي أو العسكري، وهذا يعني تقويض إمكانات الأمة وزعزعة قدراتها، فعلينا أن نفكر من المستفيد من ذلك؟؟؟ وهذا يقودنا إلى إستنتاج لصالح من يعمل هؤلاء الذين يتبنون القيام بتلك التفجيرات.   الأمر الثاني أن كل التفجيرات يتبناها تنظيم متطرف يدعي الإسلام! وهذا يؤشر مسألتين، الأولى: أن الإرهاب جزء من منهج المسلمين، كون هؤلاء الذين يدعون أنهم متمسكون بجوهر الدين دون تزويق كما تحاول بعض الأطراف الأخرى تبرير وجود متطرفين خرجوا عن الدين بأن هؤلاء لا يمثلون الإسلام المعتدل بل هم متشددون أو متطرفون، ولم يصفوهم بأنهم مجاميع من المجرمين الذين لا دين لهم، وهم ليسوا من المسلمين، لأن إستهداف حياة الإنسان بلا إثبات لإرتكابه أحد الجرمين المحددان بالقرآن، اللذان هما قتل النفس البريئة أو الإفساد في الأرض، والأمرين محتاجان لإثبات على الشخص المقام عليه الحد بالبينة والشهود، وهذا يجعل كل من يقوم بالفعل الإجرامي القتل دون بينة خارج عن الإسلام، لأنه إرتكب أحدى الكبائر، فليس هناك إسلام معتدل وإسلام متشدد وإسلام متساهل، بل الإسلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وعرفناه من القرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة والسنن التي حكم بها الصحابة الأبرار، ممن عاصروا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فبعد إنتقال رسول الله العظيم الى جوار ربه تعالى وإنقطاع الوحي من الذي عدل وغير في الإسلام؟   وبهذا فإن كل الذين يقومون بتلك الجرائم هم ليسوا مسلمين، وإن فعلهم منافي للشرع والحكم الديني، ولكن رجال الإفتاء الحاليين لا يريدون قول ذلك، وهم بهذا لا يبعدون أنفسهم عن رمي مسلم بالكفر دون بينة، بل هم يتساهلون في تفسير الأحكام والتشريع الديني، وبهذا فهم يدخلون في رأي الشخصي في خانة التفريط بالدين.   الأمر الآخر الذي أراه هدف وغاية القائمين بتلك الأفعال ومن يقف ورائهم ويمولهم ويمهد لهم: هو محاولة دفع المسلمين للتخلي عن دينهم والنظر بريبة لكل متدين، وهذا هدف معلن من قبل المتطرفين اليهود والصهيونية العالمية ومؤازريهم من المتصهيينين الغربيين خصوصا الإنجيلين في أمريكا، وهذا إستهداف للإسلام كرسالة سمحاء داعية للتعايش بسلام وأمان وتعاون بين البشر جميعا، ولكن ليعلم هؤلاء المرتزقة ومن يقف ورائهم بالتمويل والتسليح والإفتاء أننا كأمة فطرت على الإيمان لن يجعلنا أي فعل إرهابي وإجرام أن نتخلى عن ديننا وشرعه، وأننا سنظل متمسكين بديننا ولو كره الكافرون.   نعم لقد قدمنا كأمة تضحيات جسيمة في هذه الأعمال الإجرامية العدوانية، لكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، لقد أبتلينا بنفر ضال عن طريق الهدى، خرج عن والدين وتنكر لشرع الله وخان الأمة وعلينا أن نقبل القضاء، وشيمة المواطن أن يقدم نفسه وحياته ثمنا لحماية وطنه، فلشهدائنا الرحمة ولجرحانا الشفاء إنشاء الله وللخونة العار وإنا الى ربنا منقلبون وسيعلم الذين ظلموا وعد الله للكافرين.




الاربعاء٠٩ ÑÌÜÜÈ ١٤٣٣ ۞۞۞ ٣٠ / ÃíÜÜÇÑ / ٢٠١٢


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق سعد أبو رغيف طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان