سنتناول في هذا الجزء وقفة الرفيق قائد البعث والمقاومة في خطاب الصدمة والترويع البعثي على ما آلت إليه أوضاع وأحوال العراق بسبب الغزو والاحتلال. وازعم إنني الآن اطرق اخطر ما ورد في الخطاب التاريخي واجد نفسي مترددا في التداخل معه بأية صيغة من صيغ التداخل بسبب المنهجية العالية والدقة المتناهية التي تبناها وقدمها الخطاب ولان الرجل التاريخي الرسالي يمثل احد أعمدة وشواخص وشواهد الدولة التي دمرت وهو شاهد على كل مجريات فعلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكان رأسا في محطات تاريخية في الانجاز وفي مواجهة محادثات ومفاوضات سجلت كمحطات شاخصة في اندماج النظام العربي الرسمي في خطة احتلال العراق وذبح نظامه الوطني. إن السيد عزة إبراهيم هو الاسم الذي تدرك كل أنظمة العرب انه يعرف كل شئ من قمم الجامعة إلى عواصف الرمال في حفر الباطن وصولا إلى استخدام الأرض والمياه العربية مواطئ قدم ونقاط انطلاق لضربات القوة الغاشمة المدمرة على عراق العروبة وحصنها وسدها. لقد صدق النظام العربي أن نظامنا الوطني قد افني وان قيادته قد استشهدت أو اعتقلت أو هربت فمال هذا النظام إلى الاسترخاء والإحساس الواهم بوفاة الشاهد وانعدام مقومات المحاكمة الشعبية والتاريخية القادمة لا محال ولذلك كان ظهور القائد الدوري هو بمثابة الصدمة المروعة لهم جميعا. عزة إبراهيم ينبثق مثل طائر الفينق بعد تسع سنوات ليقول للجميع إننا هنا وقد هرب الأمريكان تحت وطأة ضربات مقاومتنا ..نحن هنا ولما نزل الرقم الأصعب في معادلة العرب وأمتهم وتاريخهم.. نحن هنا رغم كل عوامل الفناء التي سلطت علينا ..فاستفيقوا أيها المسطولون بنشوة سطوة قوة أميركا.. استفيقوا وهاكم جردة التدمير الذي حل بالعراق جراء عقد النقص ومصائب الشيزوفرينا وملابسات البيع والشراء التي ظننتم أنها سياسة وأنها فهلوة وشطارة وإنها الطريق لذبح العراق ومن خلاله إنهاء تطلعات الأمة كلها. استفيقوا يا من خيل لكم إنكم أذكياء يوم تقتلون العراق بجمعكم الرسمي فيضيع دمه بين قبائلكم (أنظمتكم) وخدعتكم أميركا بمعادلة خرافية أسمتها محور الشر حتى انحنى بعضكم تحت وطأة رذيلة التصديق بان أميركا ستقصي نظام إيران بعد أن تنتهي من عدوكم اللدود ومشاكسكم الأول على تردي شجاعتكم وغلبة جبنكم على أحوالكم وعلى انبطاحكم تحت خصي الصليبيين اليمنيين الصهاينة الجدد وقرارهم بذبح النهج القومي العربي وذبح خطه الجهادي والكفاحي عن حقوق الأمة والشعب العربي في العيش الكريم والرفعة الإنسانية شانه شان كل شعوب الأرض. صدقتم إن إيران بنظامها الكهنوتي الغادر ستفنى بعد أن يفنى العراق وان أميركا ستقوم بحمايتكم منها ..وها هي إيران الطائفية الفارسية الطامعة, أيها العرب, تطرق أبواب كل بيت من بيوتكم وزواج ألمتعه يعرض على نساءكم وهن في أسرتكم واللطميات والزنجيل والتطبير ومواكب المجوسية تسري فوق صدوركم وتأكل من ضفافكم ومن جرف شرفكم وانتم عاجزون لا حول لكم ولا قوة وكتابكم وشعراءكم ومطربيكم وراقصاتكم ومجندات بنات الهوى تمارس عنكم نيابة مسرحيات التهريج من على قنوات فضائية ظننتم أنها سلاحكم الأمضى في تغييب حقيقة العراق وشعب العرب وأنها السيف البتار الذي سيحقق لكم إكمال منهج الفناء في كل إرجاء الأمة ليعلوا صندوق النقد الدولي وشركات العولمة فوق لافتات دكاكينكم وسوبر ماركياتكم ومحطات بيع الوقود وفي أرجاء عماراتكم العامرة بالفجور وشوارعكم المعبدة بجماجم أخوتكم والمزفلتة بدماء تدعون أنها ذات الدماء التي ترطب عروقكم الخاوية. دمرتم العراق وهذه هي الجردة كما أحصاها وعدها من بنى وعمر وعبد وصنع وعلم حتى حول العراق إلى منارة شرف رفيع لكم كلكم ... هذه حصيلة خيانتكم وتآمركم على شهداء العراق ودم العراق واقتصاد العراق وثروات العراق ووحدة العراق ووطنية شعب العراق.. الحصيلة أمامكم لا يحكيها التاريخ بل شاهد من الشهود الذين صنعوا التاريخ : ( أيها الأخوة والرفاق المجاهدين وطنيين وقوميين وإسلاميين يا جماهير أمتنا الناهضة الثائرة أيها المناضلون العرب في وطننا الكبير أيها الأحرار في العالم تسع سنوات مضت على غزو العراق واحتلاله. تسع سنوات طوال مضت من القتل والتهجير والتشريد. تسع سنوات مضت من التدمير والتخريب لنهضة العراق الوطنية القومية التقدمية الحضارية، وقاعدة ارتكازه المادية لمجموعة مرتكزاته ومنطلقاته المبدأية والقيمية والروحية. إنهم أرادوا اجتثاثاً شاملاً لعراق العروبة ورسالتها الخالدة أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة. لقد اشترك معهم في هذه الجريمة الكبرى للأسف كما ترون النظام العربي الخائف الجبان الفاسد المتآمر على الأمة وشعبها ومستقبلها، وهو لا يزال موغلاً في جريمته، يقدم للمحتل وعملائه كل وسائل الدعم والمساندة لكي يمضي في مشروعه الدامي المريض في صراع يخوضه شعب العراق العظيم ومقاومته الباسلة نيابة عن الأمة والإنسانية. يقدم فيها هذا الشعب المجيد أنهاراً غزيرة من الدماء الطاهرة الزكية. تسع سنوات اكتملت على الغزو والاحتلال وهذا النظام الخائن العميل الفاسد يعطي ظهره لمقاومة شعب العراق الباسلة المنتصرة، بل الكثير من أنظمته الفاسدة الموغلة في الخيانة والفساد، تلاحق المقاومة داخل العراق وخارجه، وتقدم الدعم والمساندة للغزاة وعملائهم وأذنابهم حتى اليوم. وقد ناهز شهداء المعركة المليون ونصف المليون منذ زمن بعيد حتى اقترب اليوم من المليوني شهيد. دمرت الزراعة والصناعة وقاعدة الخدمات العملاقة، وعطلت الحياة في كل ميادينها. فجروا الطائفية البغيضة وأججوها بهدف القضاء نهائياً على وحدة العراق العريقة، وقطع صلته بأمته وخلعها من الجذور، ونسف هويته العربية وتاريخه المجيد، وتفتيت أرضه وتمزيق شعبه حتى يصبح لقمة سائغة للفرس الصفويين، أعداء الله وأعداء العروبة ورسالتها الخالدة، بعد أن أوكل الأمر كله إليهم، وأصبح الصراع معهم وجهاً لوجه. خسئوا وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. قد نسوا تاريخ العراق أو قد تناسوه، وتعاموا عن قدراته الخلاقة المبدعة في الحزم والعزم والرد السريع، وسيجرعهم السم الزعاف بإذن الله القوي العزيز، كما جرعهم بالأمس القريب في القادسية الثانية قادسية العروبة ورسالتها الخالدة الخاتمة، ثم سقاهم سماً زعافاً.) وفي الجردة الثائرة المقاتلة الشامخة الباسلة حلول إن لم تعتبروها فان الهلاك مدرك البقية الباقية منكم ..الحل الأهم أيها النظام العربي الواهم هو المقاومة العراقية البطلة التي هي الحاجز الوحيد المتبقي بين إيران الغازية الطامعة اللاعبة بمشروعها الطائفي البغيض المؤججة لروح الفتنه وبين بيوتكم وغرف نومكم ..وكلكم الآن قد خبرتم حقيقتها ولم تعد كما كنتم تظنون واهمين أو كم سولت لكم أنفسكم أو كما أراد لكم أسيادكم أن تتصرفوا بأنها وسيلة ابتزاز يستخدمها صدام حسين ورفاقه ونظامه وأبعدتم الحقيقة الناصعة التي لا غبار عليها من أن العراق قد قاتل إيران ليحمي العراق ويحمي الأمة العربية كلها. فهل فيكم من عاقل حكيم ينتهي من غييه ويعود إلى رشده ويمسك بالعروة الوثقى التي لا راد لطوفان الفارسية الكسروية غيرها بعد أن أوكلت لها أميركا الأمر كله واعتمدتها حصان طروادة لسحق شرفكم وتعذيب بلدانكم ومدنكم بمثاقب الجماجم وأسلاك تمزيق الأعضاء الذكرية وقضبان فض البكارة واغتصاب نساءكم؟ أوكلت أميركا المشروع برمته لإيران يا أخوة يوسف لأنها أيقنت أن إيران تمتلك مفاتيح شرذمتكم وتفريق المتبقي من جمعكم وإنهاء الآثار الباقية لزمن البطولة العربي وهو لعمري هدف وغاية مجوسية يعود يوم ميلادها إلى يوم انشق فيه إيوان كسرى وأطفأ العرب, يوم أنجبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ,فيه نار المجوسية. جردة الدمار والخراب الذي حل بالعراق وشعبه تذكركم بنباهة وفطنة أيها العرب الرسميون أن العراق لا يفنى وانه أكسير الحياة العربية فأعيدوا قراءة التاريخ علكم تتعظون وان ذي قار والقادسيتين هي وقائع حماية كروشكم وموائدكم وطهر نساءكم و عفة رمال صحاريكم ونحن العراقيون يا عرب من صنع رماح وسيوف أنهت أسطورة إمبراطورية كسرى ولا احد غيرنا بوسعه أن يعيد تشكيل التاريخ ويجند شعبنا العربي من جديد تحت قيادة خالد وسعد والقعقاع والحسين والمختار وصدام حسين.. لا أحد فاتعظوا أيها الواهمون. انتهوا من مكابرتكم وتيقنوا إن المقاومة العراقية البطلة التي ظننتم إن بوسعكم تغييبها وإنهاء دورها ليسدل الستار على العراق ومشروعه الوطني القومي الحضاري ويركع المتبقي من رجاله وجيشه وشعبه هي بنت الأرض وبنت الشجر وبنت الرافدين العصية على الفناء. القائد عزة إبراهيم الدوري يواجه العرب الرسميين بنتائج تضامنهم مع أميركا وإيران في غزو العراق واحتلاله وجها لوجه وبكل ما يمثله القائد المجاهد من شرعية الدولة الوطنية وشرعية القيادة المقاتلة التي ما استسلمت ولا وقعت صكوك الانهزام بل تحولت بكل كبرياء البطولة من قيادة الدولة والنظام إلى قيادة الجهاد البطولي ضد الغزاة المحتلين بكل جنسياتهم التي اصطفت مع أميركا المجرمة. تدمير شامل للعراق ومحاولة مستميتة لإنهاء وجوده القومي وشرذمة وحدته الوطنية. انه عزة إبراهيم الذي يحدثكم ويضع أمامكم الحقائق التي لا مناص من الإقرار بأنها وصمة عار في جبين النظام الرسمي العربي . إذن هذه حقيقة العراق وهذه هي حقيقة الأمة كما هي واقعا ملموسا محسوسا, كما أفرزتها مرحلة ما بعد تهديم السد العراقي , ليس تنظيرا ولا وجهة نظر قابلة للقبول أو الرفض: العراق والأمة تحت مطرقة الصفوية الفارسية ولا طريق أمام العراقيين والعرب شعبا وأنظمة لوقف إغراق الوجود العربي إلا شعب العراق المقاوم وإلا مقاومته الباسلة .. وقد آن الأوان أن ينتخي الجميع وينتفض الجميع لإسناد شعب العراق ومقاومته لؤاد الفتنه ولوقف المد الصفوي وليتب من يقدر على التوبه أمام الله والعراق والأمة ولينزوي متنحيا من لا يقدر على التوبه ويسكت أجهزة إعلامه ويسكت أقلام الأجراء وذلك اضعف الإيمان. ولنطالع وصف العالم الجليل والقائد الجسور والمجرب الخبير ونتعض ونعتبر: يا رجال البعث يا أبطال المقاومة المسلحة يا فرسان المقاومة في عراق العروبة أيها المناضلون العرب يا جماهير أمتنا الثائرة المجاهدة هذه هي الحقيقة الكبرى في العراق اليوم، نضعها تحت أنظاركم وبين أيديكم، وهي ليست قضية العراق فحسب بل هي قضية الأمة وشعبها على امتداد وطنه الكبير، لقد أصبح العدو الفارسي الصفوي اليوم يقف اليوم على أغلب أبواب أقطار الأمة الداخلية متحفزاً لا يحجزه عن اجتياحها إلا شعب العراق العظيم ومقاومته الوطنية الباسلة بكل أشكالها وبكل انتماءاتها بعد أن حطمت هذه المقاومة المجيدة قوى الغزو والعدوان وركعتها وطردتها شر طردة. ولكن أقول مفترضاً لئن انتصر المشروع الفارسي الصفوي في العراق لا سمح الله فلا أحد في الكون سيقف أمام المد الصفوي ومشروعهم البغيض، لا أمريكا ولا سواها. وسيجتاح الأمة من أقصى مشرقها إلى أقصى مغربها. وأنتم ترون بأعينكم يا جماهير الأمة ويا حكامها المتواطئين، وتسمعون يومياً ناقوس الخطر يدق على أرض العراق بوابة الأمة الشرقية الصامدة على امتداد تاريخها الطويل. بالأمس يعلن على أسماعكم حزب الدعوة الصفوي الحاكم في العراق أن العراق قد أصبح عاصمة للتشيع في الأمة، وعلى الحكام العرب أن يسوقوا لهذه الحقيقة طوعاً أو كرهاً، ثم يفسروا هذا الإعلان المقيت لأحد رموز الائتلاف الصفوي الحاكم فيقول: سيبقى الحكم في العراق بيد الصفويين إلى يوم القيامة، لأن لهم في الشعب الأغلبية كما يزعم. ليقول ستأتي الانتخابات بأغلبية صفوية في البرلمان، وسيأتي البرلمان بحكومة صفوية. خسئ هذا العلج الصفوي، لا يوجد لدى شعب العراق العريق صفوية ولا يوجد في شعب العراق طائفية. إنه شعب العراق. هو شعب الرسالات والحضارات والتاريخ الطويل المجيد. الطائفية البغيضة بكل أشكالها وألوانها تعشعش في رؤوسكم العفنة في رؤوس العملاء والأذناب والجواسيس والخونة، شيعة وسنة على حد سواء. وإن ما يتسرب منها إلى شعب البطولات والمكرمات ستحرقه مسيرة الجهاد والكفاح. سيحرقه لهيب الرسالة الخالدة. خسئتم أيها العملاء والأذناب سيسحق هذا الشعب العظيم طائفتيكم وأثنيتكم وصفويتكم وعمالتكم تحت أقدام مسيرته الجهادية الظافرة المنتصرة وسيبقى العراق العظيم طليعة رائدة ومبدعة في ميرة الأمة والإنسانية. اللهم اشهد إنا قد بلغنا ونحن نقاتل ولسنا قاعدون .. اللهم اشهد إنا قد بلغنا ونحن نتصدى ولسنا منكفئين .. اللهم اشهد إنا قد بلغنا ونحن شهود الإعمار والبناء الشامخ ونحن في ذات الوقت شهود على التدمير الذي اغضب الله يقينا ولكنه إلى اللحظة ما هز شوارب البعض.